الأطباء الألمان يكتشفون سموما في أجسام أفراد طواقم الطائرات

مزاج الثلاثاء ٢٣/فبراير/٢٠١٦ ١٩:٤٣ م
الأطباء الألمان يكتشفون سموما في أجسام  أفراد طواقم  الطائرات

جوتينجن/فرانكفورت- (د ب أ)- اكتشف الأطباء في ألمانيا سموما في اجسام أفراد أطقم الطائرات الذين أصيبوا بالاعياء خلال رحلات الطيران ويفترض ان ذلك بسبب الهواء الملوث المنبعث من المحركات. وفي حين كان هناك العديد من التقارير عن وقوع حوادث خطيرة أثناء الطيران يرجح أنها ناتجة عن الأدخنة المسممة في قمرة القيادة أو داخل مقصورة الركاب على مدار سنوات، لم يتم دراسة التداعيات الطبية للهواء الملوث بالشكل الكافي . والآن تم ربط المعاناة من اضطرابات مختلفة بالتعرض لسموم معينة. وعلى مدار قرابة ثلاث سنوات، أخذ فريق من الأطباء المهنيين تحت إشراف الطبيب أشتريد هويتلبك في جامعة جوتنبرج عينات دم وبول بعد الرحلات على الفور من أكثر من 140 شخصا - أغلبهم من أفراد أطقم الطائرات - الذين اشتكوا من الشعور بأنهم ليسوا على ما يرام. وبعض طرق التحليل التي استخدمها الأطباء كانت جديدة. وإلى جانب الفوسفات العضوي، المعروف أن له اثارا ضارة على إنزيمات الجسم، اكتشف فريق البحث وجود آثار للمركبات العضوية المتطايرة (في أو سي) أو منتجاتها الثانوية في الكثير من العينات. وتهاجم هذه المواد الجهاز العصبي والأوعية الدموية وتهيج القصبة الهوائية. ويعتقد الأطباء أن السموم تنبعث بدرجات مرتفعة من الكيروسين والزيوت وموانع التجمد في المحركات ثم تتسرب إلى ما يطلق عليه " الهواء النازف " وهو الهواء الساخن المضغوط الذي يؤخذ من المحركات التوربينية التي تزود مقصورة الركاب بالهواء . وغالبا ما يجد الفنيون تجمعات زيت وموانع التجمد في حجرات محركات الطائرة. وتم اكتشاف ما يطلق عليه " حوادث دخان " في الطائرات منذ خمسينيات القرن الماضي. وسجل المكتب الاتحادي الألماني للتحقيق في حوادث الطائرات، بين عامي 2006 إلى 2013، ما لا يقل عن 663 من هذه الحوادث في دراسة نشرت عام .2014 وفي أواخر عام 2010، على سبيل المثال، استخدم طيار ومساعده بطائرة ايرباص تابعة لجيرمان ايروينجز في هبوطها النهائي في مطار كولونيا بون أقنعة الأوكسجين بعد ملاحظة وجود رائحة احتراق حادة. وشعرا بالغثيان ولكن تمكنا من الهبوط بالطائرة بسلام. ورغم الكثير من الحوادث المماثلة لا يوجد دليل علمي حتى الآن أكثر من أن هواء مقصورة الركاب بالطائرة يمكن أن يصيب الأشخاص بالإعياء. وفي حال حدث هذا، يفترض أن يكون أفراد الطاقم هم الأكثر عرضة للتأثر من الركاب. ويعتزم أطباء جامعة جوتينجن تقديم ما توصلوا إليه في الأسابيع المقبلة في المؤتمرات وفي الدوريات العلمية حيث سوف يصفون بشكل أدق أعراض الإعياء المثيرة للجدل المعروفة باسم " متلازمة الهواء المسمم ".