تدشين المرحلــة الثـــانية مـــن الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة

بلادنا الاثنين ١١/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
تدشين المرحلــة الثـــانية مـــن 

الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة

مسقط -
دشنت السلطنة أمس الأحد المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة للفئة العمرية من (20 إلى 35)، التي تنفذها وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى في الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر الجاري، وستشمل جميع محافظات السلطنة ما عدا محافظتي ظفار والوسطى اللتين جرى الانتهاء منهما في المرحلة الأولى من التحصين التي نفذت في شهر مايو الفائت.

دُشِّنت المرحلة الثانية من الحملة رسميًا في محافظة مسقط بمركز الخوير الشمالية الصحي، برعاية وزير الدولة ومحافظ مسقط معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، وبحضور وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي، وعدد من المسؤولين والعاملين الصحيين ونخبة من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

برنامج التدشين

تضمن برنامج التدشين عرضًا مرئيًا عن التحصين، بعد ذلك قام وزير الدولة ومحافظ مسقط معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي بمعية معالي وزير الصحة بتدشين الحملة رسميًا، واطلعا على سير عملية التحصين بمركز الخوير الشمالية الصحي.
كما دشنت الحملة أمس في باقي المحافظات المستهدفة برعاية أصحاب السعادة المحافظين، وبحضور أصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة.
وضمن إطار أنشطة وفعاليات الحملة المختلفة والمتنوعة أقيمت مساء أمس الأول السبت بمركز سيتي سنتر الموالح فعالية حضرها جناب السيد محمود بن مشعل آل سعيد ونخبة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي وزوار المركز، جرى فيها التعريف بالحملة وتطعيم مجموعة واسعة من زوار المركز ممن هم ضمن الفئة العمرية المستهدفة.وقد بدأت المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة المصرح لها والمؤسسات الصحية غير التابعة لوزارة الصحة مثل الجهات العسكرية والأمنية وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس وغيرها باستقبال الفئة المستهدفة من المواطنين والمقيمين في المحافظات الذين يجري تطعيمهم بالمجان.
تسهم هذه الحملة الوطنية في القضاء على مرض الحصبة وقطع سريان المرض وتقليل حدته وسد الفجوات المناعية وتعزيز المناعة لدى المجتمع، والمحافظة على خلو السلطنة من المرض، وستشمل حملة التطعيمات الفئات العمرية من (20 إلى 35) سنة بلقاح الثلاثي الفيروسي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR).

المرض وأعراضه

يعرَّف مرض الحصبة بأنه مرض فيروسي حاد شديد العدوى ينتشر بين الأطفال خاصة وقد يصاب به الكبار أيضًا، وتنتقل العدوى به من الشخص المصاب إلى آخر سليم عن طريق الرذاذ المتطاير منه والناجم من العطس والسعال أو عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب وبملامسة إفرازاته كإفرازات الأنف والحلق الملوثة بالفيروس، كما أن الشخص المصاب بالمرض يصبح قادرًا على نقل المرض قبل أربعة أيام من ظهور الأعراض عليه، وتستمر قابلية نقل العدوى لأربعة أيام أخرى بعد ظهورها. وتتراوح فترة الحضانة لفيروس الحصبة ما بين 10-14 يومًا (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدة من لحظة دخول الفيروس إلى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض).
وتعدُّ جميع الفئات العمرية التي لم تتلق لقاح الحصبة أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض، وتكون الإصابة أخطر وأعلى بين الأطفال وخصوصًا من لديهم سوء تغذية، والنساء الحوامل، والعاملين الصحيين، ومرضى نقص المناعة أو ذوي المناعة المنخفضة.
ولا يوجد هناك علاج محدد لهذا المرض الفيروسي لذلك يجب التركيز على طرق الوقاية والتحصين ولتجنب المضاعفات الناتجة عن العدوى، ويجب توفير العناية الداعمة كالتغذية السليمة والسوائل ومخفضات الحرارة، بالإضافة إلى إعطاء فيتامين (أ) للحماية من العمى والتقليل من خطر الوفاة حسب توصيات الطبيب المعالج.
والتطعيم (التحصين) باللقاح هو الطريقة الأكثر فاعلية للحماية من مرض الحصبة ومضاعفاتها، ويعدُّ لقاح الحصبة من أكثر اللقاحات مأمونية وأسهم في خفض عدد الحالات والوفيات عالميًا على مدى أكثر من خمسين عامًا منذ اكتشافه. كذلك ينبغي تجنب طرق نقل عدوى المرض.

