العقل السليم فـــي القلب السليم!

مزاج الاثنين ١٨/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص

الولايات المتحدة - رويترز

قالوا لنا منذ القدم إن العقل السليم يكمن في الجسم السليم، ولكن دراسة جديدة خلصت إلى أن نشاطك الذهني مرتبط بقلبك إلى حد كبير وأن علاقة أقوى مما كنا نعتقد تربط هذين العضوين المهمين معًا. وفي التفاصيل أعلنت جمعية القلب الأمريكية لأمراض القلب والجمعية الأمريكية للجلطات الدماغية أن أسلوب الحياة الذي يحافظ على سلامة القلب مثل ممارسة الرياضة والغذاء المتوازن وتجنب التدخين يمكن أيضًا أن يحمي العقل من تراجع النشاط الذهني والخرف.

وجاء في تقرير استشاري نشرته الجمعيتان في دورية (ستروك) أن القلب والدماغ يحـــــتاجان إلى تدفق الدم بشكل كافٍ إليهما لكن الأوعية الدموية يمكن أن تضيق وتتصلب بمرور الزمن مما يزيد مع الوقت من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات فضلًا عن تراجع النشاط الذهني.

وأشار التقرير إلى أنه يمكن تقليل مخاطر هذا التلف في الأوعية الدموية، والذي يعرف بتصلب الشرايين، باتباع أسلوب حياة صحي والحفاظ على استــــقرار ضغط الدم والسكر والكولسترول عند مستويات آمنة.
وقال المشرف على الدراسة والباحث في كلية الطب بجامعة ميشيجان، د.فيليب جوريليك، إن «معظم العاملين في مجال الرعاية الصحية يميلون إلى التوصـــــية بأسلوب حياة صحي وإجراءات للسيطرة على مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية لمنع النوبات القلبية والجلطات».
واستطرد جوريليك في رسالة بالبريد الإلكتروني قائلًا: «لكن الكثيرين لا يعون أو يعرفون أن العديد من العوامل الرئيسية التي تمنع النوبات القلبية والجلطات يمكنها أيضًا أن تمنع أو تؤخر تراجع النشاط الذهني والخرف».
كما أشار التقرير إلى إن حوالي 75 مليون شخص في أرجاء العالم قد يصابون بالخرف بحلول 2030 مع ارتفاع معدلات الأعمار في الولايات المتحدة وغيرها.
وشدد التقرير على أهمية اتخاذ الخطوات التي تحافظ على صحة الدماغ في وقت مبكر إذ إن تصلب الشرايين يمكن أن يبدأ في الطفولة.‭
وقال إن ارتفاع ضغط الدم ومعدلات الكولسترول والسكر في الدم على سبيل المثال يمكن أن يسبب أضرارًا للأوعية الدموية ومضاعفات من شأنها أن تحد من تدفق الدم إلى الدماغ.
‬‬ورغم أنه يمكن السيطرة على هذه الحالات بالأدوية، شدد التقرير على أن الفائدة الأكبر لسلامة العقل والنشاط الذهني ربما لا تتوافر دائمًا في العقاقير.
من جهته، قال الباحث في جامعة بوسطن، د.آندرو بادسون، إنه «رغم أهمية الأدوية البالغة في السيطرة على ضغط الدم والكولسترول، تكمن الفائدة الأكبر للنشاط الذهني والصحة العقلية في الحفاظ على مستويات صحية للكولسترول وضغط الدم عبر خطوات يمكن للجميع القيام بها مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع حمية البحر المتوسط والحفاظ على وزن صحي».
وتحتوي حمية البحر المتوسط في العادة على الكثير من الفاكهة والخضر والحبوب الكاملة والبقوليات وزيت الزيتون. وهي تميل إلى الاعتماد على الدجاج والأسماك كمصدر للبروتين أكثر من الاعتماد على اللحوم الحمراء.
وأوضح التقرير أن اتباع حمية البحر المتوسط بالإضافة إلى غيرها من العادات المفيدة لصحة الــــقلب يؤتي ثمارًا أفضل كلما كان في وقت مبكر. بدورها، قالت د.ريبيكا جوتسمان من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، والتي لم تشارك في التقرير، إن الأكل الصحي والتمرينات المكثفة نقطتان مهمتان للبدء منهما.
ولفتت في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أن «التمرينات الرياضية والغذاء الصحي ليسا مهمين في حد ذاتهما وحسب، لكنهما قد يؤديان أيضًا إلى انخفاض ضغط الدم والكـــــولسترول والسكر فضلًا عن الوزن». وتابعت: «النشطاء أقل ميلًا للتدخين الذي هو ضار لصحة الإنسان من جوانب عدة».