هل ينتهي عصر النفط

بلادنا الخميس ١٤/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص

مسقط - فريد قمر

يشهد العالم تطورًا كبيرًا في استخدام الطاقة البديلة، لا سيما في مجالات حيوية أبرزها قطاع السيارات.

دول اقتصادية كبرى على رأسها الصين وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية كشفت أنها تعمل على وضع جدول زمني لحظر إنتاج وبيع سيارات الطاقة التقليدية في ظل توجه صناعة السيارات العالمية بشكل متزايد نحو إنتاج السيارات الكهربائية.
فهل أعلنت الطاقة البديلة العدَّ العكسي لانتهاء العصر النفطي؟ للخبراء رأي آخر.
يقول الخبير النفطي د.جمعة الغيلاني: «إن مستقبل النفط ما يزال زاهرًا». ويضيف في تصريح لـ«الشبيبة»: «من الواضح أن البدائل تنمو، لكنها في المقابل لن تكون جاهزة لتلبية الطلب المتزايد الذي يبلغ الآن عشرات الملايين من البراميل يوميًا، فضلًا عن كون كلفة النفط باتت أقل بكثير مما كانت عليه منذ سنوات».
ويؤيد الخبير الاقتصادي لؤي بطاينة وجهة النظر القائلة بعدم أفول قطاع النفط، ويعتبر «أنه في الوقت الذي تتطور فيه البدائل عن النفط، يشهد القطاع كذلك تطورًا في استخداماته». ويضيف بطاينة لـ«الشبيبة»: «حتى في حال تراجع السيارات العاملة على النفط فإن هذا لا يعني أننا لن نشهد سيارات عاملة على الوقود في السنوات المقبلة، فضلًا عن كون تلك السيارات ستحتاج إلى الطاقة الكهربائية التي بدورها تحتاج إلى مزودات للطاقة ومحطات ضخمة والتي يعمل جزء كبير منها على النفط».
ويتساءل بطاينة: «ثمة استثمارات ببلايين الدولارات حول العالم في النفط، فهل يمكن تخيل أن تلك الاستثمارات ستغدو من دون قيمة خلال سنوات؟! هذا غير ممكن، لكن ما يمكن توقعه هو حصول تحول باستخدامات النفط نفسها فتستمر الاستثمارات والحاجة إلى القطاع النفطي».
بدوره، يســـتبعد الخبير الاقتصادي الجزائري عبدالرحمن عية انتهاء عصر النفط، «على الأقل ليس قبل 70 عامًا». ويقول لـ«الشــبيبة»: «النفط ليـــس مجرد مورد طبيعي يجري استخلاص مختلف أشــكال الوقود منه، بل من الناحية الاقتصادية هو أحد أشــكال الثروة كالذهـــب والعقـارات، ســـواء في شكله الطبيعي أو من خلال المضاربة عليه بوصـــفه أصـــلًا ماليًا في مختلف البورصات العالمية».
ويعتبر أن الهدف الأساسي من الإعلان عن الاستغناء عن الوقود وتزامنه مع اقتراب البحث في تخفيض إنتاج النفط هو التأثير على الأسعار ومحاولة كبحها، لتبقى عند مستوياتها الحالية.