الفقر والمرض والجهل.. ثلاثي يتفشى نتيجة حرب تستعر في اليمن

الحدث الاثنين ٢٥/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٥٦ ص

عدن - إبراهيم مجاهد

ثلاث سنوات مضت على دخول اليمن نفقًا لم تخرج منه حتى اليوم، فمنذ هذا التاريخ واليمن الذي كان يُسمى سعيدًا، وضع قدمه الأولى في مربع الحرب الأهلية، فالحرب لا تأتي إلا بالخراب والدمار والقتل والتشريد والخوف والجوع والمرض والجهل، وهي النتائج الكارثية التي بات هذا البلد الفقير يعيشها كتفاصيل حياة يومية.

وكون هذه النتائج الكارثية لازمت اليمنيين منذ ثلاث سنوات وما زالت مستمرة، في ظل غياب ولو ضوء بسيط لوجود حل سلمي يوقف الحرب، فقد اتسعت دائرة الفقر.

ووفقًا لأحدث نتائج رصدتها منظمات محلية فإنَّ نسبة الفقر في اليمن ارتفعت إلى 85 في المئة. ومحطات توليد الطاقة الكهربائية في اليمن تعرّضت إلى تدمير كامل، وكذلك انهيار النظام الصحي.
وقد تسبب القتال الدائر في البلاد إلى انتشار وباء الكوليرا إذ تشير آخر الإحصاءات إلى أن عدد الإصابات تراكميًا قد تجاوز «700» ألف مصاب منذ بداية انتشار الوباء قبل أشهر عديدة وبلغت الوفيات جراء الوباء أكثر من «2100» حالة.
أمام وضع كهذا أفادت منظمة أوكسفام الدولية، أن أكثر من ثمانية ملايين يمني يعيشون في مناطق تفتقر للخدمات الأساسية. وذكرت المنظمة أيضًا في صفحتها الرسمية لمكتبها باليمن على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنّ «14.8 مليون شخص في البلاد يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية».
الحرب التي تشهدها اليمن خلّفت أيضًا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، بحسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في مناطق عدة بالبلاد.
في حين قالت منظمة الأمم المتحدة مطلع الأسبوع الفائت، إن 10 ملايين طفل من اليمنيين باتوا بحاجة للمساعدة، بسبب استمرار الصراع.
جاء ذلك في تغريدة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، نشرها على حسابه الرسمي بموقع «تويتر».
وذكر المكتب أيضًا أن «الصراع في اليمن يتسبب بتفاقم الاحتياجات الأساسية للمدنيين والمس بكرامتهم، وخاصة الأطفال».
وعلى صعيد متصل بوضع التعليم في اليمن فهو لا يختلف كثيرًا عن الوضع الصحي وبقية الخدمات التي غيّبتها الحرب عن شعب فقير أصلًا، فعشرات المدارس قد دُمّرت وبعضها تحوّل إلى ثكنات عسكرية، وعشرات الآلاف من المعلمين باتوا تحت خط الفقر جراء توقف صرف مرتباتهم وبقية موظفي الدولة منذ أكثر من عشرة أشهر، وملايين الأطفال في سن التعليم لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس كنتيجة طبيعية لحرب طاحنة تعيشها البلاد واستبدلت القلم بالبندقية والمتارس بدلًا عن المدارس إذ بات مئات الطلاب يلتحقون بجبهات القتال إجباريًا.
مؤخرًا حذّر وزير التربية والتعليم اليمني، د.عبدالله لملس، من تفشي الأمية بشكل كبير، في الفترة القريبة المقبلة بسبب مغادرة الطلاب صفوف الدراسة بشكل قسري.
قال «لملس» إن عدد الطلاب الذين تعثر استكمال تعليمهم في مراحل التعليم العام وصل إلى نحو 3 ملايين ونصف المليون طالب.