بلدية مسقط تعمل على الحد من التلوث الناتج عنها.. دعوة لممارسات معززة للتوازن البيئي مع المخلفات الصلبة

بلادنا الأحد ١٠/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
بلدية مسقط تعمل على الحد من التلوث الناتج عنها.. 


دعوة لممارسات معززة للتوازن البيئي مع المخلفات الصلبة

مسقط -
تشكّل النفايات الصلبة خطرًا بيئيًا عند تراكمها، فرغم كونها مصدرًا أساسيًا لتشويه جماليات المناطق، فهي تُعدّ أيضًا بيئة خصبة لتكاثر العديد من الأمراض والحشرات والقوارض، ويعتبر الإنسان أحد المحاور الأساسية في التعامل مع قضية تراكم المخلفات الصلبة؛ كونها نتاج إجراءات وتصرفات في مجالات مختلفة، ولذا فإن التعامل الصحيح معها بشكل سليم يعمل على الاستقرار البيئي، وعلى تسهيل مهمة تعامل الأجهزة المسؤولة عن جمع ونقل النفايات بشكل عام إلى المرادم المخصصة لها. وتولي بلدية مسقط أهمية كبيرة لقضية التعامل مع النفايات الصلبة من خلال رفع سقف التوعية بمسؤولية الفرد في عدم تفاقم المشاكل البيئية؛ وذلك بركم المخلفات الصلبة في غير أماكنها المخصصة، إذ إن الطرق المناسبة في عملية جمع ونقل وتخزين ومعالجة هذه النفايات مهمة جدًا للمعنيين في قطاع النظافة بالبلدية، وهو ما لا يتناسب عند التخلص الخاطئ للأفراد من هذه النفايات في أماكن غير ما هُيِّئت لأجله، الأمر الذي لا يخدم الواجهة الحضارية للمدينة، ولا يعكس نمطًا اجتماعيًا مسؤولًا للإنسان في عاداته الصحية والحياتية والبيئية بشكل عام.

أنواع النفايات الصلبة

وتسعى بلدية مسقط ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية وكافة مديرياتها الخدمية لوضع الحلول التي تكفل تقليص حجم قضية التلوث البيئي الناجم عن المخلفات الصلبة، وذلك من خلال توعية أفراد المجتمع بخطورة هذه النفايات، وإرشادهم إلى الكيفية المناسبة في التخلص منها، هذا إلى جانب تكثيف الرقابة على جميع المواقع، لضمان عدم التسبب في ممارسات خاطئة أو ظواهر عشوائية تنفي الصورة الحضارية والجمالية لمحافظة مسقط.
وتتنوع هذه النفايات الصلبة التي أشار إليها المختصون بقطاع النظافة في مختلف مديريات بلدية مسقط، إذ إن هناك مخلفات متكوّنة من هياكل المركبات والمعدات والإطارات والزيوت الموجودة بالمنطقة الصناعية، فضلًا عن مخلفات الأخشاب المترامية على الشواطئ، مع وجود مخلفات البناء، والتي تأتي في المقام الأول من حيث خطر تهديدها لمقومات البيئة بتراكمها في الأحياء السكنية أو التخلص منها في بطون الأودية، ويكمن خطر هذا النوع من المخلفات في طبيعتها التي تعطيها حجمًا ووزنًا وكثافة، وهي عوامل تُهيئ بيئة خصبة لتوالد القوارض في ركامها، الأمر الذي يُشكّل خطرًا في محيط البيئة السكانية للأفراد أو حتى لمنتجاتهم الزراعية، مما يلزم معه رفع الوعي الذاتي والانتماء البيئي الذي يضمن للإنسان استقراره وأمنه وغذاءه.

المخلفات الزراعية

أشارت جهود المديرية العامة لبلدية مسقط بقريات إلى انتشار نوع آخر من المخلفات الصلبة، إذ جاءت المخلفات الزراعية الأكثر شيوعًا من بين أنواع الملاحظات الصحية الأخرى؛ بحكم طبيعة ولاية قريات الزراعية، إذ يكثر وجود مخلفات المزارع كالأشجار وجذوع النخيل والسدر والغاف حول مزارع المواطنين والمزارع المهجورة. وتمثل هذه المخلفات نسبة (27 %) من إجمالي الملاحظات الصحية المسجلة طوال هذا العام، تلتها المخلفات البشرية الأخرى بنسبة (24 %) كالسيارات غير القابلة للاستخدام، الإطارات، خزانات المياه التالفة، والمخلفات المنزلية المعدنية والخشبية والبلاستيكية وغيرها. وجميعها تندرج تحت أنواع المخلفات الصلبة التي تهدد التوازن البيئي، إذ ينجم عن رمي المخلفات الزراعية خارج أسوار المزارع نمط سلوكي يؤثر على المحاصيل الزراعية وعلى خصوبة التربة؛ إذ إن تراكم هذه المخلفات يتسبب في كثير من الخسائر المادية والصحية جراء تكاثر القوارض في مثل هذه البيئات. وللحد من ظاهرة تكديس المخلفات الزراعية وجب تضافر الجهود بين الجهات المعنية جنبًا إلى جنب مع بلدية مسقط لإيجاد حل يضمن للمزارع ولمزرعته السلامة، ولضمان صحة البيئة والمنظر العام من المشوهات، وكذلك تحقيق التنمية المستدامة في الجانب الزراعي، وتوعيه المزارعين وتثقيفهم والأخذ بأيديهم لاستغلال مخلفات مزارعهم في الإنتاج الذاتي لأسمدة مزارعهم، ومن البديهي أن التقليل من المخلفات الزراعية يقابله انخفاض في معدلات الإصابة بالآفات والقوارض في المنطقة.

