«تيلرسون» في الصين و«ترامب» يتهيأ لجولة آسيوية واشنطن تميل إلى الدبلوماسية إزاء بيونج يانج

الحدث الأحد ٠١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٥٠ ص
«تيلرسون» في الصين و«ترامب» يتهيأ لجولة آسيوية


واشنطن تميل إلى الدبلوماسية إزاء بيونج يانج

عواصم – – وكالات

عقد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون محادثات على مستوى عال في الصين أمس السبت في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى الضغط اقتصادياً على كوريا الشمالية على أمل إجبارها على التراجع عن برامجها النووية والصاروخية.

وترى الولايات المتحدة أن للصين دوراً حاسماً في تفادي حدوث مواجهة عسكرية مع بيونج يانج التي تتقدم سريعاً نحو هدفها بتطوير صاروخ مزود برأس نووي يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن بكين تبدو مستعدة على نحو متزايد لقطع العلاقات مع اقتصاد كوريا الشمالية من خلال إقرار عقوبات الأمم المتحدة.

ولكن من أجل النجاح في الوصول إلى أي نوع من الحلول الدبلوماسية سيتعين على تيلرسون التغلب على بعض الافتراضات الأمريكية الأساسية بشأن كوريا الشمالية والصين. وأولها سيكون جعل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ينظر إلى الأسلحة النووية على أنها مغرم وليس قوة. ولا تعتقد أوساط المخابرات الأمريكية أن كيم سيكون مستعدا على الأرجح للتخلي عن برامجه للأسلحة. وقال السناتور بوب كروكر خلال جلسة في مجلس الشيوخ يوم الخميس إن كيم يعتبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المزودة برؤوس نووية «وسيلته للبقاء».

عقوبات صارمة

وثاني التحديات الكبيرة بالنسبة لتيلرسون سيكون إقناع الصين بفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية تكون صارمة جدا بحث تجعل كيم يتشكك في مستقبله في حالة استمرارها. ويقول مسؤولون أمريكيون شريطة عدم نشر أسمائهم إنهم يعتقدون أن الأولوية بالنسبة للصين هي استقرار شبه الجزيرة الكورية لأن أي انهيار سياسي سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى تدفق موجات من اللاجئين إلى شمال شرق الصين.
وصل تيلرسون إلى بكين في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت حيث من المتوقع أن يجري محادثات مع يانج جيه تشي عضو مجلس الدولة وكبير المسؤولين عن الدبلوماسية الصينية ووزير الخارجية وانغ يي بالإضافة إلى الرئيس شي جين بينغ.
وتقول الصين إنها ستفرض بشكل صارم وكامل قرارات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية وقالت وزارة التجارة الصينية يوم الخميس إنه سيتم إغلاق الشركات الكورية الشمالية في الصين والمشروعات المشتركة في الصين والخارج بحلول يناير تمشيا مع أحدث قرارات للأمم المتحدة.
ولكن صحيفة تشاينا ديلي الرسمية حذرت في مقال يوم الجمعة من أن أحدث عقوبات تحتاج لوقت قبل أن تبدأ في التأثير على بيونج يانج.
ودعا الرئيس دونالد ترامب الذي من المقرر أن يزور الصين في نوفمبر بكين إلى بذل المزيد بشأن كوريا الشمالية ووعد باتخاذ خطوات لإعادة توازن علاقة تجارية يقول إنها تلحق الضرر بالشركات الأمريكية.

جولة آسيوية مرتقبة

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتوجه إلى آسيا في نوفمبر لأول مرة منذ توليه الرئاسة في جولة تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين ومن المتوقع أن تركز على التهديد النووي لكوريا الشمالية.وسيصطحب ترامب زوجته ميلانيا في الجولة التي تستمر من الثالث وحتى الرابع عشر من نوفمبر.

