مصيرة -
تشهد جزيرة مصيرة إقبالاً متزايداً من السياح الذين يتوافدون للاستمتاع بمزايا الجزيرة ومناظرها الطبيعية وأمواجها التي تعد من أهم عوامل الجذب السياحي فيها، كما تشهد الجزيرة تواصل تنفيذ عدد من المشاريع السياحية الفندقية والخدمية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين من مختلف الجنسيات.
تقع جزيرة مصيرة جنوب شرق السلطنة وتتبع إدارياً محافظة جنوب الشرقية وتعد أكبر جزيرة عمانية وتمثل معلماً بارزاً وسط البحر فتبدو للناظر مثل جوهرة وسط المياه الزرقاء، كما أن الزائر يذهله جمال الطبيعة الخلابة التي تتمثل في تنوع البيئات بها فتوجد البيئة البحرية التي تشكل الغالبية العظمى لها كما توجد بها البيئة السهلية الصالحة للزراعة فترى أرضاً بكراً تنمو فيها الأعشاب أوقات هطول الأمطار، وللبيئة الجبلية موقع في تلك الجزيرة حيث ينتشر عدد من الجبال على رأس حلف وراسيا والعيجة وأماكن أخرى، كما أن جوها معتدل طوال العام.
انسجام الطبيعة وهدوء الموج
ويدرك زوار مصيرة من الوهلة الأولى ما تتمتع به من انسجام الطبيعة وهدوء الموج في غالبية الأحيان ونسائم باردة عليلة تبعث في النفس الراحة جرّاء استنشاق الهواء الطبيعي، كما أن شواطئها تتيح فرصة لا مثيل لها لمشاهدة مجموعات السلاحف البحرية النادرة تضع بيضها، وهو أكثر ما يجذب السياح إلى الجزيرة حيث تنتشر تلك السلاحف على طول شواطئ مصيرة والتي تخرج في الأيام القمرية، وقد اتخذت ولاية مصيرة من السلاحف البحرية شعاراً لها لكثرتها وأشهرها (الريماني) والتي تضع كميات من بيضها على رمال الشاطئ الناعمة ثم تعود إلى البحر قاطعة مسافات بعيدة في أعماق البحار والمحيطات تصل فيها إلى شواطئ بعيدة في مختلف دول العالم.
ويمكن الوصول إلى الجزيرة انطلاقاً من مسقط (حوالي 460 كيلومتراً) مروراً بنيابة سناو التابعة لولاية المضيبي باتجاه الطريق المؤدي إلى الدقم والانعطاف يساراً عند الدوار المؤدي إلى مركز مدينة حج التابعة لولاية محوت ثم إلى مرفأ شنة٬ كما يمكن الوصول إليها من ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية باتجاه نيابة الأشخرة ومنها إلى قرية النجدة التابعة لولاية محوت ثم إلى مرفأ شنة، وهناك طريق ثالث من أم الزمايم على طريق مسقط صلالة بطول مئة كيلومتر إلى دوار الجوبة المؤدي إلى حج بولاية محوت ومنه لمسافة 86 كيلومتراً إلى مرفأ شنة إضافة إلى الطريق القادم من ولاية هيماء باتجاه الدقم ثم إلى ولاية محوت.
ركوب الأمواج
ويتم الوصول للجزيرة عن طريق العبَّارات الكبيرة التي يطلق عليها محلياً (الياسورة) وهي ناقلة كبيرة تحمل السيارات والبضائع والناس من وإلى الجزيرة، وتقدم دوراً كبيراً في ما يتعلق بالتنقل من وإلى الجزيرة على الخط البحري شنة مصيرة وخدمة الحركة السياحية ونقل الركاب والمؤن والبضائع المختلفة بما يسهم في تعزيز وتنشيط جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الجزيرة وتم تعزيزها منذ شهر أغسطس 2014 بعبَّارتين حديثتين تابعتين للشركة الوطنية للعبّارات حيث تتسع كل عبّارة لـ(154) راكباً إضافة إلى خدمة شحن المركبات لـ(38) مركبة من مختلف الأحجام.
