دراسة: مرض عضوي بالمخ وراء تفكير الإنسان في الانتحار!

مزاج الثلاثاء ٢٦/سبتمبر/٢٠١٧ ١٤:١٦ م
دراسة: مرض عضوي بالمخ وراء تفكير الإنسان في الانتحار!

مسقط - ش
هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن التهاب المخ يمكن أن يكون مسؤولا عن بعض النوبات الاكتئابية الكبرى التي تصيب الإنسان، وقد قدمت دراسة جديدة أعدها فريق في جامعة مانشستر البريطانية دليلا على ارتباط التهاب الدماغ بالأفكار الانتحارية.

فقد درس الدكتور "بيتر تالبوت" الأستاذ بجامعة مانشستر أعراض التهاب المخ الحادة لاستكشاف ما إذا كان هذا النشاط يمكن ربطه بشكل أكثر تحديدا بالأفكار الانتحارية.

وشارك في الدراسة أربعة عشر مريضا يعانون من اكتئاب معتدل إلى حاد وأفكار انتحارية، وخضعت عينة الدراسة لمراقبة صحية، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة إيجابية بين هؤلاء المرضى الذين يعانون من الأفكار الانتحارية وبعض الأعراض العضوية غير الطبيعية بالمخ، بما يعني أن الإكتئاب المؤدي إلى التفكير في الانتحار يعود في الأساس لأسباب عضوية وليست نفسية فقط وهذا يعطي للأطباء النفسيين مدخلا جديدا وعمليا لعلاج الاكتئاب باستخدام العقاقير التي تعالج مشكلات المخ.

وقد تم تحديد أكبر أعراض الالتهابات في القشرة الحزامية الأمامية، وهي جزء من الدماغ المعروف بتنظيم المزاج، وهو ما يشير إلى أنه يمكن أن يكون هدفا قويا كأصل بيولوجي للاكتئاب.

وقد أظهرت دراسات سابقة لأشخاص -ممن أنهوا حياتهم بالانتحار- بعد الوفاة أشكالا مماثلة من الالتهاب في هذه المناطق بالمخ، مما يؤكد الفرضيات القائلة إن الانتحار أو النوبات الاكتئابية الحادة ربما تعود في الغالب لأسباب عضوية بالمخ.

ويقول الدكتور تالبوت: "النتائج التي توصلنا إليها هي النتائج الأولى للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب، مما يشير إلى أن التهابات المخ هي الأكثر بروزا في أولئك الذين لديهم تفكير انتحاري".

وهذه الملاحظة مهمة بشكل خاص في ضوء الأدلة الأخيرة التي تدعم منهج العلاج الطبي للاكتئاب، أي أن العقاقير المضادة للالتهابات قد يكون لها آثار مضادة للاكتئاب ومن ثم يعد ذلك بمثابة طفرة جديدة في التعامل مع مثل هذه الأمراض النفسية الحادة.