مسقط -
احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أمس الأحد بالتدشين الإقليمي للتحدي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن سلامة المرضى «التطبيب من دون أضرار».
رعى حفل التدشين بجامعة السلطان قابوس رئيسة مجلس جامعة السلطان قابوس ووزيرة التعليم العالي معالي د. راوية بنت سعود البوسعيدية بحضور عدد من أصحاب المعالي والسمو والسعادة وجمع غفير من المشاركين والمدعوين والحضور.
وصرحت معالي د. راوية بنت سعود البوسعيدية رئيسة مجلس جامعة السلطان قابوس ووزيرة التعليم العالي خلال رعايتها التدشين الإقليمي للتحدي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية؛ بشأن سلامة المرضى (التطبيب من دون أضرار) قائلة: إن الجودة في تقديم الخدمات؛ مسعى مهم تتجه إليه مختلف مؤسسات الدولة؛ من أجل تحقيق أقصى قدر ممكن من الرضا عن تلك الخدمات. ويأتي من بين ذلك؛ المؤسسات الصحية- الحكومية منها والخاصة.
وأضافت معالي الوزيرة: إن مشاركة المؤسسات التعليمية في هذه الفعاليات؛ لها دور في تدعيم طلبة العلم في المجال الصحي؛ بالرؤى والتوجهات الدولية والإقليمية؛ التي تسعى إلى الحفاظ على الخدمات الصحية وفق خطط وضمانات تكفل تقليل الأخطاء المرتكبة في التطبيب وتقديمها بجودة عالية؛ والتي تكلف دول العالم مبالغ سنوية تصل إلى (42) بليون دولار أمريكي تقريبا؛ أي ما يمثل (1 %) من إجمالي معدل الإنفاق على الصحة في العالم، وفقا لما تشير إليه إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وتضمن برنامج الافتتاح كلمة لمعالي د. محمود فكري- المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط- أكد من خلالها على أن هذا الاجتماع الذي تطلق فيه منظمة الصحة العالمية التحدي العالمي الثالث بشأن سلامة المرضى بعنوان «دواء بلا ضرر» في إقليم شرق المتوسط يهدف إلى تشجيع الدول الأعضاء على تعزيز إجراءاتها المشتركة لدمج القضايا المرتبطة بمأمونية الدواء في سياساتها وممارساتها الصحية الوطنية، كما يركز التحدي العالمي الثالث لسلامة المرضى على تقوية النظم الصحية للحد من الأخطاء الدوائية بهدف خفض مستوى الضرر الوخيم الذي يمكن تلافيه نتيجة استعمال الأدوية وبنسبة تصل إلى 50% وذلك على مدى خمس سنوات.
من جانبه قال رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د. علي بن سعود البيماني: يأتي اختيار منظمة الصحة العالمية للسلطنة لانطلاق هذا التحدي العالمي الثالث، بعد التحدي الأول الذي عُقد عام 2005م، والتحدي الثاني الذي عقد عام 2008م؛ نظرًا لما تتمتع به السلطنة من سمعة طيبة لدى الأوساط الدولية، والمؤسسات الصحية.
وأوضح البيماني أن مستشفى جامعة السلطان قابوس يقوم بجهود كبيرة لرفع مستوى جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى. ولقد تُرجمت نتائج هذه الجهود إلى عدد من الإنجازات على أرض الواقع.
وألقى د. أحمد بن سالم المنظري- مدير عام مركز ضمان الجودة بوزارة الصحة- كلمة أكد فيها على أهمية ضمان تقديم خدمات صحية ذات جودة ومأمونية عالية، مشيرا إلى أنشطة ومبادرات منظمة الصحة العالمية الهادفة إلى رفع مستوى الخدمات الصحية التي يحصل عليها أفراد المجتمع في الدول الأعضاء بالمنظمة، والتي كان لها التأثير الإيجابي على الناتج العام للخدمة الصحية.
