بالصور: تعرف على هذه البلدة الجبلية الجميلة بولاية لوى

بلادنا الأحد ١٧/سبتمبر/٢٠١٧ ١٧:٤٠ م
بالصور: تعرف على هذه البلدة الجبلية الجميلة بولاية لوى

لوى - ناصر الغيثي
بين جنبات الجبال وبطون الأودية تختبئ مئات من القرى الجبلية العمانية والتي تكيفت مع معطيات الطبيعة والجغرافيا لتكيف حياتها ومعيشتها مع هذه الجغرافيا ويظل أهلها متمسكين للعيش فيها.

وتنعم هذه البلدات بالطبيعة الخلابة والمياه الوفيرة واعتدال الطقس طيلة أيام السنة بسبب وقوعها ما بين الجبال، الأمر الذي يتيح لها جوا معتدلا ومنتجات زراعية متنوعة.

بلدة "بات" على سبيل المثال القرية الجبلية الوادعة الهادئة والأرض البكر القابعة بين الجبال والصخور في أقصى جنوب ولاية لوى ما زالت تنبض بالحياة والجمال، قرية تبعد عن مركز الولاية 30 كيلومترا ولا يمكن الوصول إليها إلا بسيارات الدفع الرباعية كونها تبعد عن أقرب طريق مسفلت لها عشرة كيلومترات تقريبا، إلا أن لحظة الوصول إليها تنسيك معاناة الطريق.

تعد بات قطعة من الجمال في وسط الجبال، لطالما تميزت هذه القرية باعتدال درجات الحرارة وقلة الرطوبة فيها أغلب أوقات السنة لارتفاعها عن مستوى سطح البحر، ويوجد بها الكثير من الأفلاج مثل فلج بات، والشرجة، والمجناب، والجيل، وفلج الحيل، كما يتميز الوادي في هذه القرية بعمقه الشديد، به جسر معلق من صنع الأهالي يستخدم أثناء هطول الأمطار، ويتميز الوادي كذلك بجريانه وتدفق المياه فيه طوال السنة، ويوجد به الكثير من الشلالات الجميلة، وتوجد بها أيضا عيون مياه كبريتية ساخنة كأحواض الماء، ويظهر الماء فيها باللون الأبيض ويستخدم لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، أبنيتها الطينية القديمة وأبراج الحماية فيها تشهد بحضارة شعب ضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وما زال متمسكا بهذه الأرض الطيبة، وتتميز بات كذلك بتنوع أشجارها الدائمة كالنخيل، والمانجو، والزام، والجوافة، والرمان والعنب وما زال الأهالي يحافظون عليها، واستطاع العماني أيضا أن يطوع الأرض الجبلية القاسية لزراعة بعض المزروعات الموسمية كالثوم، والبصل، والبطاطا، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الحبوب والأعلاف الحيوانية.

يقول خليفة بن سعيد بن محمد الريسي من أهالي القرية: تتمتع هذهِ القرية بالأشجار المتنوعة وكأنها بساتين، أينما اتجه بصركَ ترى المياه والخُضرة مُنتشرة في كل الأرجاء، ومن أشهر المزروعات: أشجار المانجو، والتين، والزيتون، والليمون، والنارنج -نوع من الحمضيات- والموز، والرمان، كما أنها تتحصن بالجبال وبعض من الحصون التي تقع على مشارفِ الوادي وبعض رؤوس الجبال لِحمايتها، يتصف أهلها بِراحة البال، كانت البلدة وما زالت تنعم بالمياه الوفيرة صيفًا وشِتاء سواء كان ذلك في وقت نزول الأمطار أو توقفها ويرجع ذلك إلى طبيعتها الجغرافية، إذ إنها تقع في مكانٍ عميق من الأرض وتحيط بها عدد من الأودية من جهاتِ الشمال والجنوب، لذلك فهي تستمد المياه لري المزروعات وممارسات الحياة العامة من منابع هذه الأودية، وسابقا كان معظم أهلها ميسوري الحال ويعملون في مهن مختلفة، فمنهم من يعمل في التجارة، إذ تسير القوافل في فصلِ الصيف خاصة إلى عدة مناطق كمركز الولاية -ولاية لوى- وولاية صُحار، وفي بعض المواسم تتجه القوافل التجارية إلى مدينةِ دُبي، إذ كان للقوافل خط السير على الرمال، وعلى ظهور الإبل محملة بشتى المنتوجات الزراعية، يتصف أهل القرية بالكرم وبسعة الصدر والرحابة، فمن عاداتهم يستقبلون الضيوف بكرمهم السخي خاصة شيوخ وأعيان القبيلة في جلسة خاصة تُسمى السبلة، وتبنى عادة في وسط القرية.

أما بدر بن حمدان بن ناصر الريسي فيقول إن قرية بات بوﻻية لوى لوحة فنية أبدعها الخالق سبحانه وتعالى، وغابت عن كثير من المواطنين، تمتاز بمائها الوفير والعين الساخنة الكبريتية، وتمتاز كذلك بواديها العميق الذي يصل إلى ثلاثين مترا، يقسم اﻷرض إلى نصفين اﻷول قرية لكيهف والنصف اﻵخر قرية المجناب.