الطيران العماني: المـلاحظـات الـواردة فــي مقـال المطاعني سطحية وغير دقيقة

مؤشر الأربعاء ٠٦/يناير/٢٠١٦ ١٦:١٢ م
الطيران العماني: المـلاحظـات الـواردة فــي مقـال المطاعني سطحية وغير دقيقة

مسقط - ش

أكد الطيران العماني خلال رده على المقال المنشور في «الشبيبة» يوم الخميس 31 ديسمبر 2015 تحت عنوان «ليس لنا من الطيران العماني إلا اسمه» للكاتب علي المطاعني، أنه ساهم بتوفير أكثر من 16.400 فرصة عمل متصلة بقطاع السياحة والسفر في البلاد منذ العام 2012، كما يساهم بشكل مباشر وغير مباشر في دعم النواحي الاقتصادية والاجتماعية بنحو 450 مليون ريال عماني سنويا، مشيرا إلى أن الألوان المختارة لشعار الناقل الوطني تعكس مسيرة نمو الشركة عبر سلسلة مساعٍ استثنائية وجهود حثيثة كان لها كبير الأثر في وصوله إلى العالمية، فالشعار عبارة عن تجسيد عصري لعبق البخور العطري المنبعث من اللبان العماني بألوانه الذهبية والفضية.

نص الرد في السطور التالية:

من المستغرب فعلا أن يصل الكاتب إلى هذه النظرة السلبية التي ترجمها عنوان موضوعه «ليس لنا من الطيران العماني إلا اسمه» استناداً إلى ما ساقه من ملاحظات سطحية غير عميقة لم يراع فيها الدقة، متجاهلا عن قصد أو دون قصد مساهمات الطيران العماني المهمة تجاه الوطن والمواطنين.
ليس لنا من الطيران العماني إلا اسمه -متحدثا بلسان الناس- دون أن يكلف نفسه عناء البحث الجدي عن حقيقة مساهمات الناقل الوطني المهمة بهدف الوفاء بالمتطلبات الوطنية، والذي ساهم بتوفير أكثر من 16.400 فرصة عمل متصلة بقطاع السياحة والسفر في البلاد منذ العام 2012، كما يساهم بشكل مباشر وغير مباشر في دعم النواحي الاقتصادية والاجتماعية بنحو 450 مليون ريال عماني سنويا. وطبقا للإستراتيجية المعدة في هذا الشأن، سيساهم الطيران العماني بتوفير ما لا يقل عن 37.000 وظيفة بمساهمة إجمالية في الناتج المحلي تقدر بأكثر من 1.1 بليون ريال عماني بحلول 2020، ذلك بحسب «أكسفورد إيكونومكس»، مركز الأبحاث العالمي.
وكما هو معروف، فإن شعار الشركات في العادة يختزل الفكرة، وتحمل تفاصيله وألوانه القدرة على اختصار الكثير من الكلمات، كما يعكس جزءا من ثقافة البلدان وتاريخها. ونظراً لكون اللبان العماني أحد أهم الموروثات العمانية الأصيلة كما ويعكس دلالة قوية على أصالة تاريخ وثقافة وتراث الشعب العماني الثري منذ الأزل، فقد تم اختياره شعارا للطيران العماني ورسم الشعار بصورة مبتكرة وحديثة.

إن الألوان المختارة لشعار الناقل الوطني تعكس مسيرة نمو الشركة عبر سلسلة مساعٍ استثنائية وجهود حثيثة كان لها كبير الأثر في وصوله إلى العالمية، فالشعار عبارة عن تجسيد عصري لعبق البخور العطري المنبعث من اللبان العماني بألوانه الذهبية والفضية. يدل اللون الذهبي على التميز والإنجاز كما يجسد التقاليد العريقة والثروات الطبيعية الضخمة للسلطنة، في حين يدلل اللون الفضي على التراث الأصيل الذي يظهر بوضوح في نقوش المصنوعات الفضية العمانية. أما رمزية الزرقة اللازوردية فهي تشير إلى التاريخ البحري العظيم المعروفة به عمان، وكذلك الضيافة الأسطورية والطبيعة الودودة للشعب العماني تجاه الرحالة منذ قديم الزمان.

طباعة اسم الشركة باللونين الذهبي والفضي توضح نشاط وطموح الشركة من أجل نشر أجنحتها لتحقيق نجاح أكبر، أما الحروف الكبيرة فإنها تشير إلى الاستقرار والقوة والمثابرة نحو تحقيق أهداف الشركة الموضوعة. ومن ثم، فإن الشعار يرمز إلى الجوهر الحقيقي للسلطنة بتقاليدها العريقة وتراثها التليد وضيافتها الأسطورية.

يقول كاتب الموضوع إن شركات الطيران في العالم تجد أعلام دولها تتصدر طائرتها، في حين أن هوية الطيران العماني لا تحمل شعارا أو علما يمت للدولة. ونتساءل هنا، أليس اسم الشركة في حد ذاته وكذلك اختيار رمزية عبق اللبان كافٍ للتدليل على منشأ وهوية الناقل الوطني؟ وإن لم يكن ذلك كافيا، أوليس علم السلطنة الموجود على مقدمة جانبي كافة طائرات أسطول الشركة يفي بذلك؟ كاتب الموضوع للأسف لم يعر ذلك أدنى انتباه.

