قصة حب فلسطينية داخل غرفة "غسيل الكلى"

مزاج الأحد ١٧/سبتمبر/٢٠١٧ ٢٠:٤٦ م
قصة حب فلسطينية داخل غرفة "غسيل الكلى"

غزة – وكالات
"أصدق الحب هو الذي يولد من رحم المعاناة " .... جملة تعبرعن القصة التي جمعت صفاء وأمير،

تلك القصة التي بدأت داخل غرفة للغسيل الكلوي ، حيث تعالج الشابة الفلسطينية نتيجة إصابتها بالفشل الكلوي قبل ست سنوات.

بعد أن علمت الشابة صفاء الحرازين (25 عامًا) بإصابتها بالمرض ، صرفت عقلها وقلبها عن التفكير في الزواج، رغم أنها كانت تتمنى أن تصبح أمًا.

إلا أن الشاب أمير براش الذي يعمل في المستشفى الذي تنفذ فيه عملية غسيل الكلى كان له رأيا اخر ، وتقدم لخطبتها .

لم يتوقف حب أمير عند حد الزواج بل تعداه برغبته في التبرع بكليته لها بعد زواجهما، وإجراءات الفحوصات الطبية اللازمة.

عقد أمير، قرانه، على صفاء، الثلاثاء الماضي في المحكمة الشرعية بغزة.

كانت بداية تعرف العروسين على بعضهما قبل أربعة أشهر، حيث كان يحاول "أمير"، الذي يعمل في قسم "غسيل الكلى"، دومًا التخفيف عن "صفاء"، ودفعها للابتسام والضحك.

تقول "صفاء"، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول":" كنت أمُر في فترة نفسية صعبة، وكان أمير دائما ما يحاول التخفيف عني ومساعدتي "

وتكمل "صفاء" حديثها وهي تقوم بعملية غسل الكلى، بمجمع الشفاء الطبي، في مدينة غزة:" عرض أمير عليّ فكرة الارتباط، والتبرع بكلية، لكنني لم آخذ الموضوع على محمل الجد".

وأردفت ذات غطاء الرأس الوردي:" عندما توجه للحديث مع والدتي كان لها نفس موقفي، ولم تصدق".

وأصيبت "صفاء" الحاصلة على بكالوريوس في "آداب اللغة الإنجليزية"، "بفشل كلوي" وهي في عمر الـ 19 عامًا.

وتبرعت لها والدتها قبل خمس سنوات بكليتها، إلا أن الفشل الكلوي عاد لها مجددا قبل عام تقريبًا، مما أجبرها على الخضوع لجلسات غسيل للكلى بشكل منتظم.

وتقول إن الأطباء أخبروها أن فشل عمل كليتها المزروعة، ربما جاء بسبب الضغوطات النفسية والخوف الذي شعرت به خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014.

أما "أمير" فيقول، إنه قرر الزواج من صفاء لأنه "أُعجب بها، وليس شفقة على حالها".

وتابع لوكالة "الأناضول"، وهو يجلس بجانب "صفاء" أثناء غسلها للكلى:" تحدثت مع صفاء، ووجدتها إنسانة مثقفة مؤدبة، وجميلة، يعني يوجد بها كل الصفات التي أريدها".

ويضيف بينما تتشابك يده مع يد عروسه في المستشفى، وهما يتبادلان الابتسامات وأطراف الحديث:" لم يكن المرض نقصًا عند صفاء، ولم ألق له بالا".

وفي المستشفى التي تغسل فيها "صفاء" كليتها، تلاحقها الأنظار ويبحث معظم قاصدي المستشفى عن تلك العروس لرؤيتها وتهنئتها.

ولم يكن سهلا في البداية أن يقنع "أمير" عائلته بزواجه من "صفاء"، وفق قوله.

واستدرك:" قالوا لي فكر مرة أخرى، وبعد نقاشات مطولة بيننا وافقوا على خطبتي، عندما علموا أنني أرغب في التبرع لصفاء بكليتي".