بلاتر يخرج من الباب الضيق وبلاتيني الخاسر الاكبر

الجماهير الثلاثاء ٢٣/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
بلاتر يخرج من الباب الضيق وبلاتيني الخاسر الاكبر

بازل : أ ف ب

تزدحم الاحداث قبل ثلاث ايام من انتخابات مشهودة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي يتنافس فيها خمسة مرشحين (حتى الان )، في حين ان صاحب النفوذ الاقوى فيه لاكثر من عقدين من الزمن يقاتل للدفاع عن براءته.
واذا كان الرئيس الموقوف للفيفا، السويسري جوزيف بلاتر، يريد الخروج بصك البراءة على أبعد تقدير، فان الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي الموقوف ايضا والذي كان ينظر اليه كخليفة لبلاتر في رئاسة أهم منظمة كروية في العالم يعتبر الخاسر الاكبر.
خرج بلاتر اذا من الباب الضيق لفيفا، حيث بسط نفوذه رئيسا منذ 1998 حتى استقالته المفاجئة تحت ضغوط فضائح الفساد المتتالية في الثاني من يونيو الفائت ، أي بعد أربعة ايام من اعادة انتخابه رئيسا لولاية خامسة على التوالي، بعد الفوز على الاردني الامير علي بن الحسين الذي انسحب قبل الجولة الثانية من التصويت.
ولا تزال تداعيات تلك الانتخابات مستمرة حتى الان، ويبدو انها لن تتوقف قريبا، فقبل يومين من التصويت، وتحديدا في 27 مايو 2015، اقتحمت الشرطة السويسرية الفندق الرسمي للوفود واعتقلت بناء على طلب من القضاء الاميركي مسؤولين بارزين أهمهم جيفري ويب من جزر كايمان الذي كان في حينها رئيسا للكونكاكاف ونائبا لرئيس الفيفا، كما وجهت التهم الى مسؤولين آخرين، وشركاء في شركات للتسويق الرياضي.
طالب الاتحاد الاوروبي الذي كان داعما للامير علي بتأجيل الانتخابات، لكنها اجريت وفاز فيها بلاتر، قبل ان يضطر الى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية لانتخاب خلف له في السادس والعشرين من فبراير 2016.
قاوم العجوز السويسري، الذي كان صاحب نفوذ واسع ايضا عندما كان امينا عاما للفيفا في فترة تولي البرازيلي جواو هافيلانج الرئاسة، كل الضغوط للاستقالة فورا، مصرا على انه سيزاول مهماته حتى يوم التصويت.

السفينة لم تصل الى بر الامان سارت الرياح القوية بعكس سفينة بلاتر الذي كان يتباهى دائما بأنه ربان ماهر يوصل السفينة الى بر الامان، فأوقف مع بلاتيني لمدة 90 يوما في البداية قبل ان يصدر الحكم بوقفهما في 21 ديسمبر الفائت لمدة ثماني سنوات عن مزاولة اي نشاط كروي، بعد تسريب حصول الفرنسي على مبلغ مليون دولار من السويسري في 2011 عن عمل استشاري قام به الاول للثاني بين 1999 و2002 بعقد شفهي.
واجه السويسري ظروفا عصيبة بعد قرار الايقاف، ودخل الى المستشفى "لانه لم يتحمل الضغوط النفسية عليه"، وبدأ مع بلاتيني رحلة صعبة لتغيير الحكم وقد مثلا قبل ايام أمام لجنة الاستئناف التابعة للفيفا.
وتوجه "سيب" الثلاثاء الفائت بسرية تامة الى المبنى الذي سيطر فيه على كرة القدم العالمية لفترة طويلة، وصل في الساعة السابعة والنصف صباحا الى مقر الفيفا بعيدا عن انظار الصحافيين لحضور الجلسة الشفوية الحاسمة التي كانت مقررة في تمام الساعة التاسعة صباحا، وفقا لعضو أمن المقر الرئيسي للفيفا الذي اكد ان بلاتر خرج سرا من الباب الخلفي نحو الساعة الخامسة بعد الظهر.

وقال العجوز السويسري (سيبلغ الثمانين في 10 مارس المقبل)الذي بدا عليه الوهن مع انه كان متألقا في الانتخابات الفائتة "الرحيل الذي يدبرونه لي محزن، لكن ما بالامكان فعله؟ هناك حالات لا تملك السلاح لمواجهتها، وفجأة لم يعد لديك اي اصدقاء" وذلك في مقابلة مع راديو مونتي كارلو "ار ام سي".
وتابع "لقد طورنا كرة القدم خلال فترة 40 عاما ولم تصل سابقا الى المستوى الذي اصبحت عليه الان، ويكفي ان تنظروا الى مسابقة دوري ابطال اوروبا لتعرفوا المستوى الذي وصلت اليه كرة القدم".

