«الأوقاف» تدشن نظام الزكاة الإلكتروني

بلادنا الخميس ١٤/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
«الأوقاف» تدشن نظام الزكاة الإلكتروني

مسقط - سعيد الهاشمي - تصوير - شابين

قال مدير مركز الفلك الدولي م.محمد شوكت عودة: «إن حسابات مواقيت الصلاة وتحديد بدايات الأشهر الهجرية في التقويم العماني هي من أدق المواقيت الموجودة في العالم الإسلامي». وأضاف شوكت في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة»: «إن دقة السلطنة في تحديد بداية الأشهر الهجرية معروفة على مستوى العالم، ونحن كفلكين نقوم بتقييم نسب الخطأ لمختلف الدول الإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية، والسلطنة من الدول التي تكاد نسبة الخطأ فيها تقارب الصفر في المئة، فدائمًا ما تتطابق الحسابات الفلكية المسبقة مع الواقع، فلم نشهد أن تعلن السلطنة بدء الشهر بناء على ثبوت رؤية الهلال وكانت الحسابات الفلكية تقول إنه لا يرى، وهذه من المآثر الجيدة ومن المميزات الكبيرة للسلطنة، وعن مواقيت الصلاة فهي أقل خلافًا في العالم الإسلامي ومن المعروف أن السلطنة دقيقة جدًا في تحديد مواقيتها».

منهج السلطنة

وحول تعليقه عن منهج السلطنة في اعتمادها على الحسابات الفلكية في رؤية الهلال في حالة الاستحالة، قال مدير مركز الفلك الدولي: «إن المنهج الموجود في السلطنة هو من أفضل المناهج، لأنها وفَّقت بين الرؤية الشرعية وبين الحسابات الفلكية، فلم تعتمد على الحسابات الفلكية وألغت الرؤية، ولا اعتمدت على الرؤية وألغت الحسابات الفلكية، ومن الخطوات الرائعة التي اتخذتها السلطنة -ونتمنى أن تحذو الدول الأخرى حذوها- أنه إذا غرب القمر قبل غروب الشمس، أي أن القمر غير موجود في السماء في اليوم التاسع والعشرين لا تدعوا السلطنة لتحري الهلال، وهذه خطوة تدل على احترام العلم والعقل». وعن ما يلاحظ من اختلاف بين السلطنة والدول المجاورة في رؤية الهلال، وهل هذا الاختلاف متعمد، أوضح م.محمد شوكت عودة أن السلطنة هي أول من يعلن عن رؤية الهلال من عدمه كونها أول دولة في شرق العالم العربي، من يريد أن يخالف لن يكون أول من يعلن بل سينتظر، وقال: «ما أود التأكيد عليه أنه من الناحية الفلكية العلمية أن المنهج المتبع في السلطنة هو المنهج الصحيح، وأن بدايات الأشهر الهجرية التي تعلن في السلطنة دقيقة ولا يمكن أن يشوبها أو يتهمها أي أحد بالخطأ أو تعمد الاختلاف». جاء ذلك على هامش احتفال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية صباح أمس بتدشين الهوية الجديدة لتطبيق التقويم العماني، ونظام الزكاة الإلكتروني، برعاية وزير الداخلية معالي السيد حمود بن فيصل بن سعيد البوسعيدي بفندق جراند حياة مسقط.