اللقاحات والطعوم

وخلال فترة الحملة الوطنية سيجري توفير اللقاح مجانًا للمواطنين والمقيمين على حد سواء في المؤسسات الصحية في المحافظات في الفترتين الصباحية والمسائية من 7:30 صباحًا حتى الساعة 9 مساءً. كذلك ستكون هنالك مراكز للتطعيم المعلن عنها حسب كل محافظة. أما المبتعثون للعمل أو الدراسة من الفئة العمرية من 20 إلى 35 سنة، فيمكنهم أخذ اللقاح قبل سفرهم أو حين عودتهم إلى السلطنة من المراكز الصحية التي يتبعونها. ويمكن لمرضى الفشل الكلوي الذين يتوجب عليهم الغسيل المستمر أخذ اللقاح إذ لا توجد هناك أي موانع طبية من أخذه.
أما الأشخاص الذي يعانون من مشاكل مرتبطة بالصفائح الدموية سواء المؤقتة منها أو المزمنة فيتوجب عليهم مراجعة الطبيب المختص المتابع لحالتهم الطبية للتأكد من إمكانية أخذ اللقاح، وتحديد الوقت المناسب لأخذه حسبما تستدعي حالتهم المرضية.
وتنصح الفئة العمرية المستهدفة بالتحصين بالتبرع بالدم قبل الحصول على اللقاح أو تأجيل التبرع بالدم لمدة (30) يومًا بعد التطعيم (4 أسابيع من تاريخ أخذ لقاح الحصبة قبل التبرع بالدم).
ويمنع إعطاء اللقاح لكل من: الحوامل، والأشخاص المصابين بنقص المناعة ومرضى نقص المناعة سواء الوراثية منها أو المكتسبة إلا إذا رأى الطبيب المختص المتابع لحالتهم في المؤسسات الصحية إمكانية أخذ اللقاح حسب المؤشرات الطبية التي تقيّم كل حالة على حدة، والأشخاص المصابين باللوكيميا (سرطان الدم) أو الأنواع الأخرى من السرطانات، والأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص ذوي الحساسية المفرطة للنيومايسين والجيلاتين.
ولا يجب على النساء الحوامل أن يأخذن لقاح الحصبة وعلى المرأة الحامل من الفئة العمرية المستهدفة الانتظار إلى ما بعد الولادة.
أما المرضعات من النساء فيعدُّ اللقاح آمنًا في فترة الرضاعة. وعلى النساء المستهدفات بالتطعيم من الفئة العمرية المذكورة تجنب الحمل خلال فترة (4) أسابيع على الأقل بعد أخذ لقاح الحصبة. وفي حالة عدم التأكد بوجود حمل، ينصح بالقيام بفحص الحمل قبل أخذ اللقاح.

التقصي الوبائي

وتصنف السلطنة من بين الدول التي هي في مرحلة القضاء على مرض الحصبة، فقد طبقت العديد من الاستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائية والإجراءات الوقائية لبلوغ هذه المرحلة والتي جرى من خلالها الوصول إلى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام الفائتة، والذي وصل إلى قرابة الصفر للحالات المحلية لكل مليون حالة حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة.
إلا أن مؤشرات نظام التقصي والترصد الوبائي بوزارة الصحة سجلت عدة فاشيات لمرض الحصبة في مختلف محافظات السلطنة خلال الأعوام الثلاثة الفائتة، فقد بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة في السلطنة (114) حالة إيجابية في العام 2016، وقد استمر ظهور حالات المرض في بعض محافظات السلطنة فبلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة (89) حالة من بداية العام 2017 حتى نهاية أغسطس الفائت.
وقد أثبتت الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة في مرحلتها الأولى متانة النظام الصحي في السلطنة، وجدية العاملين الصحيين والمواطنين والمقيمين الذين حرصوا على الاستفادة من هذه الحملة ودعمها وإنجازها.
وحرصًا على سلامة المجتمع وحمايته فإن وزارة الصحة تناشد المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية ما بين 20 و35 سنة (مواليد 1982 حتى 1997) بضرورة التجاوب مع المرحلة الثانية للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة، والتوجه إلى المؤسسات الصحية ومراكز التطعيم المصرح لها حسب التواريخ المحددة لكل محافظة، وذلك لتلقي التحصين المذكور مجانًا من أجل حمايتهم من الإصابة بالمرض وقطع سرايته، لمجتمع خالٍ من الحصبة.
كما تهيب الوزارة بالجميع أخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة من وزارة الصحة، أو مركز الاتصال بالوزارة، وعدم الالتفات للشائعات. مع التمنيات للجميع بالصحة والعافية.