مسقط -
برعاية وزير التجارة والصناعة معالي علي بن مسعود السنيدي أطلقت شركة سندان للتطوير مساء أمس مشروعها الجديد «مدينة سندان المتكاملة للصناعات الخفيفة» وذلك في حفل كبير بفندق جراند حياة حضره عدد كبير من المسؤولين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال والإعلام والمهتمين.
وقام راعي المناسبة بتدشين المشروع وتلقى شروحاً وافية عن تفاصيل مدينة سندان للصناعات الخفيفة التي تعد الأولى من نوعها في السلطنة. وقد أبدى معالي وزير التجارة والصناعة إعجابه بالمشروع وأثنى على الجهود التي بذلها القائمون عليه لتجسيد الفكرة على أرض الواقع مؤكداً أنها ستقدم إضافة نوعية للقطاع والسوق بحاجة إلى هذه المشاريع التي تتسم بالإبداع.
مشروع عصري
مجسم المشروع الذي كان بطول 6 أمتار وعرض 3 أمتار شد الحضور كثيراً حيث تهافت الكل للتعرف على التفاصيل الدقيقة لأول مدينة للصناعات الخفيفة في السلطنة لقطاعي السيارات المستعملة والبناء وتلقوا شروحاً وافية وكافية من فريق المشروع الذي حرص على تقديم المعلومات الدقيقة وشرح كل تفاصيل هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في السلطنة. وقد سجل الحضور انبهارهم الشديد بالمشروع بخاصة أنه يشتمل على مدينة متكاملة لا تقتصر على معارض السيارات المستعملة والورش والمكاتب فقط بل تتوفر على مساكن وكافة متطلبات الحياة بمواصفات عصرية ووفق المعايير العالمية.
بعد التدشين الرسمي للمشروع فتح فريق العمل في مشروع مدينة سندان الأبواب للراغبين في شراء مختلف وحدات المشروع حيث وضع المنظمون تحت تصرف الحضور عدة مكاتب تستقبل الراغبين في تملّك وحدات في هذا المشروع وكان الإقبال كبيراً فاق كل التوقعات حيث سارع الكثيرون للشراء قبل نفاد وحدات المشروع بخاصة أن معارض السيارات الخمسين الموجودة في المشروع قد تم بيعها كلها قبل تدشين المشروع وطرحه للبيع وذلك خلال الجلسة التي عقدها فريق المشروع مع أصحاب الأعمال المختصين في قطاع السيارات المستعملة الذين ابدوا انبهارهم بالمشروع وإعجابهم الكبير به وأصروا على اغتنام الفرصة وشراء المعارض وخلال ثلاث ساعات فقط اشتروا كل معارض السيارات المستعملة.
سنتان من التحضير
الرئيس التنفيذي لشركة سندان للتطوير سعيد بن ناصر بن سالم الراشدي أكد أن المشروع استثمار عماني 100 % وقد جاء ليدشن تجربة جديدة في السلطنة والمشروع ليس وليد اليوم بل تم التحضير له بهدوء على مدى سنتين ووفق خطة استهدفت التميز وتجسيد مشروع متكامل وفق أحدث المواصفات لذلك كان العمل بخطوات مدروسة حيث تمت دراسة السوق المحلية وكذلك معرفة متطلبات رجال الأعمال الناشطين في قطاعي السيارات المستعملة والبناء باعتبار أن المدينة تُشيّد من أجل احتضان أنشطتهم، لذلك كانت لفريق المشروع جلسات عديدة معهم للاستماع إلى آرائهم ومعرفة تصوراتهم ورؤيتهم لمواصفات المعارض والورش التي سيتم تشييدها. كما زار فريق العمل مشاريع مماثلة في عدة دول منها ماليزيا وتركيا حيث اطّلع على التجربة ميدانياً ما مكنه من الوصول إلى خلاصة شاملة مكنته من تخطيط المشروع ليكون في مستوى تطلعات رجال الأعمال.
مدينة سندان للصناعات الخفيفة مشروع عملاق لذلك ركز فريق العمل على أدق التفاصيل لتوفير كل عوامل النجاح لهذا المشروع الذي سيحقق نقلة نوعية لقطاع الصناعات الخفيفة بالسلطنة وهو يقع في منطقة مثالية بحلبان ويتميز بموقع استراتيجي فهو يتوسط شارع مسقط السريع وشارع الباطنة السريع وله واجهة على شوارع رئيسية من ثلاث جهات كما أنه على مسافة 5 كلم من مخرج المعبيلة على الطريق السريع وللمشروع 10 مداخل من الشوارع الرئيسية الثلاثة المحيطة به وهذا ما يجعل حركة الدخول والخروج سلسة وسهلة بخاصة أن المدينة ستشهد إقبالاً كبيراً وحركة واسعة باعتبارها ستحتضن أكبر تجمع للسيارات المستعملة بالسلطنة إضافة إلى عدة وحدات لبيع مواد البناء ومكاتب للشركات ومساكن حيث يتوقع أن يبلغ عدد سكان المدينة 15 ألف شخص إضافة إلى الزبائن والزوار الذين سيقصدونها يومياً.
