مسقط - العمانية
تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني السابع والثمانين للمملكة، والذي يصادف 23 من سبتمبر من كل عام.
وقال سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى السلطنة سعادة عيد بن محمد الثقفي في كلمة له بهذه المناسبة: «إن مناسبة اليوم الوطني مناسبة غالية على قلوب المواطنين السعوديين، وهي المناسبة التي يستعيدون فيها استجابة جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لنداء المواطنين بجمع شمل وطنهم تحت اسم المملكة العربية السعودية اعتبارًا من تاريخ 23 سبتمبر 1932م».
وأضاف أن هذا التوحيد جاء ليتوِّج مسيرة طويلة للملك المؤسس دامت حوالي 31 عامًا لجمع شمل الوطن والمواطنين السعوديين بعد التشتت والانقسام، وليرسي قواعد الأمن والاستقرار، وأسس الدولة الحديثة لتكون قاعدة ومنطلقًا لمستقبل زاهٍ مشرق بالعطاء المخلص من القيادة والمواطنين.
وأشار السفير السعودي المعتمد لدى السلطنة إلى أن ما تحقق منذ ذلك التاريخ حتى يومنا الحاضر من بناء وتنمية على الأصعدة كافة وخاصة في بناء الإنسان الذي هو حجر الأساس في أي عملية تنمية؛ شاهد على ما بذله الملك عبدالعزيز وأبناؤه ملوك المملكة العربية السعودية من بعده، وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تحقيق التوازن بين العملية التنموية والحفاظ على الإرث الروحي والثقافي الذي تتميز به المملكة العربية السعودية التي هي مهبط الوحي السماوي وقبلة المسلمين وبها مسجد النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم، وما فتئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يؤكد اعتزازه بأنه خادم للحرمين الشريفين، وتبذل حكومته بكافة قطاعاتها وأفرادها كل طاقاتها في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولقد منَّ الله -عز وجل- على حجاج بيت الله الحرام هذا العام -والذين تجاوز عددهم المليونين منهم حوالي 14 ألف حاج من سلطنة عمان- بأداء مناسك الحج بيسر وسهولة.
وأكد أنه استمرارًا لنهج التطوير والتحديث المستمر فقد شهدت الفترة الفائتة منذ أن احتفلت المملكة بيومها الوطني السادس والثمانين العام الفائت العديد من القرارات والمبادرات الداخلية والخارجية.
وفي ما يتعلق برؤية المملكة 2030، أعلن سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن بعض المشاريع التنموية والاقتصادية، مثل إنشاء مدينة ثقافية ورياضية بمنطقة القدية جنوب غرب الرياض بمساحة (334) كيلومترًا مربعًا، والتي من المزمع أن تصبح معلمًا حضاريًا بارزًا، ومركزًا مهمًا لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة، كما أُعلن عن إطلاق مشروع البحر الأحمر كوجهه سياحية عالمية سعودية.
أما على الصعيد الخارجي، فتواصل المملكة العربية السعودية نهجها القائم على التعاون مع الدول الأخرى ومع المنظمات الدولية في تعزيز السلم والاستقرار الدوليين، وفي تعزيز علاقاتها مع شقيقاتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية والدول الإسلامية وكافة دول العالم، وفق أسس احترام سيادة الدول الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والسعي لنزع فتيل الصراعات الدولية ومناصرة القضايا العادلة للأمة العربية.
وفي إطار تعزيز علاقات المملكة التاريخية والودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة إلى المملكة العربية السعودية وهي الزيارة الأولى له إلى الخارج، وخلال الزيارة اتفق البلدان على تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية، وعُقدت العديد من الاتفاقيات الثنائية في هذا الإطار، كما عُقدت على هامش هذه الزيارة القمة الدورية الخليجية - الأمريكية، وجرى فيها تبادل مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب، ثم عُقدت قمة عربية إسلامية - أمريكية لأول مرة، وفيها رحَّب القادة بتأسيس مركز عالمي مقرة الرياض لمواجهة الفكر المتطرف، وأُعلن عن بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار إقليميًا ودوليًا.
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والسلطنة تقوم على أساس صلب يتمثل في روابط الدين والأخوة العربية والجوار المشترك والاحترام المتبادل، والعلاقات الودية التي جمعت بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم وإخوانه ملوك المملكة العربية السعودية وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله.
وقد شهدت العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وشقيقتها السلطنة في الفترة منذ اليوم الوطني السابق للملكة استمرار التنسيق بين المسؤولين في البلدين الشقيقين لتدعيم العلاقات الثنائية، والتشاور حول عدد من المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما زار المفتي العام للسلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المملكة خلال شهر مايو 2017 بناء على دعوة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وعقد معه اجتماعًا نوقش فيه تدعيم العلاقات بين البلدين.
وبهدف تبادل الخبرات بين القوات البحرية في البلدين الشقيقين، فقد أُجري التمرين البحري المشترك (العبور) بين عدد من سفن البحرية السلطانية العمانية وسفن البحرية الملكية السعودية في المياه الإقليمية العمانية.
كما زار وزير الخارجية السعودي معالي عادل بن أحمد الجبير السلطنة، وعقد اجتماعًا مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، وجرى خلاله التأكيد على عمق العلاقات الثنائية الأخوية التي تجمع المملكة والسلطنة، والتعاون المشترك في المجالات كافة، موضحًا أن زيارته للسلطنة تأتي في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين، وتبادل الآراء حول أهم القضايا الراهنة في المنطقة.