قصة السفينة العمانية "سلطانة" التي أنقذت سفينة أمريكية عام 1835

الحدث الاثنين ٢٥/سبتمبر/٢٠١٧ ١٩:١٩ م
قصة السفينة العمانية "سلطانة" التي أنقذت سفينة أمريكية عام 1835

مسقط – ش: الجغرافيا والتاريخ يتعانقان هنا في عمان، على امتداد شواطئها الممتدة، أثبت العمانيون قدرتهم على تطويع معضلات المكان، وتذليل عقبات البحر، ليبدأوا أولى الصفحات المشرقة في تاريخهم.

ألقى البحر بظلاله على الإنسان العماني منذ القدم، فأعطى له وأخد منه، علمه معنى العزيمة والحكمة، وأخذ منه الجهد والابتكار، حتى استطاع تطويعه والقضاء على العزلة التي فرضها عليه.

من هنا برزت عمان في التاريخ كأحد البلدان المثيرة للاهتمام على ساحل بحر العرب، كقوة بحرية يعتد بها بعد أن استطاع العماني منذ القدم أن يفرض سطوته على أعالي البحار، وأن يطوع موجاتها ويقهر تمردها.

التاريخ العماني مليء بالقصص التي تؤيد ريادة العمانيين للبحر، في عام 1832 أبحرت من بوسطن سفينة بيكوك الأمريكية "الطاووس" لتبدأ رحلتها حول العالم، بهدف توسيع علاقات الولايات المتحدة الدبلوماسية مع مختلف البلدان التي رست في موانئها.
الرئيس الأمريكي حينها أندرو جاكسون عيّن إدموند روبرتس مبعوثاً له على متن السفينة، وقد نجح روبرتس في إبرام معاهدة بين الولايات المتحدة والسلطنة في عام 1833.

بعد توقيع المعاهدة ، استعد إدموند روبرتس وطاقم السفينة عام 1835 للعودة إلى بلادهم. ولكن السفينة علقت في الرمال بالقرب من جزيرة مصيرة، وبعد محاولات فاشلة لسحب السفينة إلى الماء مجدداً، اتجه روبرتس وفريق من سبعة بحارة إلى مسقط.

في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون فورسيث، قص روبرتس رحلته المحفوفة بالمخاطر إلى مسقط، وحكى عن سفينة القراصنة التي تبعتهم ليلاً، والأمواج العاتية التي واجهوها، ورحلتهم التي استمرت قرابة الـ101 ساعة.
ولدى وصوله إلى مسقط، توجهت سفينة سلطانة، وبرفقتها أربعة مراكب شراعية لحمايتها، إلى السفينة الأمريكية العالقة وإنقاذها وإمدادها بالذخيرة والحبال والمؤن.
ويسلط روبرتس في رسالته الضوء على ما فعله العمانيون، واصفاً إياهم بالخيِّرين والمضيافين، مما كون صداقة معهم كان أساسها الاقتصاد والتجارة وهذا الحادث، والأهم من ذلك كان بينهم البحر.