ماذا كان يأكل عبدالناصر؟ التاريخ يرد على مذكرات عمرو موسى

الحدث الأحد ١٧/سبتمبر/٢٠١٧ ١٧:٣٥ م
ماذا كان يأكل عبدالناصر؟ التاريخ يرد على مذكرات عمرو موسى

القاهرة – ش
بين غالبية رافضة لما ذكره الامين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى في مذكراته ، حول استيراد طعام خاص بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من سويسرا ، وبين أقلية أخرى لاترى في القضية ما ينتقص من قيمة عبدالناصر ، يستمر الجدل وتستمر السجالات ...
التاريخ قد يكون وحده قادرا على حسم هذا الجدل ، خاصة في ظل تواتر الروايات الموثقة التي قد تساهم في الوصول إلى الحقيقة ، أو حتى الاقتراب منها ..

ماذا قال التاريخ حول وجبات عبدالناصر المفضلة ؟

عراب الحقبة الناصرية وحامل أختامها ،الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، أكد أن وجبة “عبد الناصر” المفضلة كانت الجبن الأبيض مع الجرجير والخيار، حتى في سفره إلى روسيا قام بأخذ الجبنة معه في السفر، رغم ما يقدم في قصر “الكرملين” من أصناف مختلفة، من الأسماك، والكافيار، واللحوم المنوعة.

يواصل هيكل الحديث عن طعام عبدالناصر ، في كتابه "عبد الناصر والعالم" ويقول " في عام 1958 أصيب عبد الناصر بمرض السُكري، وطالبه الأطباء بضرورة إتباع نظام غذائي يتناسب مع إصابته؛ ففي الإفطار كان الخبز والفول المدمس والجُبن الأبيض والخيار أو بيضة مسلوقة في بعض الأحيان ، وفي الغداء الخضروات والأرز والسلطة واللحوم البتلو أو الأسماك أو الفراخ البلدي.
أما عن العشاء فكانت بعض أنواع الفاكهة الطازجة، والجُبن الأبيض، وأحيانًا اللبن الزبادي، وكانت كمية النشويات محدودة بوجه عام. وأكد الأطباء في حينها أن النظام الغذائي ل “عبدالناصر” بعد إصابته بالسكري لم يختلف كثيرا عن نظامه في الأساس.

فى الفصل الثانى من الكتاب يثبت هيكل أن عبد الناصر الحاكم لم يتناقض مع عبد الناصر المواطن.
ويؤكد أنه ذات يوم حدثه عن الثورة التى حدثت فى الطعام فجعلت منه متعة تتجاوز الفائدة منه.. وجاءت بأطباق غير تقليدية غيرت من شهية البشر وضاعفت من قدرتهم على التذوق.. وتعجب عبد الناصر مما سمع قائلا: "إن أفخر الطعام عنده لحم وأرز وخضار".. "وماذا يأكل الناس غير ذلك؟".

لكن.. هيكل أراد أن يثبت له ما يقول فأرسل إليه طباخا من طاقم عنده.. يجيد تقديم "فيليه بصوص المشروم".. ولحم "شاتوبريان".. والبان كيك المحشو بقطع من سمك السلمون المدخن "سيمون فيميه".. وضعها الطاهى منتشياً على مائدة الرئيس.. لكنه.. لم يلمس منها قطعة واحدة.. هو وعائلته.. وفضلوا عليها "دقية البامية باللحم الضأن" التى برعت فيها زوجته.. ودهش الطباخ مما حدث.. وعاد إلى هيكل فى اليوم نفسه بمزيد من الابتكارات.

الكاتبة المصرية منال لاشين ،ألمحت في إحدى مقالاتها المنشورة في موقع صحيفة الفجر المصرية منذ أيام الى مقنيات متحفه الذى افتتح أخيرا حيث توجد ملابسه.. بيجامات كستور وشبشب عادى وأحذية كان يفصلها.. وبدل من مصانع المحلة.. كل ما استخدمه عبدالناصر كان من صنع مصر.. وممن كانت الأغلبية العظمى من الطبقة المتوسطة تستخدمه فى ذلك الزمان.. رئيس بدرجة موظف.. رفض حياة الأثرياء لم يعقد صداقات معهم.. ولذلك خلا عصره من زواج السلطة بالثروة..