«وجدان».. حكاية فتاة اختفت لتتكشف فضيحة اختطاف عشرات الفتيات اليمنيات

الحدث الأحد ٠١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٥٠ ص
«وجدان».. حكاية فتاة اختفت لتتكشف فضيحة اختطاف عشرات الفتيات اليمنيات

عدن - إبراهيم مجاهد

لا شك أن الحرب الدائرة في اليمن، أفقر بلد عربي بمنطقة الشرق الأوسط، منذ ثلاثون شهراً، خلفت وضعاً مأساوياً رهيباً أقل ما يقال عنه كارثة إنسانية هي الأسوأ، وتسببت في قتل وجرح الآلاف، وشردت الملايين ودمرت البنية الأساسية الهشة أصلاً. كما أفقدت ملايين الأشخاص وظائفهم ومصادر دخلهم في القطاعين الخاص والعام.

هذه الكوارث التي حلت على هذا البلد الفقير، أجبرت كثير من الفتيات والنساء على الخروج إلى الشارع للبحث عن فرصة عمل أو مصدر دخل قد يساعد أسرهن على مواجهة هذه الأوضاع التي دفعت أيضاً بعديد من اليمنيات إلى التسول بعد أن تسببت الحرب في الدفع بملايين الأسر إلى حافة المجاعة.
«الشبيبة» كانت قد تطرقت في وقت سابق إلى الفاتورة الباهظة التي تدفعها الفتاة والمرأة اليمنية جراء هذه الحرب المدمرة، ففي عداد القتلى تحتل المرأة مرتبة متقدمة بين الضحايا المدنيين، كما أنها الضحية الأولى لتدهور الأوضاع المعيشية التي تعيشها البلد، وتسببت في تشريد كثير من الأسر، فكثير من الفتيات والنساء وجدن أنفسهن مسؤولات عن جمع الحطب وجلب الماء من مناطق بعيدة، في حين ذهبن أخريات للبحث عن عمل، نيابة عن الزوج الذي فقد عمله في القطاع الخاص أو فقد راتبه المنقطع منذ عام من وظيفته الحكومية التي كان يؤمن من خلاله المستلزمات الضرورية للعيش وإن في كفاف.ولأن المرأة هي الورقة الأضعف ومن أكثر شرائح المجتمع احتراقاً وتضرراً في ظل حرب ما زالت مستعرة، فمن الطبيعي أن تتصاعد الانتهاكات وترتفع وتيرتها بحقها، في ظل غياب شبه تام لمؤسسة الدولة، التي قضى عليها سيطرة جماعة الحوثي عليها بقوة السلاح، وفي ظل غياب تام لإنفاذ القانون، سيما في المحافظات التي ما زالت خاضعة لسيطرة مسلحي جماعة الحوثي وصالح، ومنها العاصمة صنعاء التي تحتضن كثافة بشرية كبيرة تقدر بنحو ثلاثة ملايين شخص رغم نزوح كثير من الأسر إلى خارجها.

أرقام مرعبة

غياب مؤسسات الدولة وتعطل القانون معاً في مدينة كبيرة مثل العاصمة اليمنية صنعاء، واستمرار الحرب وانتشار البطالة والفقر، لا شك أنه وضع يوجد بيئة خصبة لانتشار الجريمة بجميع أنواعها، ابتداء من السرقة والتقطع، وصولاً إلى القتل والاختطاف والاتجار بالبشر وأعضائهم أيضاً.
مؤخراً كشفت معلومات خطيرة حول قضية اختفاء فتاة يمنية تدعى «وجدان» البالغة من العمر 14 عاماً، والتي اختفت في ظروف غامضة في 3 أغسطس الفائت، كشفت النقاب عن معلومات مفزعة حول اختفاء العشرات من الفتيات في سن الطفولة والمراهقة، في العاصمة صنعاء؛ وتفيد تلك المعلومات أن 35 فتاة، في سن الطفولة والمراهقة اختفين من منازلهن، خلال أول أسبوعين من شهر سبتمبر فقط، ويعتبر هذا الرقم قياسياً وغير مسبوقاً.
وتشير المعلومات إلى أن الفتيات اللواتي تم الإبلاغ عن اختفائهن تتراوح أعمارهن بين 11 و20 سنة، كما تؤكد المعلومات أن هناك عشرات الحالات الأخرى المماثلة وبأضعاف كثيرة من التي لم يبلغ الأهالي عنها.
وتداول ناشطون يمنيون قصة الفتاة «وجدان»، وما توصل إليه أهلها عن الشبكة أو العصابة التي استدرجتها، عبر فتاة تسمى «هنود»، والتي اعترفت لأسرة «وجدان» بأنها تعمل لعصابة يقودها طبيب، قالت إن اسمه «الدكتور صدام»، وذكرت اسم المستشفى الذي يعمل فيه ومكان سكنه، ودونت اعترافاتها في محضر بقسم شرطة في منطقة «بني حوات» الواقعة في الأطراف الشمالية للعاصمة صنعاء.
وفي السياق علقت الناشطة الحقوقية اليمنية، بلقيس السلامي، على قضية وجدان، بأنها تندرج ضمن جرائم «تجارة الأعضاء البشرية والسمسرة والدعارة». وطالبت بتحويلها إلى قضية رأي عام حتى يتم القبض على العصابة، ومنهم أطباء وقيادات في جماعة الحوثي.
وقالت السلامي: «35 بنتاً اختطفن والأهالي صامتون خوفاً من الفضيحة»، واعتبرت أن صمتهم على اختطاف فلذات أكبادهم من قبل عصابة متخصصة بالاتجار بالبشر هو الفضيحة».
وأكدت السلامي أن الصمت والخوف من الفضيحة يشجعان «العصابة» على مزيد من الخطف والاتجار.