سعيد العامري يروي حكاية نحل «بو طويق»

مزاج الأحد ٠١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٢٧ ص
سعيد العامري

يروي حكاية نحل «بو طويق»

مسقط – لورا نصره

قد يبدو التعامل مع النحل والتعرض للسعاته أقل خطراً إذا ما قورن بطريقة إيجاد الخلايا والحصول عليها وجمع العسل.

ولأن نحلات «بو طويق» تختار أعالي الجبال أو أماكن صعبة الوصول في قلب الصحراء فإن رحلة البحث عنها تكون محفوفة بالخطر أحياناً وتحتاج خبرة ودراية لتجنب أي أذى محتمل.

ويعد العسل الذي يجمع من هذه الخلايا من أفضل الأنواع حيث لا تتدخل يد إنسان في إطعام النحل، ويكون بنكهة شجر السمر والسدر والحرمل.
إليكم قصة العسل كما يحكيها لنا سعيد بن عبدالله بن أحمد العامري من شافع في ولاية إزكي، والذي امتهن مع أولاده جمع العسل وبيعه ومنهم الطفل الصغير الشهير أسعد الذي لا يخاف النحل، ولا يتعرض للدغاته مهما قام بلمسه.

تنوع مذهل

تحظى ولاية إزكي بتنوع رائع في التضاريس فهي تلامس هضبة الجبل الأخضر من جهة الشرق، ومن الغرب ولاية المضيبي، ومن الشمال ولاية سمائل، ومن الجنوب ولايتي منح وأدم، وهنا يغدو البحث عن الخلايا متاحاً في الجبال وفي الصحراء أيضا وعن تاريخ العائلة بهذا العمل يقول سعيد: «بدأنا تربية نحل «بو طويق» منذ الطفولة وهو ما كان عليه آباؤنا وواصلنا نحن ومن ثم أبنائنا. هي هواية ممتعة ومربحة في نفس الوقت. ونحن فعليا لا نربي النحل بأنواعه التجارية المتعارف عليها بل نحن نتعامل فقط مع النحل العماني «بو طويق» الذي يبني خلاياه على الأشجار وفي الجبال والصحراء ونذهب للبحث عنه ثم نحضر خلاياه إلى المزرعة، ونوفر له مكانا جيدا حيث توفر له الأشجار جوا باردا يمده بالنشاط في فصل الصيف الحار وفي الشتاء نقوم بنقله مجدداً إلى أماكن دافئة وإذا لم نقم نحن بنقله فإن النحل يذهب بنفسه».

ويضيف: «جميع أبنائي تعملوا كيفية الحصول على هذه الخلايا وطريقة جمع العسل وبمن فيهم الطفل أسعد وهو في الصف الأول، وقد اعتاد أن يرافق أخوانه إلى المزرعة وإلى الصحراء وعند الحصول على أي خلية يتم الطلب منه التعامل معها حتى يتعود على كيفية التعامل مع النحل ويكتسب الخبرة».
وخضع أسعد لتدريب لمدة حتى اعتاد على فحص الخلايا والتعامل مع النحل، ومن خلال خبرتنا مع النحل يتم تهدئته بواسطة الدخان ومن ثم يتم جني العسل من الخلايا».
الطفل في البداية لسعه النحل ولكنه وخلال فترة اعتاد على ذلك ولم يتحول إلى خوف دائم لديه بل أصبح النحل لا يلسعه.

مواسم وأسعار

نظراً لصعوبة جمع هذا العسل ولجودته الكبيرة فإن أسعاره تكون مرتفعة. يقول سعيد: «هذا النحل ليس كباقي أنواع النحل الأخرى الذي يتم تربيته في صناديق، ولا تتم تغذيته بأي نوع من أنواع الأغذية المتعارف عليها بل يعتمد على نفسه في جمع الرحيق من زهور الأشجار، ولذلك هو غالي الثمن وتسويقه ليس بالأمر السهل، إضافة إلى أن الحصول عليه غاية في الصعوبة حيث يوجد في مناطق شاقة في الجبال والصحاري.

ويتراوح سعر عبوة بحجم زجاجة «فيمتو» بين 100 إلى 120 ريالا وترتفع لتصل إلى 150 ريالاً في فصل الصيف بسبب عدم تساقط أمطار كافية وندرة وجود الأزهار.
وأحيانا نبيع العسل مع شمعه وهذا يثق به الناس أكثر ويكونون مطمئنين إلى جودته وفي هذه الحالة يكون سعره 80 ريالاً.
وعن طريقته في تسويق العسل يقول: «نتعامل مع أشخاص من الدول المجاورة كدولة كالإمارات العربية ونصل لهم من خلال النشر في الفيس بوك وبقية وسائل التواصل الاجتماعي.
ولدينا حاليا زبون من دولة الإمارات يشتري كل كمية العسل مهما بلغت.
وحول المواسم التي يتوفر خلالها العسل يقول سعيد: «هناك ثلاثة مواسم نقوم خلالها بجني العسل، فعسل السدر يكون في شهري سبتمبر وأكتوبر، وفي شهر أبريل يتم جمع عسل السمر، أما عسل شجر الحرمل فيتم جنيه في شهر يناير، وترتبط الكميات بعوامل عدة هي المرعى وجودة الأشجار واعتدال الطقس والأرزاق بيد الله».