الشمَّاعة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٥/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٧ ص
الشمَّاعة

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

في الجولات القليلة الفائتة من موسمنا الكروي الجديد كَثُرَ الحديث عن الإعلام الرياضي وحضوره الخجول للمؤتمرات الصحفية التي تقام قبل وبعد المباريات، وهو موضوع قديم يتجدد، ورغم أننا جزء من المشهد ولا نتبرأ منه إلا أن الواقع واضح بكل أبعاده، والذي يحصل أمر طبيعي لمؤسسات إعلامية تنقصها الكوادر في التغطيات الخارجية لمسابقة كروية تقام جميع مبارياتها في يوم واحد، وإعلامنا الرياضي -ونحن منه -ليس بذلك الكمال المطلق أو الذي يستطيع أن يلبِّي جميع رغبات متابعيه. من حق المدربين وغيرهم أن ينتقدوا الوضع الراهن، لأن الإعلام هو الشريك الحقيقي الأصيل الذي يقوم بإيصال كل هذا النشاط والجهد والتنافس إلى الجمهور المتلقي عبر وسائله المختلفة، لكن ذلك لا يعني في المقابل أن نشاهد تلك المستويات المتواضعة من الأندية التي تضع أسباب تراجعها على الإعلام، وتتناسى ضعف إعدادها وتحضيرها ومشاكلها الإدارية والمالية، وهذه حجة الطرف الضعيف، فالتعاطي الإعلامي في نشاطنا الكروي المحلي تحديداً واضح وكبير رغم بعض النواقص الواضحة وهذا أمر طبيعي. والحقيقة الواضحة التي قلناها منذ زمن هي أن إعلامنا الرياضي يفوق واقعنا الرياضي، ولولا هذا الإعلام لكان الوضع الرياضي أكثر اختناقاً لأنه لم يتغير منذ سنوات. لا يجب أن يكون الإعلام الرياضي شماعة ما يحدث في رياضتنا، ولا يجوز أن نحمِّله كل الأسباب، ولا يعقل أن ننتقص من دور الإعلام الواضح لأنه لم يحضر المؤتمرات الصحفية التي لا نسمع فيها إلا حديثاً بارداً ومكرراً. الإعلام الرياضي في الأساس لم يكن شريكاً في مشروع الاحتراف الكروي في السلطنة الذي أثقل كاهل جميع الأطراف المنتمية إلى منظومة كرة القدم المحلية، وبات على الإعلام في ليلة وضحاها أن يقود دفة السفينة التي لا شواطئ أمانٍ لها، ويصنع هذا الاحتراف المزعوم، ويحفز ويساند الأندية ولاعبيها ومدربيها، وأن يستقطب الجماهير إلى المدرجات، ويناقش ذلك الكم من السلبيات في هذا الاحتراف وفي جوانبه التنظيمية، وأن يحمل الراية لإقناع الجهات المختصة بأهمية هذا المشروع غير المدروس، وأن يحل مشاكل الأندية ومديونياتها ومشاكل إداراتها الهشة وجمعياتها العمومية الغائبة، وكذلك مشاكل الاتحاد مع الأندية ومع الحكام والشركات الراعية والوزارة المختصة، ومناقشة جدول المسابقات وشهادات المدربين وإقالاتهم وعقود اللاعبين ومستحقاتهم، وأشياء أخرى كثيرة. يريدون أن يقوم الإعلام الرياضي بتغطية هذا العجز والأخطاء وتجميل العثرات المتكررة، وكأننا أمام قول العرب: “رَمَتْنِي بِدَائِهَا وانْسَلَّتْ”. دور الإعلام أن يوضح الحقائق ويضعها أمام أصحاب القرار، ويبين الجوانب الإيجابية والسلبية فيها، ثم ينتظر ما سيكون. نعم، لإعلامنا الرياضي العديد من النواقص، وهذا لا جدال فيه، ولكنه ليس سبباً في هذا الواقع الذي نعيشه في كرتنا العمانية. كل هذا الكلام ليس دفاعاً عن الإعلام الرياضي الذي نتشرف بالانتماء إليه، ولكن حتى يصحو البعض من سباته لكي يستطيع أن يُفرِّق بين العمل الذي يجب أن يقوم به أولاً وبين الدور الإعلامي بعد ذلك لإظهار هذا العمل ونقده.