وستشمل جولته حضور قمتين إقليميتين كبيرتين وهما منتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي (ابك) في فيتنام ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في الفلبين.وكانت هناك شكوك حتى الأيام القليلة الفائتة بشأن حضور ترامب للقمة في مانيلا بعد أن قال مسؤولون إنه متردد في القيام بالزيارة حتى لا تبدو وكأنها مكافأة للرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي الذي أطلق عدة تصريحات مناهضة لأمريكا.وقال مسؤول أمريكي إن زعماء آسيويين التقوا بترامب خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الفائت ساعدوا على إقناعه بالحضور لإظهار التضامن مع حلفاء آسيويين أساسيين.

ورحب دبلوماسي آسيوي بقرار ترامب زيارة مانيلا «لأن هذا يؤكد للمنطقة أن سياسة آسيا ليس مجرد سياسة تتعلق بكوريا الشمالية، وإنما بجنوب شرق آسيا أيضا». وسوف تتيح هذه الجولة لترامب فرصة لتعزيز موقف بلاده وحلفائها لتحقيق ما يصفه «بنزع السلاح النووي بالكامل» في بيونج يانج.
وقال البيت الأبيض في بيان «سيقوي تفاعل الرئيس العزم الدولي على التصدي لتهديد كوريا الشمالية وضمان نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل يمكن التحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه».تأتي زيارة ترامب للصين ردا على زيارة للولايات المتحدة قام بها نظيره شي جين بينغ في أبريل. وضغط ترامب بشدة على الصين لكبح جماح كوريا الشمالية. وعلى الرغم من أن تلك الجهود لم تسفر إلا عن نجاح محدود حتى الآن إلا أن ترامب شكر الرئيس الصيني يوم الثلاثاء على جهوده.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي: «أحيي الصين على قطع كل العلاقات المصرفية مع كوريا الشمالية وهو أمر كان يعتبر مستبعدا قبل شهرين. أريد أن أشكر الرئيس شي». في نفس الوقت قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن فريق ترامب للأمن القومي يجري مراجعة واسعة لاستراتيجية الولايات المتحدة تجاه الصين بحثا عن سبل مواجهة الممارسات التجارية الصينية وفتح إمكانية الوصول إلى السوق.
وأضاف المسؤول إن الولايات المتحدة تدرس أيضا الكيانات الصينية التي تقف وراء سرقة الملكية الفكرية والهجمات الإلكترونية وتريد إيجاد طرق لمعالجة هذه المخاوف. وليس هناك جدول زمني محدد لإجراء هذه المراجعة.

مؤشرات ومخاوف

من جانب آخر قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الكورية الجنوبية إنه تم رصد نقل صواريخ عدة كورية شمالية من منشأة للصواريخ في العاصمة بيونج يانج وسط توقعات بأن كوريا الشمالية تستعد للقيام بتصرفات استفزازية أخرى.
ونقل التقرير عن مصدر بالمخابرات لم يذكر اسمه قوله إن مسؤولي مخابرات كوريين جنوبيين وأمريكيين اكتشفوا صواريخ يجري نقلها بعيدا عن منشأة أبحاث وتطوير الصواريخ الكورية الشمالية في سانوم-دونج بالمنطقة الشمالية من بيونج يانج.ولم يحدد التقرير موعد نقل الصواريخ أو المكان الذي نُقلت إليه.
وقال التقرير إن هذه الصواريخ إما أن تكون صواريخ متوسطة المدى من طراز هواسونج-12 أو صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز هواسونج-14 على الرغم من أن منشأة الصواريخ في سانوم-دونج مخصصة لإنتاج الصواريخ الباليسيتية العابرة للقارات. وقال مصدر من وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنه لا يستطيع تأكيد تفاصيل التقرير أو ما إذا كانت هناك أي أنشطة غير عادية في المنطقة المذكورة.
وأبدى مسؤولون كوريون جنوبيون مخاوفهم من احتمال قيام كوريا الشمالية بأعمال استفزازية أخرى قرب موعد الذكرى السنوية لتأسيس حزبها الشيوعي في العاشر من أكتوبر أو ربما عندما تعقد الصين مؤتمر حزبها الشيوعي الحاكم في 18 أكتوبر.