جهود وممارسات إيجابية

وتعزز الممارسات الإيجابية للأفراد التخلص الآمن من النفايات الصلبة، كما أن تنوع المخلفات التي تنتشر في البيئة العُمانية تُحدد طريقة التخلص الأولية لهذه النفايات، وتشير جهود بلدية مسقط ممثلة بكافة المديريات إلى طرق عدة في هذا الشأن، فعند عمل حملات النظافة بالمناطق يتم في البداية التعرّف على أنواع المخلفات الموجودة في المنطقة، من ثم عملية فصل المخلفات بالموقع قبل نقلها إلى مردم النفايات، إلى جانب وضع مخلفات التعبئة وعلب التنظيف داخل أكياس مُحكمة الإغلاق. ويتم التعامل مع المخلفات الصلبة مثل الأشجار ومخلفات المباني والأثاث والمخلفات الإلكترونية والكهربائية بنقلها عن طريق السيارات المكشوفة. أو عن طريق جمعها ونقلها بالمعدات والآلات من المناطق إلى المردم.
كما تقوم البلدية بالتخلص من مشكلة رمي النفايات الصلبة عن طريق غلق منافذ ومخارج وبطون الأودية والمسطحات الخضراء لمنع دخول المركبات. مع اعتنائها بوضع برامج دورية للتخلص من تلك النفايات، وذلك وفق خطة عمل تشمل المواقع التي تقع ضمن نطاق معيّن وتحديد المعدات اللازمة، وكذلك توفير الأيدي العاملة بأعداد مناسبة بحسب نوع النفايات أو كميتها، كما جرت العادة أن يسبق تنفيذ تلك البرامج عمل حملات توعوية من خلال إشراك المجتمع بشكل مباشر فيها، والتشجيع على ثقافة التطوع البيئي. أما بشأن ممارسات الأفراد الإيجابية والتي تدعو إليها بلدية مسقط كحلول أولية قبل تدخل البلدية في نقل المخلفات، فتكمن في أهمية وضع القمامة في أكياس مُحكمة الإغلاق، مع ضرورة الفصل الأولي قبل نقل النفايات، والتجميع السليم لجميع المخلفات.

جهود توعوية وإعلامية

تعمل بلدية مسقط بشكل مستمر على تنظيم برامج توعية وتنفيذ خطة إعلامية هادفة موجهة إلى مختلف أطياف المجتمع من أجل التخفيف من مشكلة تراكم المخلفات الصلبة، وتهدف هذه البرامج إلى ترسيخ أفكار عدة منها تقليل الاستهلاك اليومي، الفصل الأولي عند المنبع، إعادة التدوير والاستخدام، والتخلص من النفايات بالمواقع المخصصة لها. كما توصي البلدية أفراد المجتمع بضرورة معالجة المخلفات الصناعية قبل رميها، مع اللجوء لأنشطة تعليمية في برامج إعادة التدوير لجميع المخلفات الصلبة، بحيث يغدو التعاون البيئي والانتماء للأرض معززًا للسلوك ومقياسًا لتخفيف حدة القضية الناجمة عن تراكم المخلفات الصلبة.

تشريعات بيئية

تتخذ بلدية مسقط من وعي المجتمع تشريعًا قوميًا لصون البيئة، وتعوّل عليه في حفظ المدينة من شتى أنواع التلوث، إلا أن الظواهر العشوائية والمخالفات غير المسؤولة من بعض أفراد المجتمع تنتهك البيئة ومقوماتها، وتجعل من الإجراءات التشريعية محل أهمية وضرورة، إذ تعمل بلدية مسقط ضد كل مَن يتسبب برمي المخلفات الصلبة بتحرير مخالفة له، وحجز الشاحنة في مردم البلدية، مع دفع الغرامة، إلى جانب تنظيف الموقع، وذلك استنادًا للأمر المحلي رقم 55/‏ 2017.
كما جاء المرسوم السلطاني رقم 114/‏ 2001م الصادر بشأن حماية البيئة ومكافحة التلوث معززًا لاتخاذ مثل هذه التشريعات والتي تؤمّن بقاء البيئة العُمانية خالية من التلوث، كما نصت الأوامر المحلية لبلدية مسقط استنادًا إلى الأمر المحلي رقم (1/‏ 2006) الخاص بوقاية الصحة العامة تحت المادة رقم (11) على أنه: يحظر على أي شخص إلقاء أو ترك أو وضع أو إسالة أو إفراز أو حرق أي نفايات في الأماكن العامة أو التخلص منها في غير مواقع التخلص المحددة من قبل البلدية. والمادة رقم (14) التي نصت على أنه: يلتزم مقاولو البناء بالتخلص من مخلفات البناء والهدم في المواقع المتخصصة لذلك، ويجب الاهتمام بنظافة مساكن العمال المؤقتة وتنفيذ الاشتراطات الصحية المقررة.
وتشارك بلدية مسقط مع الجهات الأخرى للتوعية بهذا الخطر البيئي؛ كتعاونها مع أعضاء المجلس البلدي، ومكاتب الولاة، وجمعيات المرأة بالولايات، ووزارة الصحة، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، والمدارس الحكومية والخاصة وغيرها من الجهات ذات العلاقة.