مسقط-
نفذ المنتدى الأدبي حلقة عمل بعنوان «المنتدى الأدبي: الواقع والمأمول» صباح الإثنين الفائت في قاعة الورش بالنادي الثقافي، حضرها ممثلو مؤسسات ثقافية حكومية وأهلية وأكاديمية إضافة إلى مثقفين بعينهم تم توجيه الدعوات لهم لحضور الحلقة وتقديم رؤاهم.
هدفت هذه الحلقة إلى الاستماع إلى أفكار المثقفين وفئات مختلفة من المشهد الثقافي والاستفادة منها لأجل تطوير المنتدى ومراجعة إنتاجه وتقديم مقترحات لمستقبله، حيث قُسِّمت الحلقة إلى ثلاث حلقات نقاشية تتضمن مواضيع جزئية، فالحلقة النقاشية الأولى بعنوان «واقع المنتدى الأدبي ومخرجاته خلال سبعة وعشرين عاما» تضمنت موضوعين وهما واقع الأداء الثقافي للمنتدى الأدبي- رؤية تقييمية، ومسابقة المنتدى الأدبي. أما الحلقة النقاشية الثانية فكانت بعنوان «تحديات ثقافية وحلولها»، وتضمنت موضوعين الأول بناء علاقة متجددة مع المجتمع واستقطاب الجمهور، والموضوع الثاني حول تحديات أخرى يواجهها المنتدى مثل عزوف فئة المثقفين عن المشاركة الفاعلة في فعاليات المنتدى. أما الحلقة النقاشية الثالثة فهي حول المرحلة المستقبلية للمنتدى ومقترحات تطويرية له.
افتتح الحلقة رئيس المنتدى خميس العدوي مشيرا إلى أن الحلقة تهدف إلى تطوير العمل الثقافي في عمان في أقدم مؤسسة ثقافية وهي المنتدى الأدبي الذي يعد منارة للثقافة منذ إنشائه منذ ثلاثة عقود تقريباً. وأضاف العدوي بأن الحلقة تسعى إلى وضع خطة وهدف مشترك لما يريده المثقف لعُمان، وأنها تفتح أبوابًا يستفيد منها الحقل الثقافي كافة، واختتم حديثه بشكر الحضور والنادي الثقافي والقائمين على إنجاح الفعالية.
ناقشت الحلقة التي أدارتها شميسة النعمانية الباحثة الثقافية بالمنتدى محاور الحلقة وقدم الحضور عددا من التساؤلات وكما كبيرا من المقترحات والملاحظات التي يرغبون أن يأخذ بها المنتدى الأدبي.
توصلت الحلقة إلى ضرورة إعادة صياغة هوية جديدة للمنتدى الأدبي بدءا من شعار المنتدى ومرورا بالمضمون الثقافي للفعاليات وليس انتهاء بالتسويق الإعلامي للمنتدى.
ورأى الحاضرون أن الندوات العلمية التي نفذها المنتدى الأدبي أفادت التاريخ العماني والباحثين ولكنها بحاجة ماسة إلى لجنة علمية محكمة للتدقيق في البحوث المشاركة فيها، إضافة إلى التجديد في مواضيع هذه الندوات لكونها تركز على الجانب التراثي وتغفل الجوانب الأخرى، كما أنها أقرب ما تكون إلى الاحتفاء منها إلى النقد والتحليل. كما أن تكرار أسماء الباحثين المشاركين في ندوات المنتدى يعد إشكالية ولا يتيح المجال لأسماء أخرى بالمشاركة. أما مطبوعات المنتدى فأجمع الحاضرون على الحاجة إلى تصميمها من جديد بهوية جديدة لتكون جذابة من حيث الإخراج، والمضمون، فالأغلفة وطريقة الطباعة تقليدية، ولذا اقترحت الحلقة أن يتم التعاقد مع دور نشر قادرة على إنتاج مطبوعات المنتدى الأدبي بحلة زاهية تتناسب والمرحلة الحالية.
كما ناقشت الندوة الفعاليات التي أقامها المنتدى خلال 27 عاما، ورأى البعض أن تعدد المؤسسات الثقافية في السلطنة أدى إلى تداخل الفعاليات وتشتت الجمهور وضعف الفعاليات بسبب توزع الموازنات المالية بين هذه المؤسسات الثقافية، بينما رأى آخرون أن تعدد المؤسسات ثراء للثقافة ومغذي لها في كافة تخصصاتها. وعتب الحاضرون على المنتدى غياب الحضور الإعلامي الفاعل والحقيقي في فعالياته المختلفة، وأنه متواضع إعلاميا على الرغم من تقديمه لمواضيع وفعاليات تستحق الإبراز.
وعن مسابقة المنتدى الأدبي فقد عدَّ المتحاورون ثمانية مجالات للمسابقة كثيرة وأن خمس فائزين في كل مجال أمر مبالغ فيه، لذا ارتأوا تقليص عدد المجالات إلى مجالين أو ثلاثة مجالات، مع الاقتصار على فائز واحد حتى تكون الجائزة النقدية له مجزية بدلا من توزيعها بين عدة فائزين. كما طالب البعض بفسح المجال للجيل الناشئ للمشاركة في الكتابة والمسابقات لاسيما الأطفال منهم، ودعمهم وإيصالهم إلى الجمهور. ومن التوصيات التي خلصت إليها الحلقة تصميم هوية جديدة للمنتدى الأدبي، وتحديد الجمهور المستهدف من خلال دراسة علمية لمعرفة جمهور المنتدى، وإنشاء قاعدة بيانات للمثقفين والأدباء والباحثين في المجال الثقافي، وتطوير المطبوعات وتوفيرها إلكترونيا، والتنويع في الفعاليات المطروحة والابتكار في طريقة تقديمها، وضرورة انتقاء لجنة علمية محكمة للبحوث المشاركة في الندوات العلمية، إضافة إلى توسيع دائرة القضايا المدروسة في الندوات، وإقامة أسابيع ثقافية خارج السلطنة، والتسويق الداخلي والخارجي للمنتدى من خلال خطة تسويقية، وتحديد قاعدة بيانات للتواصل مع الجمهور المستهدف، والتواصل مع المؤسسات المعنية للشراكة مع المنتدى إضافة إلى إعادة هيكلة المسابقة والنظر في الجوائز.
كما دعا المشاركون إلى إصدار مجلة دورية باسم المنتدى، وضرورة إشراك المثقفين في فعاليات المنتدى وعدم التركيز على فئة معينة. وفتح باب العضوية والترجمة الفورية لفعاليات المنتدى مع توجيه دعوات إلى السفارات وغيرها من المقيمين بالسلطنة إضافة إلى التواصل مع المهتمين في مجال الفعالية ودعوتهم للحضور والمشاركة، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمراحل السنية الناشئة، وتمكين فئة النساء، واستقطاب فئات في علم الاجتماع. كما أكدول على ضرورة أن يكون للمنتدى مقر أوسع يضم قاعات مناسبة للفعاليات وأن يكون في ولاية السيب كما أمر به صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد في إعلان إنشاء المنتدى في ديسمبر عام 1985م.