اليمن.. المجاعة تلوّح في الأفق

الحدث الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
اليمن.. المجاعة تلوّح في الأفق

عدن – إبراهيم مجاهد
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" من أزمة كبيرة قائلة إن المجاعة تلوح في الأفق حيث يعاني أكثر من نصف سكان اليمن أو نحو 14.4 مليون نسمة من نقص الغذاء.

القنبلة الموقوتة
ويبدو الوضع الاقتصادي في اليمن.. البلد الفقير أصلاً، القنبلة الموقوتة التي لم تنفجر بعد ولكن بدأ فتيلها يشتعل بسرعة، حيث قال تجار ومتعاملون بشركات صرافة في صنعاء وعدن إن الريال سجل أدنى مستوى له على الإطلاق وتراجع بشكل كبير أمام الدولار والعملات الأجنبية في سوق الصرف المحلية، عقب قرار البنك المركزي اليمني وقف ضمانات واردات السكر والأرز للتجار والشركات.
وأخطر البنك المركزي اليمني التجار والبنوك المحلية يوم الجمعة الفائت، أنه لن يقدم بعد الآن خطوط ائتمان بسعر الصرف الرسمي لاستيراد السكر والأرز. وكان البنك المركزي حتى بداية فبراير يغطي جميع احتياجات البلاد من واردات الدواء والقمح والأرز والسكر والحليب بسعر الصرف الرسمي البالغ 215 ريالاً للدولار، وفي ضوء هذا القرار تقتصر خطوط الائتمان على القمح والدواء فقط.
وقالت مصادر مصرفية ومتعاملون بشركات صرافة لوكالة "رويتر": إن سعر العملة المحلية في السوق الحرة انخفض بشكل غير مسبوق إلى 270 ريالاً للدولار في صنعاء يوم الأحد من 256 ريالاً وإلى 267 ريالاً في عدن.
وقال مسؤول اقتصادي حكومي: "انهيار العملة المحلية أمام الدولار يعني زيادة في أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلاً مما يفاقم أوضاع الناس السيئة بالفعل، ويعمق الأزمة الإنسانية الصعبة غير مسبوقة التي تعاني منها البلاد".
وعلى صعيد آخر؛ أكد مصدر يمني مطلع لـ "الشبيبة" صحة الأنباء التي تحدثت عن وضع كلاً من وزير الداخلية اليمنية اللواء الركن حسين محمد عرب، وقائد لمنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، تحت الإقامة الجبرية في القصر الرئاسي "المعاشيق" بمحافظة عدن منذ يومين. ولم يؤكد المصدر ذاته ما إذا كان وضع اللواءين عرب و اليافعي جاء بناء على توجيهات من الرئاسة اليمنية، إلاّ أنه استبعد أن تكون من الرئيس هادي نفسه، متوقعاً أن تكون صدرت هذه التوجيهات من نائب الرئيس اليمني خالد محفوظ بحّاح.

الإقامة الجبرية
وفي الوقت الذي لازال الغموض يلف حول الأسباب الحقيقة التي تقف وراء وضع وزير الداخلية اليمني وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، المحسوبين على الرئيس هادي، حصلت "الشبيبة" على معلومات تشير إلى أن وضع المسؤولين اليمنيين تحت الإقامة الجبرية جاءت بعد لقاء جمع عرب واليافعي بقائد عسكري لأحد دول التحالف العربي في عدن، حيث ناقش عرب ويافي خلال اللقاء الملف الخاص بالمستحقات المالية الخاصة بأفراد المقاومة الشعبية الذين تم توزيعهم على وحدات الجيش والأمن، موضحة أنه تخلل النقاش خلاف انتهى بتأكيد اللواءين عرب واليافعي بأنهما سيقدمان استقالتهما من منصبيهما وسيغادران اليمن. مما دفع المسؤولين العرب على إبلاغ الرئاسة اليمنية بهذا الموقف فصدرت توجيهات لتأمين القصر الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، بالتحفظ على وزير الداخلية وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، أو وضعهما تحت الإقامة الجبرية لحين عودة الرئيس اليمني أو نائبه إلى اليمن ولقاء عرب واليافعي.
تأتي هذه المعلومات في وقت ذكرت مصادر يمنية مطلعة لـ "الشبيبة" أنه من المتوقع أن يكون مسألة إبقاء المسؤولين اليمنيين في سياق احترازات أمنية للحفاظ على حيتهما خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة عدن.

مصدر رئاسي ينفي
وكان مصدر يمني مسؤول برئاسة الجمهورية قد نفى صدور أي توجيهات من الرئيس عبدربه منصور هادي باحتجاز أو توقيف كلا من اللواء حسين عرب وزير الداخلية واللواء احمد سيف اليافعي قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
ودعا المصدر الوسائل الإعلامية إلى تحري المصداقية في نشر مثل هذا الأخبار الغير صحيحة والتي يحاول كل من يقف خلفها إلى زعزعة وتشويه القامات الوطنية التي وقفت ضد "المتمردين" حد وصفه، ومن والاهم من المغرر بهم، مشيراً إلى أن اللواءين حسين عرب وأحمد اليافعي هم من القيادات التي تقدمت الصفوف في تحرير العاصمة المؤقتة عدن وكذلك أبين ولحج والضالع وكل المناطق المحررة.
من جانبه نفى مدير مكتب الرئاسة اليمنية، محمد مارم، قال: إن الأنباء التي تحدثت عن واقعة احتجاز للواءين عرب واليافعي غير صحيحة، وما حدث هو انتقال وزير الداخلية وقائد المنطقة العسكرية الرابعة إلى معاشيق بسبب عدم وجود الرئيس هادي أو نائبه، مضيفاً: لذا استلزم الأمر انتقال عدد من أبرز قيادات الدولة إلى "معاشيق" القصر، للإشراف شخصياً على الوضع العام في عدن والمحافظات الأخرى والمشاركة في غرفة العمليات الحكومية في "معاشيق".

توبيخ وزير الإعلام
وفي سياق منفصل كشف مصدر حكومي يمني لـ "الشبيبة" أن وزير الإعلام اليمني، محمد عبدالمجيد قباطي، قد تعرض للتوبيخ ولانتقاد شديد اللهجة من قبل مجلس الوزراء الذي انعقد قبل يومين، موضحاً أن ذلك التوبيخ جاء بسبب تصريحات وزير الإعلام اليمني التي اتهم فيها البعثات الدبلوماسية اليمنية بأنها تدار من قبل طهران وأنها تابعة للرئيس السابق صالح.
وذكر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، أن المجلس وقف أمام تلك التصريحات مستغرباً من الدور الذي يقوم به الوزير قباطي واعتبر ذلك تحريضاً للدبلوماسيين على الحكومة والشرعية وتصرفات لامسئولة من قبل وزير الإعلام.
يذكر أن مجلس الوزراء وجهة رسالة شكر للبعثات الدبلوماسيه اليمنية وأثنى على أداءها وحثها على بذل مزيد من الجهود لتمثيل بلادهم بشكل أفضل وهو ما عده مراقبون رداً صريحاً على تصريحات الوزير قباطي.