تقرير إخباري الأزمة الإنسانية في ميانمار تتصاعد.. استمرار إحراق قرى الروهينجا لإجبار المزيد على الفرار

الحدث الاثنين ١١/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٣ ص

يانجون – رويترز

قال مصــدران معنيان بمراقبة الوضع في ميانمــــار إن مزيدًا من القرى جرى إحراقها أمس الأول السبت في منطقة بشمال غرب ميانمار لجأ إليها عدد من مسلمي الروهينجا هربًا من موجة عنف اجتاحت المنطقة.

وأضاف المصدران أن الحرائق اجتاحت ما يصل إلى أربعة تجمعات سكنية جديدة في راثيدونج لتدمر بذلك كل قرى المسلمين في المنطقة.
وقالت كريس ليوا من جماعة (أركان بروجيكت) المعنية بمراقبة أوضاع الروهينجا «رويدا رويدا يجري إحراق قرية تلو الأخرى. أعتقد أن الروهينجا لم يعد لهم وجود بالمرة في راثيدونج».
وأضافت: «كانت توجد 11 قرية للمسلمين (في راثيدونج) وبعد اليومين الفائتين يبدو أن جميعها تعرض للدمار».
ولا يسمح للصحفيين المستقلين بالدخول إلى المنطقة إذ تقول ميانمار إن قوات الأمن تجري عمليات تطهير للتصدي «للإرهابيين المتطرفين».
ويقول مراقبون معنيون بحقوق الإنسان وأفراد من مسلمي الروهينجا الذي فروا من المنطقة إن الجيش وأفراد لجان شعبية من عرقية الراخين شنوا حملة لإضرام الحرائق بهدف إجبار المسلمين على الفرار.
وراثيدونج هي أبعد منطقة يقطنها الروهينجا عن الحدود مع بنجلادش. ويخشى موظفو إغاثة من وجود أعداد كبيرة من المسلمين محاصرين هناك.
من جهة أخرى أعلن مسلحو الروهينجا وقفًا لإطلاق النار من جانب واحد لمدة شهر بدءًا من يوم أمس الأحد لتمكين منظمات الإغاثة من المساعدة في تخفيف أزمة إنسانية في شمال غرب ميانمار.
وفر ما يقرب من 300 ألف من الروهينجـــا إلـــى بنجلادش ونزح 300 ألف من المدنيين غيـــر المسلمين داخل ميانمار بعــد أن شن الجيش هجومًا مضادًا فـــي أعقاب هجمــات نفذها جيش إنقاذ روهينجا أراكان (آرسا) على 30 موقعًا للشرطـــة وقاعـــدة للجيـــش في 25 أغسطس.
وقال آرسا في بيان «يشجع آرسا بقوة كل الأطراف الإنسانية المعنية على استئناف مساعداتهم الإنسانية لكل ضحايا الأزمة الإنسانية بغض النظر عن خلفيتهم العرقية أو الدينية خلال فترة وقف إطلاق النار».
كما دعا آرسا جيش ميانمار إلى إلقاء السلاح والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل الأشخاص المتضررين.
وكثفت منظمات الصليب الأحمر عملياتها في شمال غرب ميانمار الذي يمزقه العنف بعد أن اضطرت الأمم المتحدة لتعليق أنشطتها هناك في أعقاب تلميحات من الحكومة بأن المنظمة الدولية دعمت متمردي الروهينجا.
وقال عمال إغاثة: «إن أزمة إنسانية حادة تتكشف في ميانمار.
وآلاف النازحين تقطعت بهم السبل أو لا يجدون طعاما منذ أسابيع.
وقالت جوي سينجال من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر «أصبحت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية غير مرحب بها في راخين... وأصبحت عاجزة عن العمل وعلى ضمان سلامة وأمن عامليها ومتطوعيها».
وأضافت: «في مثل هذه الأجواء وجهت الحكومة الدعوة للصليب الأحمر لمساعدتها».
ويشعر عمال الإغاثة بالقلق لأن الكثير من الروهينجا بلا طعام منذ منتصف يوليو عندما لم يعد بمقدور برنامج الأغذية العالمي، الذي يزودهم بالطعام والمساعدات المالية، مواصلة العمل.
وقامت الأمم المتحدة بإجلاء العاملين «غير الضروريين» من المنطقة بعد تلميحات من الحكومة بأن برنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثة دولية دعمت المتمردين بعد وقت قصير من الهجمات.
وقالت جوي إن الحكومة ستتولى «التنسيق وتسهيل» الأعمال في حين سيدير الصليب الأحمر أعمال «التقييم ومساعدات الإغاثة والتنفيذ».
وما زال الآلاف يحاولون عبور الجبال والغابات الكثيفة وحقول الأرز من أجل الوصول إلى بنجلادش.
وقالت الحكومة إنها ستقيم مخيمات للنازحين ولكــن هـــذه الخطوة قد تثير معارضــــة بعض الخبراء المعنيين بالشؤون الإنسانية.