انفانتينو : لا تحالفات
وفي سياق متصل فقد نفى السويسري جياني انفانتينو، المرشح الرئاسي في الانتخابات القادمة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، احتمالية وجود أي تحالف بينه والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، قبل إجراء الانتخابات نهاية الأسبوع الجاري.

وقال انفانتينو في تصريحات اعلامية "هذه ليست اللحظة المناسبة، هذا الأمر غير مطروح، الانتخابات يجب أن تسير في صالح كرة القدم".

وأضاف الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا": "أعتقد أن الانتخابات الديموقراطية أمر أساسي من أجل تحقيق مصداقية الفيفا كمؤسسة، الفيفا تحتاج في مقعد الرئاسة رئيسا شرعيا من خلال انتخابات".

وجاءت كلمات انفانتينو لتكذيب الشائعات، التي ثارت مؤخرا عن نية المرشح الأوروبي لتغيير موقفه قبل انتخابات الجمعة المقبل، التي ستعقد خلال اجتماع الجمعية العمومية للفيفا في زيوريخ، لدعم الشيخ سلمان في منصب الرئاسة والاكتفاء بتولي منصب الأمين العام في المستقبل.

وتابع انفانتينو: "بالنسبة لي لا يوجد أي شك، سأذهب في 26 فبراير إلى زيوريخ للفوز بالانتخابات، الجمعية العمومية التي تختار الرئيس تشبه نهائيات الكؤوس، يجب تحقيق الفوز فيها".

بن الحسين يعد بمحاربة الفساد
أما الامير الاردني علي بن الحسين الذي يخوض مجددا انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ انتخابه نائبا لرئيس فيفا بين عامي 2011 و2015 فحرص على تطوير الكرة الاسيوية مع اهتمام خاص بالشباب وكرة القدم النسائية.
ويعرف عن الامير علي المولود في 23 ديسمبر عام 1975 وهو ابن الملك الحسين بن طلال من الملكة علياء التي توفيت بحادث طائرة مروحية جنوب الاردن في التاسع من فبراير من عام 1977، بانه شخص متواضع، هادىء وانساني جدا.
الى جانب كونه نائبا لرئيس فيفا سابقا، فهو يشغل ايضا منصب رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم، ورئيس اتحاد غرب اسيا، كما شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الاسيوي.
وقد اراد الامير علي من خلال ترشحه تلميع صورة فيفا التي تلطخت في السنوات الاخيرة بسبب اعمال رشاوى.
يقول الامير علي ان كرة القدم العالمية "باتت في حاجة الى حوكمة من طراز عالمي، ويتعين على فيفا ان يكون مؤسسة تتولى خدمة اللعبة وان يشكل نموذجا يحتذى به في الأخلاقيات والشفافية والحوكمة السليمة".

شامباني الاقل حظوظا
ويرى مراقبون أن الفرنسي جيروم شامباني سيخوض انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من دون طموحات لافتقاده الى الدعم المطلوب خصوصا من قارته الاوروبية التي تقف خلف السويسري جاني إنفانتينو.
وكان شامباني، الدبلوماسي السابق، حاول خوض الانتخابات الفائتة التي اجريت في 29 مايو 2015، لكنه فشل بالحصول على دعم خمسة اتحادات وطنية حسب شروط الترشيح، وهو ما عمل على تأمينه للدخول في المعركة المقررة في 26 الجاري.
ومع الدعم العلني لاوروبا واميركا الجنوبية ووسط اميركا لانفانتينو، واسيا وافريقيا للبحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم، فان لا حظوظ لشامباني في الرئاسة، لكنه مستمر في ترشيحه حتى اللحظة.
كشف شامباني ( 57 سنة) انه حصل على دعم 8 اتحادات وطنية، ويعول على عدم تصويت الاتحادات القارية في الانتخابات ككتلة واحدة، ووجه رسالة الى الاعضاء الـ209 في الاتحاد الدولي يقول فيها: "بعزم واحترام، اقف امامكم مرة اخرى كمرشح لرئاسة الفيفا في 26 فبراير 2016. احداث الاشهر القليلة الفائتة جددت اصراري لاكون مرشحا".