حفل التدشين

قال مدير دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية م.عمار بن سالم الرواحي في كلمة له خلال حفل التدشين: «يُعتبرُ علمُ الفلكِ من العلومِ القديمةِ التي اهتمَّ بها العلماءُ واشتغلوا بها وكان لهم الشغفُ في التبحرِ في مكنوناتِ هذا الكونِ الفسيح». وأضاف الرواحي: «ينقسمُ علمُ الفلكِ إلى قسمين: أولًا علمُ الفلكِ الرصديِ والثاني علمُ الفلكِ النظري، فالأولُ يركزُ على دراسةِ الأجرامِ السماويةِ من خلالِ عملياتِ الرصدِ بالآلاتِ المخصصةِ لذلك، والثاني يهتمُ بالنظرياتِ الفلكيةِ والحساباتِ الرياضيةِ والفيزيائيةِ وبناءِ النماذجِ الفيزيائيةِ التي تفسرُ الظواهرَ الفلكية، والنوعانِ مكمِّلانِ لبعضِهما ويعملانِ بشكلٍ متقاطعٍ ومتكامل، ولحاجةِ المسلمينَ لذلك فقد برعوا في هذا العلمِ الواسعِ وبلغوا فيه القدحَ المعلّى، فتيسّر بهذا العلمِ أداءُ العباداتِ كمعرفةِ أوقاتِ الصلواتِ ومعرفةِ مواعيدِ الصيامِ والحجِ والزكواتِ وغيرِها من العباداتِ اليوميةِ والشهريةِ والسنوية». وأوضح الرواحي إن التقويمَ ضرورةٌ اجتماعيةٌ حضاريةٌ لا غنى لأيِّ أمةٍ من الأممِ عنه في كلِ مِفصلٍ من مفاصلَ التداخلِ المجتمعي، وما يتعلقُ بحياتِه اليوميةِ كالزراعةِ والتجارةِ والنشاطِ العلميِّ وغيرِها، وتتنوعُ الحاجةُ إليه بين الفرديةِ والجماعية، وقد جعلَ اللهُ من حركةِ الشمسِ والقمرِ دليلاً يُهتدى به إلى معرفةِ السنينَ والحساب، ولكلِ أمةِ من الأممِ تقويمُها الخاصُ يحفظُ لها هويتَها ويدافعُ عن ثقافتِها ويحددُ مواعيدَ مناسِكِها، وعلى هذا فإن التقويمَ يمثلُ لكل مجتمعٍ تاريخُه وحضارتُه وهويتُه وذاكرتُه.

وأكد الرواحي أن التحولَ الرقميَّ أصبحَ واقعًا وليس خيارًا وأن مواكبةَ ذلك تفرضُها التغيراتُ المتسارعةُ التي لا تخطئُها العين وأن التوقفَ عند نقطةٍ محددةٍ ليس في صالحِ أيِ مجتمع وأن مواكبةَ التطورِ التقنيِ هو الطريقُ الذي تفهمُه الأممُ المتقدمةُ وتلمسُه الأجيالُ المتعاقبة، ولكن لا يخدشُ التجديدُ والتحديثُ والتطويرُ في جدارِ الثوابتِ والهويةِ بل يتماشى بمرونةٍ واقعيةٍ مع المتغيرات، وهذا ما حملته وزارةُ الأوقافِ والشؤونِ الدينيةِ بعنايةٍ وثبات، ويظهرُ جليًّا في التقويمِ العماني بشقيهِ الورقيِّ والإلكتروني من خلالِ هذا التطبيقِ الذي بدأ منذ العام 2012، وها هو يَلبسُ حلةً جديدةً بتحديثاتٍ جديدةٍ ومعلوماتٍ إضافيةٍ مفيدةٍ وخدماتٍ عديدةٍ للمجتمع، وبين طياتِه يحملُ رسالةً واضحةً ومرونةً تحافظُ على استمراريتِه من خلالِ قدرته على التفاعلِ والتعاطي الإيجابي ما يجعلُه منصةً خِدميةً تساهمُ في الاستدامةِ والتجديدِ والتحفيز، ولا يغفلُ عن تضمينِ المشاركةِ المجتمعيةِ فيه.

