الحمراء ـ طالب بن علي الخياري "الشبيبة" زارت البيت والتقت بالمشرف والمترجم ماجد بن محمد العبري الذي قال: "البيت بُني زمن حكم اليعاربة الذين بنوا وشقوا في تلك الفترة فلج حمراء العبريين، ويعد بيت الصفاه بولاية الحمراء من المعالم السياحية والتراثية التي تشتهر بها ولاية الحمراء، إذ تُشد إليه الرحال وهو يمثل الوجهة السياحية والتاريخية لبلدة الحمراء، وبُني بالتزامن مع بناء بيت البيتين في قرية مسفاة العبريين، وبيت الصفاه الأثري بقي شامخاً في وجه عوامل الطبيعة ليحكي قدرة الإنسان العماني التعامل مع قسوة الطبيعة. وسمي البيت بهذا الاسم لأنه بني على صخرة مستوية ملساء كقاعدة له، وقد اشتهر بيت الصفاه منذ مئات السنين فقد بني الجانب الشرقي منه منذ أكثر من 400 سنة، واختير الجانب الغربي الذي يسمى بيت الصفاه الغربي ليكون مزاراً سياحياً يقصده الزوار من دول العالم كافة؛ نظراً لما يتمتع به من ضخامة البنيان وعلوه والزخرفة في الأسقف والجدران، كما أن بيت الصفاه يضم عدداً من البيوت كبيت الصفاه الشرقي والغربي وبيت العالي وبيت السافل، وكانت تسكنه أسرة واحدة".
بدأ بيت الصفاه بولاية الحمراء موسمه السياحي لهذا العام في الأول من شهر أكتوبر، ويستمر حتى نهاية شهر مايو من كل عام، وخلال هذه الفترة من العام تنشط السياحة وخصوصاً زوار البيت من خارج السلطنة، أما في الصيف فتكون الحركة ضعيفة، لذلك فإن إدارة البيت تغلق أنشطتها في فصل الصيف.
ويضيف العبري: "الجانب الشرقي من البيت هو الأقدم، أما الجانب الغربي منه فهو الأحدث والذي استُثمر ليكون معرضاً تراثياً، وقد أصبح الآن وجهة سياحية تقصده الوفود السياحية من مختلف دول العالم، فإلى جانب ما يتمتع به من الأهمية التاريخية عمل القائمون عليه لجعله مشروعاً سياحياً، تمارس فيه بعض العادات والتقاليد العمانية العريقة والفعاليات التراثية، ومن المهن والحرف التي كانت تمارس في الماضي كالغزل والنسيج واستخراج بعض الزيوت المحلية كالشوع والقفص وغيرها من الزيوت التي تستخرج محلياً، وكذلك صناعة ماء الورد، والمحلب.
كما يحتوى بيت الصفاه بين جنباته على مكنون التراث القديم من الأدوات المنزلية والصناعات الحرفية كالخزف والفخاريات والمنسوجات والسعفيات والصناعات الصوفية والأدوات الزراعية التي كان الإنسان يستخدمها في إنجاز أعماله الزراعية في الماضي، وصناعة بعض الموائد العمانية التي تمثل الجوانب الأثرية والأهمية الكبيرة في إبراز الإرث الحضاري، وصور الحياة القديمة التي عاشها الإنسان العماني في القرون الفائتة، واعتماده على الذات في المجالات الزراعية".
ويواصل العبري حديثه: "يشتمل بيت الصفاه على ركن الملبوسات العُمانية التقليدية، وغيرها من الأنشطة والأعمال التي تُمارس داخل البيت والتي تبرز للوفود السياحية التي تقصد هذا البيت مدى براعة الإنسان العُماني في الاعتماد على ما تصنعه يده وما تنتجه أرضه، كما يشتمل بيت الصفاه على الصناعات الحرفية التي يعتمد عليها الإنسان القديم في تسيير أمور حياته التي جعلت من البيت مقصد الوفود السياحية والمهتمين بالتراث العريقـ إذ يُمارس النشاط على الطبيعة من أجل تعريف الزوار على العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة، وإلى جانب ما يتمتع به بيت الصفاه من الإرث الحضاري فإن موقعه فريد، فهو يتوسط المباني الأثرية التي كانت مكتظة بالسكان وتحفُّه البساتين الزراعية من أشجار النخيل والحمضيات والمانجو والفواكه الأخرى وجداول مياه الفلج التي تُبرز خرير مياهها تقاسيم الطبيعة الجميلة.
إن الزائر للبيت يشعر بدفء المكان ويسترجع شيئاً ولو يسيراً من الماضي العريق، وكيف استطاع الإنسان العُماني التكيّف والعيش في أحلك الظروف وأصعبها".
وتحدث العبري عن أن البيت يستثمر حالياً من قبل "الحضراء للسياحة"، وأن أكثر زوار البيت هم من الألمان ثم الفرنسيين تم الإيطاليين، وقال: "لاحظنا خلال السنتين الفائتتين نشاطاً ملموساً وممتازاً للسياحة الداخلية، وخصوصاً في فترة الإجازات الرسمية، ونحن كإدارة للبيت نحاول أن نجعل الزائر يعيش أياماً عمانية بحتة مثمثلة في الملابس العمانية القديمة، وإمكانية لبسها مباشرة في البيت، وكذلك الاستمتاع بالمطبخ العماني ليتذوق ما لذ وطاب من المأكولات العمانية التقليدية، والبيت يعمل على تنظيم مسابقات للتصوير الضوئي، وفي هذه الفعالية تجري دعوة فرق الفنون الشعبية في الولاية، وتنظم ركضة الخيل والفروسية، والبيت يفتح لزواره من 9 صباحاً حتى الخامسة مساء".