المرافق والخدمات
مدينة سندان للصناعات الخفيفة تتربع على مساحة 250 ألف متر مربع وتحتوي على 2400 ورشة ومعرض للسيارات المستعملة ومواد البناء بالإضافة إلى 450 مكتباً و1400 وحدة سكنية. ولا يقتصر المشروع على الوحدات الخاصة بالعمل والسكن فقط بل يمثل مدينة متكاملة توفر لسكانها كل متطلباتهم فالذين يسكنون المدينة ليسوا بحاجة للتنقل إلى خارجها لاقتناء أي شيء حيث سيجدون داخل المدينة كل متطلباتهم بما يفوق توقعاتهم فالمشروع يحتضن أيضاً مسجداً وهايبر ماركت ومستشفى ومطاعم ومحلات للتسوق وبنوكاً ومكاتب للطيران وكل الضروريات ما يوفر لكل السكان إقامة مريحة في ظروف مثالية.
وتحتوي مدينة سندان للصناعات الخفيفة على 1400 وحدة سكنية وقد تم تصميم هذه السكنات لتتلاءم مع حياة العمال ولا شك أن توفر السكنات يزيد من أهمية وقيمة المشروع فالشركات التي ستعمل في المنطقة ستجد في متناولها مساكن لعمالها في مكان عملهم وهذا ما سيوفر الكثير من العناء عن الشركات في توفير وسائل لنقل العمال من وإلى المدينة في بداية الدوام ونهايته.
معارض وورش واسعة
المعارض والورش التي تتواجد في مدينة سندان تم تصميمها بطريقة عصرية ووفق رؤية ارتكزت على رؤية العاملين في القطاع حيث إن كل المحلات مساحتها أضعاف المحلات التي تحتضن نفس النشاط في المعبيلة وتبلغ مساحة كل معرض أو ورشة في مدينة سندان 80 متراً مربعاً ويبلغ ارتفاع كل محل 6 أمتار، كما أن كل محل يحتوي على ميزانين وسيستخدمه صاحب المحل لأغراض مكتبية أو للتخزين إضافة إلى أن التصميم الهندسي يسمح لكل من اشترى أو اكترى محلين أن يفتحهما معا إذا اقتضت الحاجة. وقد تم توقيع اتفاقية مع شركة الاتصالات لتوفير شبكة إنترنت لكل وحدات المشروع.
يتم طرح كل وحدات المشروع من ورش ومعارض ومكاتب وسكنات للبيع بطريقة التمليك المباشر. وأسعار كل الوحدات الموجودة في المشروع لا تقبل المنافسة وهي مناسبة جداً لكل من يرغب في امتلاك مسكن أو معرض أو ورشة ورغبة من شركة سندان للتطوير العقاري في تقديم التسهيلات للراغبين في الشراء فإنها تمنح للمشتري فرصة الدفع بالتقسيط لمدة 18 شهراً دون فوائد، أما من يرغب في التقسيط لمدة أطول فعليه الحصول على تمويل بنكي.
واختتم الراشدي حديثه قائلا: المشروع هو الأول من نوعه في السلطنة وبعد الانتهاء من عملية التمليك لن تنسحب شركة سندان للتطوير العقاري بل ستظل موجودة لتوفر لسكان المدينة الدعم اللوجستي والنفسي لمواجهة أي طارئ، ولا شك أن نجاح المشروع سيفتح آفاقاً واعدة لتعميم الفكرة بإقامة مشاريع مماثلة في مختلف مناطق السلطنة.
جدوى اقتصادية كبيرة
المدير العام المساعد لمديرية التطوير العقاري بوزارة الإسكان سليم بن حسن البلوشي أكد أن مدينة سندان للصناعات الخفيفة أول مشروع من نوعه في السلطنة وهو ذو جدوى اقتصادية كبيرة وهو دون شك سيحقق نقلة نوعية للقطاع ويحرك العجلة الاقتصادية، كما أنه سيفتح أسواقاً جديدة للعمل ويوفر فرص عمل للشباب العماني ونظراً للمواصفات الاستثنائية للمشروع فإنه يحمل كل مواصفات النجاح وسيكون له شأن كبير، كما أن أسعار مختلف وحداته معقولة جداً مقارنة بنوعيتها وخصائصها ومساحتها وأهمية المشروع ككل، ولا شك أن نجاحه يفتح مجالاً واسعاً لتعميم هذه الفكرة الرائدة على مختلف مناطق السلطنة ومختلف القطاعات أيضاً.
وأضاف: هذا المشروع يدعم القطاع العقاري ويحفز على المنافسة من أجل طرح العديد من المشاريع المتماثلة من القطاع الخاص، كما أن إدارة سندان للتطوير التزمت التزاماً مطلقاً بالمتطلبات التنظيمية التي وضعتها المديرية العامة للتطوير العقاري حيث كانت كل خطوات الإعداد للمشروع تحت الإشراف المباشر للمديرية التي تسعى إلى دعم ومساندة مشاريع التطوير العقاري في السلطنة.