لهذه الأسباب .. يُصاب الأطفال بالأورام القاتلة

مزاج السبت ٣٠/سبتمبر/٢٠١٧ ١٦:٥٧ م
لهذه الأسباب .. يُصاب الأطفال بالأورام القاتلة

مسقط - ش
وجد الباحثون أن أورام المخ القاتلة التي تصيب مرحلة الطفولة ليست نوعا واحدا في الحقيقة، وإنما هي مجموعة متنوعة من الأورام تصل إلى 10 أنواع. ومن ثم يجب تشخيص كل منها وعلاجها على أساس أخطاءها الوراثية المحددة.
هذه الدراسة الجديدة لها آثار هامة على العلاج، لأن تخصيص الرعاية لكل نوع من أنواع الورم على حدة، من المرجح أن يكون أكثر فعالية بكثير من تجميع هذه الأورام معا في حالة واحدة.
وقد وجد فريق في معهد أبحاث السرطان، لندن، اختلافات صارخة بين أورام المخ التي تصيب الأطفال، وأنها يمكن تقسيمها إلى ما لا يقل عن 10 أنواع مختلفة من السرطان.
وأشارت الدراسة أنه ينبغي أن تكون بعض أنواع العلاج أكثر بكثير من غيرها باستخدام الأدوية الجديدة محل البحث أو الموجودة بالفعل في السوق.
وقد تم تمويل هذا البحث من قِبل معهد أبحاث السرطان نفسه جنبا إلى جنب مع العديد من الممولين الخيريين. حيث جمع الباحثون بيانات وراثية من 910 حالة من الأطفال المصابين، وعلى الرغم من أن هذه الأمراض تعد نادرة إلى حد ما في مرحلة الطفولة، إلا أنه السبب الأكبر للوفاة المرتبطة بالسرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة لأن معدلات البقاء على قيد الحياة سيئة للغاية في هذا الحالة – حيث من المتوقع أن يعيش الأطفال الذين يعانون من هذه الأورام ما متوسطه 9-15 شهرا فقط.
ويمكن تقسيم الأورام إلى أنواع فرعية مختلفة استنادا إلى خصائص مختلفة، مثل العمر عند التشخيص، ومنطقة المخ المصابة، وعدد الطفرات الجينية، والأهم من ذلك – الأخطاء التي حدثت في الجينات الرئيسية وأدت في النهاية إلى المرض، إذ رأت الدراسة أن السبب الرئيسي يعود في الأساس لأخطاء في الجينات أو طفرات ما وراثية.
ومن النتائج المذهلة التي خلصت إليها الدراسة أنه في حين أن بعض أورام الأطفال كانت مدفوعة بخطأ وراثي واحد تم فيه دمج إثنين من الجينات معا، فإنه كان لدى آخرين عشرات الآلاف من الأخطاء الوراثية.
وقد وجدت الدراسة أن الأورام التي لها طفرات في جين يسمى "براف" أقل عدوانية بكثير من بعض أنواع السرطان الأخرى، ولا يجب تصنيفها على أنها "درجة عالية" على الإطلاق. هذه الأورام يمكن علاجها بأدوية سرطان البالغين. وفى والوقت نفسه فإن هناك بعض الطفرات الجينية المؤدية لسراطان المخ لدى الأطفال ليس علاج محدد.
وتُعتبر البيانات التي خرجت بها هذه الدراسة هي مجموعة من البيانات النهائية حول هذه السرطانات، وأصبحت متاحة بحيث يمكن للمجتمع البحثي استخدامها لتطوير الاختبارات والعلاجات الجديدة. ولهذا تعد هذه الدراسة الهامة هي خطوة حيوية إلى الأمام.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كريس جونز، أستاذ علم الطفولة وأورام المخ: "كشفت دراستنا عن ثروة من المعلومات الجديدة حول سرطان الدماغ للأطفال. لقد وجدنا أن الأورام التي تم تجميعها تاريخيا معا تحت تشخيص واحد هي في الواقع تتألف من العديد من الأمراض المختلفة بشكل ملحوظ. كما أن علاج السرطان استنادا فقط على ما نراه أسفل المجهر ببساطة ليست طريقة جيدة بما فيه الكفاية. نحن بحاجة للبدء في التفكير في هذه السرطانات المختلفة تماما وتشخيصها وعلاجها على أساس أخطاءها الوراثية.
وأضاف: "لقد عملنا مع زملائنا في جميع أنحاء العالم لجمع ما يكفي من البيانات عن هذه السرطانات النادرة لفهم أفضل لأسبابها، ونحن بحاجة ماسة لفهم بيولوجيا الأمراض بشكل أفضل إذا أردنا إيجاد طرق لمعالجتها بشكل فعال. وهذه الدراسة الهامة هي خطوة حيوية إلى الأمام".