وقال المنظري: وفي نفس الاتجاه وبناء على ما أظهرته الدراسات والتقديرات فيما يخص الأضرار الناتجة عن الاستخدام غير الآمن للأدوية قامت منظمة الصحة العالمية بدراسة واقع مجال استخدام الأدوية في مختلف الأنظمة الصحية، وخلصت إلى إنشاء رؤية ذات أهداف واضحة تسعى من خلالها المنظمة إلى تقليل الأضرار في مختلف دول العالم بنسبة 50 % خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف: وبناء عليه فقد قامت المنظمة بالتعاون مع وزارة الصحة الألمانية خلال الاجتماع الذي عقد في مدينة بون في شهر مارس من هذا العام بإطلاق مبادرتها الثالثة تحت مسمى «تطبيب من دون اضرار»، والتي تعنى بالاستخدام الآمن للأدوية وقد شاركت السلطنة في هذا الاجتماع.تضمن برنامج الافتتاح كذلك محاضرة للسير ليام دونالدسن- مبعوث منظمة الصحة العالمية المعني بسلامة المرضى- سلط من خلالها الضوء على جهود منظمة الصحة العالمية في تعزيز الاستخدام الآمن للأدوية.بدورها استعرضت د. آمنة الحشار- نائبة رئيس قسم الصيدلة بمستشفى جامعة السلطان قابوس- تجربة مستشفى الجامعة في مجال تعزيز الاستخدام الآمن للأدوية بدءا من شراء الأدوية وتخزينها وتوزيعها على مختلف الأقسام والوحدات بالمستشفى وانتهاء بصرفها للمريض في الأجنحة أو العيادات الخارجية.
كما تطرقت د. آمنة في محاضرتها إلى جهود كلية الطب والعلوم الصحية وكلية التمريض بخصوص تدريس وتدريب الطلبة حول منهجية الاستخدام الآمن للأدوية وبالتالي ضمان مخرجات مؤهلة في هذا المجال.شهد الافتتاح كذلك تكريم المؤسسات الصحية المشاركة في مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى التابعة لمنظمة الصحة العالمية وهي: نزوى والرستاق وستاركير والرفاعة.
كما قامت معالي د. راوية بنت سعود البوسعيدية بافتتاح المعرض المصاحب الذي يستعرض تجارب المؤسسات الصحية في السلطنة فيما يتعلق بالاستخدام الآمن للأدوية، حيث استمعا والحضور إلى شرح واف عنها.
يشهد الحدث الذي يستمر ليومين مشاركة واسعة من الدول الأعضاء بإقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يضم بالإضافة إلى السلطنة (21) دولة تشمل: (السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر والكويت ومصر وسوريا والصومال وتونس واليمن والسودان وجيبوتي والعراق والأردن وفلسطين ولبنان وليبيا والمغرب وباكستان وأفغانستان).وتعرف التحديات العالمية التي تطلقها المنظمة بشأن سلامة المرضى بأنها في الأساس برامج معنية بالتغيير تهدف إلى إدخال التحسينات في الأنظمة الصحية، وبالتالي الحد من المخاطر والأضرار الناتجة خلال تقديم الخدمات الصحية.
ويتزامن تدشين التحدي مع الاحتفال باليوم العالمي السنوي الأول لسلامة المرضى الذي تقدمت السلطنة لمنظمة الصحة العالمية بمقترح تخصيصه بهدف تسليط الضوء بشكل أكبر على المستجدات في مجال سلامة المرضى ولاقى قبولا وترحيبا من الدول الأعضاء، وتم إقراره مؤخرا ليكون في السابع عشر من شهر سبتمبر من كل عام.
يذكر بأنه نظرا لأهمية هذا الحدث وانعقاده على أرض السلطنة فقد أولت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة لمركز ضمان الجودة والمديريات العامة الأخرى للوزارة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس الاهتمام بالتحضير المبكر والإعداد الجيد للحدث وتوفير الدعم الكافي للمشاركين، حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تنضوي تحتها لجان فرعية مساعدة تختص بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة، وذلك لتهيئة عوامل النجاح للحدث والخروج بتوصيات تخدم مجال سلامة المرضى.