مسقط- زينب الهاشمية
يهوى علوم الطقس ورصد الحالات الجوية واستنتاج التوقعات من خلال قراءة خرائط الطقس. وبالبحث المتعمق والتواصل مع ذوي الاختصاص أصبح واحداً من هواة الطقس المميزين في السلطنة..
إنه زهران الحاتمي الذي يحمل شهادة في تقنية المعلومات ويعمل في وزارة التربية والتعليم بمديرية الظاهرة في قسم الموارد البشرية. المزيد عن هوايته وتعلقه بتتبع المناخ في السطور التاليةيقول زهران الحاتمي: «بدأت منذ العام 2006 بمتابعة الأحوال الجوية والتوقعات عبر منتديات الطقس التي كان من أبرزها منتدى الخيمة العمانية، وجذبني هذا المجال جداً بكل ما فيه وتعلمت في البداية وصف الأجواء فقط، ولكنني أحببت التعمق أكثر بهذا المجال وحاولت بالبحث والقراءة والتواصل مع بعض الأخوة المختصين الحصول على معلومات تفيدني في ما أسعى إليه».
يضيف الحاتمي: «ومن هنا وسعت مشاركاتي في منتديات عدة للطقس كـ الخيمة العمانية، كنز العرب، مركز العاصفة، مركز رذاذ، وكنت في أحيان أخرى أتلقى دعوات من الأخوة أصحاب المنتديات للتسجيل والمشاركة معهم، ولم أكتف بذلك بل تواصلت مع بعض هواة الطقس في السلطنة، واستطعت من خلالهم فهم الكثير من الأمور الخاصة بالطقس.
وعندما انتشرت برامج التواصل الاجتماعي تغيرت الوجهة من المنتديات إلى هذه البرامج بشكل أكبر وملحوظ، وساعدتني مشاركاتي في التويتر والواتساب جدا، فهي بحر لمن يريد أن يتعلم وأن يشارك ويظهر مواهبه».وحول تطوير مهارته في هذا المجال يقول زهران: «على الإنسـان أن يطور من نفسه دائما عن طريق البحث والقراءة والسؤال عن جميـع الأمور المتعلقة بها حتى يستفيد ويُفيد الآخرين، ويطور من نفسه إلى مستويات أفضل. وأنا مؤمن أنه بهذا فقط يمكن أن أصل بطموحي إلى مستويات أكبر في علوم الطقس وان أصبح أحد موظفـي الأرصاد العُمانية التي يُشيد بهـا أغلب الدول».
المفاهيم الأولية
وعن التدرج الذي يجب أن يتبعه الهواة لهذا المجال يقول الحاتمي: «البداية يجب أن تكون من فهم العوامل الجوية وتعاريفها ومعرفة علاقة هذه العوامل مع بعضها البعض، وماذا يحدث عند تداخل هذه العوامل. وبعدها يمكن رصد الحالات الجوية عن طريق تحليل الخرائط ومتابعة العوامل من عدة نماذج ومقارنتها واستخراج التوقعات منها. كما إن الطقس عالم كبير وواسع يحتوي أيضا على معادلات فيزيائيه وغيرها من الأمور. ومن الأمثلة على هذه العوامل والحالات الجوية: التكونات المحلية التي تحدث في فصل الصيف خاصة فترة الظهيرة وتمتد أحيانا للمساء.وهنالك عوامل جوية تسبب السحب الركامية الممطرة».
مناخ السلطنة
أما عن طبيعة مناخ السلطنة فيقول زهران: «تتميز السلطنة بشكل عام بطقس صحراوي جاف وحار، ويتميز مناخ كل منطقة عن الأخرى، فمثلاً في الصيف تكون الأجواء حارة، ورطبة على الساحل، أما الداخل تكون الأجواء حارة وجافة..
كما تتميز السلطنة في الصيف بتشكل السحب الركامية الرعدية على سلاسل جبال الحجر وامتدادها للمناطق المجاورة. و تهب الرياح الموسمية على محافظة ظفار وتسبب الأجواء الخريفية في الجنوب خلال أشهر الصيف». أما في فصل الشتاء فتقل فرص الأمطار على الجنوب وترتفع فرص شمال السلطنة بتأثرها بـ المنخفضات الجوية القادمة من إيران والبحر الأبيض المتوسط». ويضيف قائلا: «أيضا من مميزات الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان هو إطلالتها على بحر عُمان و بحر العرب الذي تنشط به الحالات المدارية (الأعاصير) خلال فترتين من كل عام والتي قد تتجه إلى السلطنة وتكون الفترة الأولى خلال شهري مايو - يونيو، أما الفترة الثانية فتكون في شهري أكتوبر ونوفمبر».
أبرز الحالات
وعن أبرز الحالات الجوية التي قام برصدها وبمتابعتها يقول: «تابعت حالات كثيرة منها أخاديد جوية ومنخفضات وحالات مدارية بمختلف مستوياتها كاضطراب مجاري وعاصفة مدارية وأعاصير، وأبرزها بالنسبة لي هو إعصار «جونو» الذي كان في الأسبوع الأول من يونيو 2007، وكنت آنذاك في بدايات اهتمامي ومتابعتي للأحوال الجوية وكان إعصارا قويا ومتابعته شيقة جدا بصحبة الأخوة من مختلف دول الخليج».
وحول سؤالنا عن الاستمطار الصناعي وعلاقتها بقلة الأمطار يجيب قائلا: «مناخ السلطنة صحراوي جاف كما أسلفت يتميز بقلة الأمطار. والاستمطار ليس له علاقة بشح الأمطار من منطقة لأخرى وإنما وظيفة أجهزة الاستمطار إثارة السحب المتكونة على الجبال فتهطل الأمطار منها بمشيئة الله».