المنتخب.. الانتظار الأصعب

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
المنتخب.. الانتظار الأصعب

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

حقق منتخبنا الوطني الأسبوع الفائت فوزًا عريضًا وسهلًا على ضيفه منتخب المالديف في تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل لكاس الأمم الآسيوية 2019، ليرفع بالتالي رصيده إلى ست نقاط من ثلاث مباريات. المنتخب لم يقدم المأمول منه على مستوى الشكل العام، فالجماهير تابعت مباراة مقبولة نسبيًا في الشوط الثاني فقط، ولم تظهر لهم هوية واضحة للفريق بعد المعسكر الطويل في النمسا الذي أراده فيربيك منطلقًا لخطة عمل جديدة للمرحلة المقبلة، وكان المشهد جليًا في مباراة أفغانستان الودية التي كانت عادية لأبعد الحدود، صحيح أننا فزنا وديًا على أفغانستان ورسميًا على المالديف لكننا لم نشاهد فريقًا جميلًا ونحن نلعب مباراتين أمام فرقٍ أقل منا في الإمكانيات والمستوى والطموح والتصنيف الدولي، ونحمد الله أننا في هذه الفترة لم نلعب مع منتخبات قوية وإلا كان هناك كلام آخر. ربما هذا الأمر يتماشى مع تصريحات فيربيك حين قال إنه في التصفيات يبحث عن النقاط وليس المستوى، وكأننا نلعب مع فرق المقدمة في القارة فإذا كان المستوى والشكل العام للفريق لا يظهر أمام أفغانستان والمالديف فمتى سيظهر؟! وإذا كان الفريق بهذا الشكل العادي جدًا في مباريات سهلة وبسيطة فماذا كان سيكون حاله لو لعبنا مع الكبار؟! نحن يا (كوتش) فيربيك خسرنا وبقيادتك أمام فلسطين وبأداء ضعيف في الاختبار الذي يمكن اعتباره قويًا ولو بشكل نسبي، ولن ينسينا الفوز الكبير على بوتان والمالديف شكل المنتخب الذي تابعناه ونحن متفقون في الأصل بأننا نخوض تصفيات سهلة والتأهل منها ليس بالمعجزة أو العمل الشاق. أعلم أن التركة ثقيلة والمشكلة لم تتسبب فيها أنت، وأعلم أن البناء عملية صعبة، والعودة إلى الواجهة يتطلب أشياء كثيرة، لكن عليك على الأقل إقناعنا بأن المنتخب في حالة تطور من مباراة إلى أخرى، فهذه المباريات في متناول اليد وعلينا أن نخوضها بكل ثقة ونقدِّم فيها كرة جميلة وجملًا تكتيكية واضحة وهجمات كثيرة متنوعة وفرصًا حقيقية للتهديف وهوية واضحة للفريق، ثم إن كلامك بعد مباراة أفغانستان عن المستوى البدني غير المكتمل لأن الدوري لم يبدأ فهو أمر مستغرب لفريق خاض معسكرًا إعداديًا لأكثر من عشرين يومًا بإشرافك وحسب طلبك، كما أننا أدرى بالتحضيرات التي تقوم بها أغلب الأندية لبداية الموسم الكروي، وأتمنى ألا تعوِِّل كثيرًا على ذلك، وعلى كل حال مباراة المالديف الشهر المقبل ستكون بعد انطلاقة الدوري، وأتمنى أن يكون اللاعبون في حالة بدنية جيدة، مع العلم أنهم سيخوضون خمس جولات مضغوطة في نصف شهر.

عزيزي فيربيك، نحن ندرك أن المضي للأمام يحتاج إلى تضافر كل الجهود، ونعلم أن كل طلباتك مجابة، وكل احتياجاتك الفنية وغير الفنية موفرة وبسخاء، لكننا ننتظر أولًا جودة العمل الذي تقوم به والذي يكون تقييمه من خلال المباريات التي يؤديها المنتخب، فهل ستجعلنا ننتظر طويلًا؟ وكم من الوقت يكفيك قبل أن يكفينا لإقناع الجماهير بأن منتخبنا يتطور ويسير في المسار الصحيح؟ وأنه عائد إلى الواجهة تدريجيًا بعيدًا عن أية أعذار ومبررات؟!