ينطلق اليوم.. مشروع «يشهدون» يسعى لتدريب الشباب في مهارات التوثيق

بلادنا الأحد ١٠/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص

مسقط -
ينطلق اليوم الأحد مشروع تدوين التاريخ الشفوي «يشهدون» ضمن برنامج تعزيز المواطنة والانتماء، وهو أحد البرامج الإستراتيجية للجنة الوطنية للشباب، إذ كانت اللجنة قد أعلنت عن استقبال المشاركات فيه عبر موقعها الإلكتروني في وقتٍ سابق. ويعنى المشروع بتأهيل وتدريب الشباب في مهارات الكتابة المتخصصة ومهارات التصوير والتوثيق لحفظ التاريخ الشفوي إضافة إلى تدريبهم في مهارات التعامل مع الرواة كبار السن.

يسعى المشروع إلى تطوير قدرات الشباب في التعرّف على الموروث الثقافي العُماني والحفاظ عليه، من خلال تأهيل المشاركين وتدريبهم على آليات وفلسفة حفظ التاريخ الشفوي، وتوثيق ما لا يقل عن 60 مقابلة مع كبار السن كتابةً، باستخدام وسائل سمعية وبصرية، وإصدار ونشر كتيبات وأفلام وثائقية ورزمة من الصور بعد الانتهاء من المشروع، وذلك يتم من خلال النزول ميدانيًا لتسجيل وحفظ المعلومات التاريخية من كبار السن الذين عاصروا أحداثًا مهمة اعتمادًا على خبراتهم الشخصية، أو ما سمعوه من أحداث.
ويتضمن التوثيق مفردات أو موضوعات متمثلة في الحكايات والأمثال الشعبية، والعادات والتقاليد الاجتماعية، والطعام، وعادات الزواج والمناسبات، والعائلة والعشيرة وغيرها، كما يشتمل على الكتابة أو التسجيل الصوتي أو عن طريق الفيديو للروايات. ويقوم تدريب الشباب على يد خبراء متخصصين في التاريخ الشفوي، ومشرفين، ومتخصصين بتصنيف المعلومات وعرضها، وذلك من خلال إنتاج الكتيبات والأفلام الوثائقية أو إقامة معارض الصور وغيرها.
ويبدأ تطبيق المشروع بالدورة النظرية اليوم، والتي تستمر 3 أيام، وذلك بقاعة التدريب بهيئة الوثائق والمحفوظات، والتي ينضم إليها المشاركون الشباب خلال الفترة من 10 - 12 سبتمبر؛ وذلك للتدرب على مهارات التوثيق والتدوين التاريخيين، ثم ينتقل المشاركون إلى الميدان في الفترة من (15 - 20 سبتمبر)؛ وذلك لإجراء المقابلات مع كبار السن من خلال ما تم تعلمه في الدورة النظرية، وكل ذلك سيتم تحت إشراف مدير دائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية د.عبدالعزيز بن هلال الخروصي.
وفي تصريح سابق لعضوة اللجنة الوطنية للشباب، مكية الكمزارية، أوضحت أن المشاركة في المشروع تتمثل في أن يتراوح عمر المشارك بين 20 و29 سنة، ويكون متخصصًا في الإعلام أو العلاقات العامة، أو التاريخ، أو الترجمة، وملتزمًا بحضور الدورة، على أن يحظى الباحثون عن عمل بأولوية القبول. وأشارت الكمزارية في تصريحها إلى أن المشروع يمكّن الشباب من التفاعل المباشر مع المصادر التاريخية أولًا، ثم ترجمة هذا التفاعل إلى سلوكٍ واعٍ نحو مواطنةٍ وقيمٍ فاعلة، كما يستثمر طاقات الشباب وإمكانياتهم مما سيكون له أثر مباشر على دورهم في الخطط التنموية لبلادهم، مشيرةً إلى أن «يشهدون» يحقق التكاملية مع المؤسسات الأخرى المعنية بمجال التوثيق من خلال شراكتها واستفادتها من تجربة هيئة الوثائق.
ويطمح القائمون على المشروع بعد الانتهاء من الدورة العملية إلى زيادة مخرجات الشباب المؤهلين على آليات وفلسفة ومنهجيات توثيق التاريخ الشفوي ليصل عددهم إلى 350 شابًا، وتوثيق عدد مقابلات لا تقل عن 1200 مقابلة مع كبار السن كتابةً وباستخدام وسائل بصرية وسمعية، وإصدار ونشر 30 كتيبًا و6 أفلام وثائقية ورزمة من الصور، إضافة إلى تنظيم 40 فعالية لنشر وتوزيع الإصدارات.
وتكمن أهمية الحلقات المتخصصة في توثيق التاريخ الشفوي إلى ضرورة حصر ما يوثق هذا التاريخ، إذ لا وجود لدراسات أو إحصائيات توثق ما أنجز أو جوانب النقص فيه سوى ببيلوغرافيا «رسالة علمية» أصدرها مركز الدراسات العُمانية بعنوان «حكايات شعبية، فهرس مشروح»، وكتيبين (أصلهما ندوتان) أصدرهما المنتدى الأدبي بعنوان «الحكاية الشعبية العُمانية»، تم فيهما توثيق الجهود الكتابية التوثيقية والبحثية والفنية التي أنجزت في الحكاية الشعبية العُمانية.