تعلم لغة ثانية يؤخر شيخوخة المخ

مزاج الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٣٥ م

لندن – ستيف كونور
ترجمة - خالد طه

تعلم لغة ثانية يعزز مهارات التفكير ويحسن من سرعة البديهة ويؤخر شيخوخة المخ، بحسب العلماء الذين يعتقدون أن تحدث لغات الأقليات يجب تشجيعه بشكل إيجابي في المدارس والجامعات.
وقد وجدت الدراسات أن الأطفال والبالغين الذين يتعلمون أو يتحدثون لغة أخرى يستفيدون من الجهد الإضافي الذي يتطلبه التعامل مع مجموعتين من المفردات والقواعد النحوية.
قالت أنتونيلا سوراس من جامعة أدنبرة بإنجلترا: "قليل من الآباء والأمهات يتحدثون لغات الأقليات مع أولادهم بسبب ما يتصورونه من عدم وجود فائدة لذلك. ومازال كثير من الناس يعتقدون أن لغة الأقلية تجعل الأطفال مشوشين وتضعهم في مكانة غير مواتية في المدرسة".
وأضافت سوراس: "هذه المشاعر تتعارض مع كثير من الأبحاث حول ثنائية اللغة، وهي أبحاث تثبت أنه عندما يكون هناك اختلافات بين الأطفال ثنائيي وأحاديي اللغة تكون هذه الاختلافات دائما لصالح الأطفال ثنائيي اللغة".
وقالت سوراس للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في واشنطن: "يميل الأطفال ثنائيو اللغة إلى امتلاك قدرات لغوية معززة وفهم أفضل لوجهات نظر الآخرين ومرونة عقلية أكبر في التعامل مع المواقف المعقدة".
وكثير من نفس هذه التحسنات تظهر في البالغين الذين يتحدثون لغتين أو يتعلمون لغة ثانية. فقد وجدت دراسة أُجريت على أناس متقاعدين يقومون بدورة مكثفة من خمس ساعات يوميا في جزيرة سكاي لتعلم اللغة الغيلية، وجدت أن هناك تحسنات في قدراتهم العقلية.
قالت الدكتورة سوراس: "لم يكونوا يعلمون ولا كلمة واحدة من اللغة الغيلية، ولذلك فقد اختبرناهم قبل بدء الدورة ثم بعد أسبوع من دورة مكثفة جدا. وعندما قارنا بينهم وبين أناس متقاعدين نشطين آخرين كانوا يقومون بحضور دورة في شيء آخر، وجدنا استجابة أكبر للمخ لدى من يقومون بدورة اللغة".
وقد أثبتت دراسات أخرى أن بعض أنواع الخرف التي تظهر لدى كبار السن عند سن معينة، تظهر أعراضها بعد أربع أو خمس سنوات في المتوسط لدى ثنائيي اللغة مقارنة بمن يتحدثون لغة واحدة فقط.
تقول إحدى النظريات إن كبار السن من ثنائيي اللغة لديهم "احتياطات معرفية" أكبر وهو ما يؤخر ظهور الشيخوخة في المخ.
قالت الدكتورة سوراس إن تعلم لغة ثانية يجب أن يكون إجباريا مرة أخرى في المدارس بل وحتى في الجامعات. "يجب أن يكون تعلم اللغات شرطا للحصول على أي درجة علمية... سواء كانت الدرجة العلمية في الكلاسيكيات أو الآداب أو العلوم".
خدمة إندبندنت - ش