حساب مواقيت الصلاة

وألقى مدير مركز الفلك الدولي م.محمد شوكت عودة كلمة أوضح فيها أنه وبالنظر على مكونات أي تقويم، فإن تميز التقويم يكون عادة بالأمور الآتية: أولًا: المعايير المعتمدة لحساب مواقيت الصلاة، مثل زاوية صلاة الفجر وزاوية صلاة العشاء، وإدخال أثر الارتفاع عن سطح البحر على موعد صلاة المغرب وموعد شروق الشمس، وغير ذلك من المعايير الأخرى. وثانيًا: دقة المواقيت المحسوبة، فكما أن المعايير المعتمدة يجب أن تكون صحيحة ودقيقة، فإن المعادلات الرياضية المستخدمة يجب أن تكون دقيقةً أيضًا. وثالثًا: أن يكون التقويم شاملًا لمختلف مناطق الدولة، بحيث تبيَّن مواقيت الصلاة بشكل واضح للمناطق الرئيسية وللمناطق ذات الوجود السكاني الكثيف. رابعًا: دقة المعيار المعتمد لتحديد بدايات الأشهر الهجرية، بحيث تتطابق بداية الشهر الهجري المحسوب مسبقًا قدر الإمكان مع نتيجة تحري الهلال الفعلية. وخامسًا: أن يحتوي التقويم على معلومات عامة أخرى، مثل الأحداث الفلكية المهمة من كسوف وخسوف وزخات شهب وأطوار للقمر وظهور مميز للنجوم والكواكب، وبعضها يضيف شروق وغروب القمر وصورة لطور القمر. وإضافة إلى ذلك تضيف بعض التقاويم موقع القبلة ومواعيد المواسم والأنواء والطوالع ومنزلة القمر ومنزلة الشمس، ويضيف بعضها معدل درجة الحرارة العظمى والصغرى اليومي، ويضيف بعضها مواعيد المد والجزر بالنسبة للعاصمة.

وقال م.محمد شوكت: «بالنظر إلى التقويم العماني نجده متميزًا في جل ما سلف ذكره، بل يحتوي التقويم على ميزة لا نكاد نجدها في أي تقويم آخر، وهي إدراج خريطة سماوية تبين موقع الهلال في السماء وقت غروب الشمس عند بداية كل شهر هجري، إضافة إلى تقرير مفصل وواضح لظروف رؤية الهلال من مختلف مناطق السلطنة».
وأضاف: «لم يقف التقويم عند هذا الحد، فما كادت تقاويم أخرى أن تصل إلى مستوى التقويم العماني نفسه، حتى خطا التقويم خطوة تعدُّ نقلة نوعية، ألا وهي إصدار تقويم إلكتروني وهو ما تطبيق التقويم العماني».

التقويم الإلكتروني

وبيَّن مدير مركز الفلك الدولي أن لنسخة التقويم الإلكتروني بشكل عام مزايا مهمة، نذكر منها: أولًا: سهولة توزيعه وإيصاله للناس، ففي حين إن التقويم المطبوع قد يجد صعوبة لإيصاله لكل مدينة وقرية وتجمع سكاني، فإن التقويم الإلكتروني خير سبيل لجعل مواقيت الصلاة متوافرة بين أيدي الناس بكل يسر وسهولة. ثانيًا: سهولة التحديث، ففي حين إن النسخة المطبوعة لا يمكن تحسينها أو تحديثها بعد الطباعة إلا في العام الآتي، فإن النسخة الإلكترونية من السهل جدًا تحديثها وإضافة أية معلومة في أي وقت إذا دعت الحاجة. ثالثًا: وهذه قد تكون من أهم مميزات التقويم الإلكتروني، فالتقويم المطبوع محدود الإمكانيات من حيث إدراج عدد كبير من المناطق، وهذه الإشكالية لطالما أرَّقت معدِّي التقاويم، مما دفعهم أحيانًا لعدم إدراج بعض المناطق رغم وجود سكان فيها، أو أجبرهم على إدراج مواقيت بعض المناطق بصيغة فروق توقيت يعاد إدراجها كل شهر! أما في التقويم الإلكتروني فهذه العقبة غير موجودة إطلاقًا، ففتح التطبيق الإلكتروني الباب على مصراعيه لإدراج أي منطقة في التقويم دون عناء التفكير بوجود مساحة على الورق لإدراج هذه المنطقة أو تلك.

التقويم العماني

يتيح التقويم الإلكتروني معرفة التاريخ الهجري والميلادي، وأوقات الصلاة والتنبيه لها، ومعرفة شكل القمر في كل ليلة، ومعرفة الحسابات والأحداث الفلكية لمدة عام كامل، كما يتيح التطبيق أيقونة لمعرفة اتجاه القبلة والمساجد المجاورة للمستخدم، ويوفر التطبيق الإطلاع على الحِكَمِ المصاحبة، وبرنامج تحويل التاريخ، وإعداد مفكرة إلكترونية، وتوجد بالتطبيق صفحة خاصة بالخدمات التي تقدمها الوزارة.