القاهرة - ش رغم كل مأثارته مذكرات الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى من جدل ، وبرغم مااحتوت عليه من أحداث أثارت الانقسام والاختلاف ، إلا أنها لم تخل من طرائف شهدتها مسيرته الدبلوماسية الحافلة بالنجاحات
سائقو الشاحنات ينقذونه من ورطة hنديرا غاندي
يروى موسى في مذكراته فترة عمله سفيرا في الهند ، والتي بدأت في ديسمبر 1983م ، وخوفه من لقاء رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي ، بعدما سمع من جميع السفراء عن انشغالها عنهم بالتقليب فى أوراقها، وتركهم يسترسلون فى الحديث لعدة دقائق بينما تنظر فى أوراقها إلى أن يدفعهم الحرج للانصراف .
يروى موسى تفاصيل لقائه الأول بها قائلا " لاحظت أنها بعد دقيقة أو دقيقة ونصف بدأت لا تهتم بكلامى لإجبارى على الاستئذان فى الانصراف. وبدون تجهيز سابق منى نظرت إليها قائلا: يا سيادة رئيسة الوزراء.. خلال الفترة القصيرة التى قضيتها هنا فى الهند اكتشفت تشابها كبيرا بين المصريين والهنود.
وضعت الملف الذى سحبته أمامها وقالت بصوتها الرفيع وأمارات الاهتمام بادية عليها: «أى تشابه؟». قلت لها على الفور: (سائقو الشاحنات)، فنظرت إلى وقالت: «سائقو الشاحنات؟»، وكان شيئا غريبا أن نبدأ حديثنا عن سائقى الشاحنات !
واستمر اللقاء لمدة 37 دقيقة ، فى حين أنها لا تمنح معظم السفراء ــ كما علمت بعد ذلك ــ أكثر من 15 على الأكثر ــ مهما كانت أهمية العلاقات أو الموضوعات المطروحة.
هدية القذافي التي تأخرت عني سنة
واقعة طريفة أخرى بطلها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي يرويها موسى في مذكراته قائلا " فور تعيينى وزيرا للخارجية، سرى همس قاده الرئيس الليبى الراحل، معمر القذافى، مؤداه أن عمرو موسى القادم من نيويورك لترؤس الدبلوماسية المصرية ما هو «إلا مبعوث أمريكانى لمصر» .
ويضيف " بعد تعيينى بفترة قصيرة جاء القذافى فى زيارة إلى القاهرة. نصب خيمته الشهيرة فى قصر القبة الرئاسى؛ ولأنه كان يتشكك فى شخصى وفى نواياى أرسل هدايا تذكارية (ساعة يد) لكبار المسئولين المصريين، أعضاء الوفد الرسمى الذى خاض مباحثات مع الوفد المرافق له إلا وزير الخارجية.
وحول اول لقاءاته بالعقيد الليبي يقول موسى " لقائى الأول بالقذافى جاء خلال زيارتي ليبيا وجلست أمامه، لكننى فوجئت به ينظر إلى السماء، ويتجنب النظر إلى؛ لأننى كنت وقتها فى نظره «أمريكانيا» أو ربما عميلا.
يضيف موسى " ظل القذافى طيلة الجلسة ينظر يمينا ويسارا إلى السماء. ينطق بكلمتين ثم يسكت. كان من السهل جدا على أن أجذب انتباهه. حدثته عن كتاب جديد كان صادرا للتو يتحدث عن البحر المتوسط وحلف شمال الأطلنطى (ناتو) والقوة الأوروبية، فاهتم جدا بمعرفة التفاصيل الموجودة فى الكتاب، الذى لم يكن قد سمع بصدوره من قبل. أخيرا بدأ ينظر فى اتجاهى. وقد داعبته بأن بدأت أتكلم وأنا أنظر إلى السقف، ولا أرى إن كان قد فهم الرسالة أم لا. ولكن الأمور تحسنت منذئذ.
ويؤكد موسى أنه بعد أن ظهرت توجهاته ومواقفه فى الأطر العديدة للدبلوماسية العربية والدولية قال القذافى: «كنت متحفظا إزاء عمرو موسى؛ لاعتقادى أنه أمريكانى، لكننى أدركت كم كنا مخطئين؛ لأن التجربة أثبتت أن موسى رجل وطنى صميم». بعد نحو سنة وجده يرسل له بدون مناسبة «ساعة» وكانت هى «ساعة اليد»، التى احتفظ بها ولم يهدها إلىه فى زيارته للقاهرة، باعتبار أنه اكتشف أننى عربى لا «أمريكى»!.