القاهرة - ش
بين الحين والآخر تطالعنا وسائل الإعلام بفتاوى غريبة وشاذة، لا يقبلها عقل ولا تستقيم مع منطق، ورغم أنه لا يعلم النيات إلا الله، إلا أن الظاهر من تلك الفتاوى يشير إلى أن هدف أصحابها ربما يكون في إثارة الجدل وتكرار الظهور على شاشات الفضائيات...
التقرير التالي يعرض أهم الفتاوى التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة ودفع أصحابها ثمنها بدلًا من أن يجنوا ثمارها.
معاشرة الزوجة الميتة حلال
أحالت جامعة الأزهر المصرية أستاذ الفقه المقارن بها، د.صبري عبدالرؤوف، للتحقيق، بعد فتواه بأن معاشرة الزوج لزوجته الميتة حلال، ولا يعد "زنا"، ولا يقام عليه الحد أو أي عقوبة؛ لأنها شرعيًا أمر غير محرم، والفعل الحقيقي أنها زوجته.
وقال د.أحمد حسني، نائب رئيس جامعة الأزهر، وعضو لجنة التحقيق مع أعضاء هيئة التدريس، إن الجامعة ستستدعي د.صبري عبدالرؤوف للتحقيق، فيما نسب إليه وعلى أي دليل استند في فتواه التي أثارت جدلًا مؤخرًا.
"حد السرقة" تسجن ميزو
في وقت سابق، أنكر الشيخ محمد عبدالله نصر، المعروف إعلاميًا داخل مصر بالشيخ "ميزو"، عذاب القبر، قائلًا: "لا يهمنا أن يكون هناك ثعبان أقرع ولا بشعر في القبر، والخلافة الإسلامية خرافة".
وكان قد شن هجومًا ونقدًا لاذعًا، على صحيح البخاري، وتوثيقه للأحاديث النبوية، كما أنكر وجود حد قطع اليد حال السرقة في الإسلام، مؤكدًا أن هذا غير موجود في الإسلام، وهو ما تسبب في رفع دعوى ازدراء أديان ضده أمام المحكمة، التي اقتنعت بالتهم وأصدرت حكمًا بسجنه.
إسلام البحيري
أيضًا تسببت فتاوى الباحث الإسلامي، إسلام البحيري في وقف برنامجه "مع إسلام" الذي كان يُعرض على شاشة "القاهرة والناس" المصرية، بل وصل الأمر لدخوله السجن بعد أن قررت المحكمة حبسه 3 سنوات تأييدًا لاتهامه بازدراء الأديان.
وقالت المحكمة، في حيثيات الحكم بحبس "البحيري": "توافر للمحكمة أركان الجريمة في نص المادة 98 من قانون العقوبات، وذلك من خلال ما ورد بتسجيلات المتهم بقناة القاهرة والناس المذاعة للكافة من ازدرائه للدين الإسلامي، حينما تعدى على أئمة الإسلام، بجانب قوله إن كتب التراث الإسلامي هي سبب وجود ظاهرة الإرهاب في العالم.
سالم عبدالجليل وتكفير المسيحيين
لم تمر أيام قليلة على اتهام رئيس جامعة الأزهر بتكفير الباحث الإسلامي إسلام البحيري، حتى ثار الرأي العام المصري مرة أخرى بسبب تصريحات جديدة ولكن هذه المرة بشأن تكفير المسيحيين، صدرت من الشيخ سالم عبدالجليل، الداعية الإسلامي، الذي صرّح بأن المسيحيين غير مؤمنين وعقيدتهم فاسدة.
وتدخل وزير الأوقاف، الذي قرر منع الشيخ سالم عبدالجليل من الصعود للمنبر، ومطالبته بتقديم اعتذار للمسيحيين، مؤكدًا أن تكفير المسيحيين لا ينسجم مع عقيدة الإسلام والأوقاف تتبرأ من تلك الأفكار، كما قررت إدارة قناة المحور فسخ التعاقد معه لتقديم برنامج "المسلمون يتساءلون".
من جانبه أصر "عبدالجليل" على فتواه، مؤكدًا أن حديثه عن تكفير المسيحيين يأتي بعيدًا عن إباحة دمائهم أو السماح بالاعتداء عليهم، مؤكدًا أنه سيدافع عن فتواه ما دام حيًا، في الوقت الذي يدافع فيه أيضًا عن دماء المسيحيين وحقوقهم كمواطنين.