مشروع بحثي بجامعة السلطان قابوس يأخذ بيد الممرض العُماني للتفوق في العمل

بلادنا الأربعاء ٢٧/سبتمبر/٢٠١٧ ١٥:٥١ م
مشروع بحثي بجامعة السلطان قابوس يأخذ بيد الممرض العُماني للتفوق في العمل

مسقط - ش

هل التفوق الأكاديمي وحده يضمن نجاح الممرض العُماني في العمل وكيف نضع خارطة طريق لنجاح عملية توظيف الممرضين الخريجين من مختلف المعاهد والكليات، وما السبيل العلمي لضمان سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية التي ستقدمها تلك الكفاءات؟

علامات الاستفهام السابقة وغيرها يجيب عليها مشروع بحثي بكلية التمريض في جامعة السلطان قابوس يتضمن 6 محاور، تحت عنوان رئيسي: "انتقال الممرّضين العمانيين حديثي التخرج من البيئة التعليمية إلى ممارسة مهنة التمريض وأثر ذلك على مستقبلهم الوظيفي"، الباحث الرئيسي للمشروع علاء البشايرة بالإضافة إلى كل من د. عمر الرواجفة، و د.ماجد المقبالي، و د. خالد العمري، وأيضا د.مايكل ليوكاديو، وجيانثي رادكريشنان، وأسماء اليحيائية.

تعد الزيادة في الطلب على خدمات الرعاية الصحية في ظل محدودية القوى العاملة في التمريض مهدداً حقيقياً لأنظمة الرعاية الصحية عالمياً؛ حيث تشير الدراسات أنه دائما ما يشكل الممرضون النسبة الكبرى من مقدمي الرعاية الصحية، وبالتالي نقص أعدادهم له أثر بالغ على الرعاية الصحية بشكل عام. محليا في السلطنة وعبر السنوات، قام صانعو القرار باتخاذ خطوات من شأنها تطوير مهنة التمريض وبالتالي الارتقاء في الرعاية الصحية.

ولقد كان على رأس تلك الخطوات إنشاء العديد من المعاهد والكليات المختصة في تعليم التمريض في السلطنة بهدف إعداد ممرضين عُمانيين ذوي كفاءة لتقديم رعاية صحية آمنة وذات جودة عالية. بطبيعة الحال، يتم توظيف الممرضين الخريجين في مختلف المؤسسات الصحية في السلطنة، وبالتالي فإن نسبة "التعمين" في هذه الفئة من مقدمي الرعاية الصحية في ازدهار مستمر، وهو ما تشير إليه التقارير السنوية الصادرة عن وزارة الصحة.

لضمان نجاح عملية توظيف الممرضين الخريجين من مختلف المعاهد والكليات، ولضمان سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية التي ستقدمها تلك الكفاءات، فإنه لمن الضروري الاهتمام جل الاهتمام بمرحلة انتقال هؤلاء الممرضين حديثي التخرج من البيئة التعليمية "السهلة نسبيا" إلى بيئة العمل المختلفة نوعيا "عن أيام الدراسة" والمليئة بالمسؤوليات المتعلقة بصحة وسلامة المرضى. في هذا الصدد، تشير العديد من الدراسات إلى وجود فجوة بين مرحلة التعليم ومرحلة الممارسة عند الممرضين حديثي التخرج. كما تثبت الدراسات أن التفوق الأكاديمي في دراسة التمريض لا يضمن نجاح الممرض في العمل، وذلك لوجود عوامل قد تكون خارجة عن نطاق الدراسة مثل الإدارة الذاتية للوقت والجهد وتوزيع المهام، تحمل المسؤولية، التفكير الابداعي، صنع القرار، الإرادة والإيمان بالقدرة على التكيف مع بيئة العمل والثقة بالنفس. أيضا تشير دراسات متخصصة في هذا المجال إلى أن العوامل المذكورة آنفا وغيرها يمكن صقلها في شخصية الممرض حديث التخرج من خلال برامج ا لإعداد في الفترة الأولية من التوظيف.

6 محاور
يركز هذا المشروع البحثي على ستة محاور رئيسية تهدف بشكل عام إلى دراسة انتقال الممرضين العمانيين حديثي التخرج من دراسة التمريض إلى ممارسة مهنة التمريض؛ أولا، البحث في خبرات انتقالهم من دراسة التمريض إلى ممارسة مهنة التمريض؛ ثانيًا، دراسة ظروف عملهم ورضاهم الوظيفي ومستويات القلق لديهم؛ ثالثا، فهم العوامل المحددة لنجاح الممرض حديث التخرج ؛ رابعا ، تحديد العوامل التي تؤثر على قراراتهم بالاستمرار في عملهم؛ خامسا، تحليل خصائص برامج إعداد الممرضين حديثي التخرج التي تستخدمها مستشفيات السلطنة؛ سادسا، تصميم نموذج لبرنامج ريادي لإعداد الممرضين حديثي التخرج بناء على نتائج الدراسات المتخصصة السابقة وعلى نتائج هذه الدراسة.

لتحقيق ذلك، قام الباحثون باستخدام طريقة البحث المدمجة لجمع البيانات اللازمة من خلال الاستمارات الكمية وحلقات النقاش النوعية. حيث قام 405 ممرضين حديثو التخرج ممن يعملون في 13 مستشفى في السلطنة، بتعبئة الاستبيان الخاص بالدراسة. كما شارك 17 ممرضاً من نفس الفئة في ثلاث حلقات نقاشية نوعية. وقام فريق البحث بالتواصل مع المسؤولين المختصين في المستشفيات الـ "13" لمعرفة ما تقوم به المستشفيات من برامج إعدادية للممرضين حديثي التخرج الذين يتم توظيفهم. تمثل المستشفيات المنتقاة في هذه الدراسة التوزيع الجغرافي والسكاني لسلطنة عمان إلى حد كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التوزيع مكن فريق البحث من المقارنة بين المستشفيات التعليمية وغير التعليمية فيما يتعلق ببعض متغيرات الدراسة.

تقارير وتوصيات

يقوم فريق البحث حالياً بإعداد تقارير نتائج الدراسة ووضع التوصيات اللازمة ليتم اطلاع صناع القرار في منظومة الرعاية الصحية في السلطنة على نتائجها ونشرها في مجلات عالمية محكّمة.

يعتبر هذا المشروع البحثي فريداً من نوعه في سلطنة عمان ومنطقة الخليج العربي حيث تم دمج طرق البحث الكمي والنوعي بهدف دراسة انتقال الممرضين حديثي التخرج إلى بيئة العمل المهني وفهم عومل نجاحهم، رضاهم واستمرارهم في عملهم.

يعتقد فريق البحث أن هذه الدراسة ستساعد في صنع السياسات وتطوير الاستراتيجيات المتعلقة بإعداد الممرضين حديثي التخرج والذين يتم توظيفهم في مختلف مستشفيات السلطنة ليتمكنوا من ممارسة مهنة التمريض باحتراف ومهنية وبالتالي لتقديم رعاية صحية آمنة ذات جودة عالية.