وتعد رياضة ركوب الأمواج العاتية في جزيرة مصيرة أكثر ما يشد انتباه السائح الأجنبي، كما تتم إقامة مسابقات الطيران الشراعي على الأمواج والتي تلقى إقبالاً من السياح للاستمتاع بشواطئ جزر مصيرة، فهي من أفضل الوجهات لعشاق الرياضات البحرية وخاصة رياضة الغوص وركوب الدراجات المائية «جيتسكي» والتزلج على الماء. كما توجد في الولاية العديد من الجزر المهمة لعل أكبرها جزيرة (مرصيص) التي تكثر فيها الطيور وأشهرها طائر يسمى محلياً بـ»التراع» وهناك جزيرة شعنزي وكلبان وجزر منطقة صور مصيرة التي يرتادها الأجانب الذين يمارسون ركوب الأمواج وتقام فيها مسابقات الطيران الشراعي على الأمواج.
إقبال كبير
وتشهد فنادق الولاية، كما يقول خميس بن علي بن خميس الجحماني من العلاقات العامة بمنتجع مصيرة، إقبالاً كبيراً وخاصة أيام الإجازات، ومن أهم المنشآت السياحية هناك منتجع مصيرة، وفندق مصيرة، ودانة الخليج وفندق سيرابيش بالإضافة إلى فندق جديد أصبح الآن جاهزاً للتشغيل ويقع في مركز المدينة.
ويضيف الجحماني أن الإقبال على جزيرة مصيرة يبدأ في الارتفاع من بداية شهر مايو ويصل إلى ذروته في شهر يونيو خاصة من السياح الأجانب من عشاق رياضات الأمواج، وحيث تكون الأجواء مناسبة، وبعضهم يقيم في معسكرات قريبة من البحر، كما أن هناك إقبالاً من الزوار العمانيين ومن دول مجلس التعاون الخليجي.
معالم سياحية
ومن المعالم السياحية الشهيرة في الجزيرة (حصن مرصيص) القديم وهو شاهد على تاريخ حافل للولاية منذ القدم ويقع في قرية (مرصيص) ويعد من أهم الحصون في الجزيرة، ومن الآثار المهمة في الجزيرة (المقبرة الإسلامية) التي تقع في قرية صفايج والتي اكتشفت فيها البعثة الألمانية التي زارت المنطقة سابقاً عدداً من الآثار ذكُرت في كتاب بعنوان (آثار في بحر العرب جزيرة مصيرة وجزر الحلانيات) باللغة الانجليزية ويعد هذا الكتاب نتاج المسوحات والدراسات الأثرية والاثنوجرافية لجزيرة مصيرة وجزر الحلانيات قام بها عالم الآثار جيرد فايسجيري من متحف التعدين الألماني في (بوخوم) وعلي بن بخيت الشنفري مدير الآثار السابق بوزارة التراث والثقافة من خلال إجراء مسوحات وتنقيبات أثرية في هذه الجزر وتوثيق الحياة الاجتماعية القائمة فيها.
وتوجد في ولاية مصيرة قرى كثيرة منها دوه وشغف ودفيات وام رصيص وقرية صور مصيرة وحقل وقرية قرية عمق وقرية جشار الشيخ التي كسبت شهرة كونها من أكبر المصائد للأسماك في الجزيرة ومكاناً لتجمع الصيادين وتشهد حركة بيع وشراء لكافة الأسماك، كما يوجد في الولاية سوق لشراء الأسماك وبيعها والذي يشهد حركة دائمة من المستهلكين.
جدير بالذكر أن جزيرة مصيرة اطلق عليها على مرّ العصور مجموعة من الأسماء المختلفة ومنها داماسيرة، وداموج، وسيرا، وماكاجرة، وأورجانون، وماشيزوسيرانيون، إضافةً إلى سيرابيس وهي التسمية التي كانت تُعرف بها لأطول فترة زمنية بحيث سمّاها إياه الإسكندر المقدوني قبل الميلاد. أمّا اسمها الحالي مصيرة فذكرت الكثير من الروايات أقربها تقول بأنّ اسمها جاء من كلمة صيرة، وهي أكثر الأماكن ارتفاعاً في البحر.