وفيما يتصل ببرامج الترفيه على متن الطائرات التي يتم تحديثها خلال فترات محددة وفقا لكل قسم، من المستغرب فعلاً أن يعتقد الكاتب ولو لوهلة تعمد الطيران العماني طمس الإرث العماني كما ألمح، في حين لم يهتم بالولوج إلى الأقسام العديدة ضمن نظام الترفيه والمخصصة لترويج مقومات السلطنة السياحية والتاريخية والحضارية والثقافية. وللعلم، يواصل الطيران العماني التعاقد بهدف اقتناء الإنتاجات العمانية المرئية والمسموعة، ويعرض حاليا أول مسلسل عماني كرتوني ثلاثي اﻷبعاد عالي الجودة وهو الفرقة 9. كما يوجد ضمن نظام الترفيه قناة خاصة تحت اسم «عمان .. للجمال عنوان» تشمل قائمة برامجها مواد مرئية تحت عناوين: المجتمع البيئي في عمان، الفن الإسلامي في عمان، التسامح الديني في عمان وأربعون عاما من الحوار الديني في عمان، هذا بالإضافة إلى فيلم يستعرض الصناعات الحرفية في عمان. ويوفر الطيران العماني عبر السوق الحرة تشكيلة من منتجات المصنوعات الحرفية العمانية بهدف المساهمة في النهوض بالصناعات الحرفية في السلطنة، إضافة إلى الرغبة في المساهمة في إثراء المنتج المحلي العماني ودعم الصناعات الوطنية وتعزيز مكانتها.
وقام الطيران العماني بتخصيص قناة خاصة تحت عنوان الأوبرا السلطانية، والتي واصلت على مدى الأعوام 2012-2014 تقديم مقطوعات الموسيقى الكلاسيكية الخالدة للمسافرين على متن رحلات الطيران العماني.
لقد غاب عن الكاتب أيضا أن الطيران العماني وفي مساعيه المتواصلة لترويج الموروثات الثقافية والفنية العمانية قام -على سبيل المثال لا الحصر- برعاية المشروع الوطني الكبير «المعرض العماني الفني الطائر» الذي نظمته الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وعرضت ضمن شاشات أسطول طائراته المتجهة نحو 7 مدن عالمية وهي باريس، زيورخ، ميلان، لندن، بانكوك، كوالالمبور، وفرانكفورت أعمال الفنانين المشاركين تحت مضمون سياحي وثقافي وفني. نجح المشروع نجاحا منقطع النظير في نقل التراث والهوية العمانية وغرس رسالة حب وسلام لجميع شعوب العالم، ولم تكن يوما فلسفة التدليل على أهمية الإرث العماني غائبة عن الطيران العماني كما أشار الكاتب.

وفيما يتصل بالمطبوعات على متن الطائرات، يوفر الطيران العماني على رحلاته بحسب السجلات المتاحة في الشركة كافة الصحف العمانية اليومية البالغ عددها 9 صحف يومية، بالإضافة إلى مجلات عمان إيكونوميك ريفيو، وبزنس توداي، وعالم الاقتصاد والأعمال، وسيجنتشر، والمرأة بنسختيها العربية والإنجليزية، ومجلتي الطيبات وأصايل، إلى جانب مجلة أسرة اليوم، وكلها تصدر في عُمان. تأتي تلك المطبوعات بالإضافة إلى العديد من المطبوعات الأجنبية المرموقة الأخرى والمخصصة لركاب الطيران العماني من الأجانب.

كذلك فإن مجلة رحلات الطيران العماني -أجنحة عمان- التي تصدر كل شهر باللغتين العربية والإنجليزية ويتناولها ملايين المسافرين كل عام على متن رحلات الناقل الوطني وفي محطات الناقل الدولية عبر منافذ مبيعات الشركة الخارجية، تركز عبر أقسامها على ترويج المقومات السياحية الفريدة للسلطنة وكذلك وجهات الطيران العماني الدولية بالإضافة إلى الترويج لخدمات الطيران العماني المميزة، وذلك عبر نسخها البالغ عددها 21 ألف نسخة.

وحول شريط السلامة الذي تناوله الكاتب على نحو سلبي، فإنه من غير المفهوم توجيه هذا النقد المبالغ فيه لشخصيات العمل الذي تم بثه عبر قناة تلفزيون سلطنة عمان الفضائية على مدى موسمين ولاقى استحسانا كبيرا من المشاهدين في الداخل والخارج، علما أن العمل أنتج بأيدٍ عمانية. يهدف الفيديو إلى جذب انتباه المسافرين من خلال الابتعاد عن الأسلوب التقليدي المتبع عادة لإيصال تعليمات السلامة في صناعة الطيران، وهو أسلوب متبع في كبرى الشركات.

إن أولئك الذين يتحرون الدقة في البحث ويبحثون عن المعلومات الموثوقة من مصادرها ويسعون لتقييم خدمات الطيران العماني على نحو مهني بحت، هؤلاء فقط هم من سيقفون على مساهمات الطيران العماني الحقيقية تجاه الوطن والمواطنين، وبالنسبة لهم يمثل الطيران العماني دون أدنى شك أكثر من مجرد الاسم.