السلطنة تحتفل باليوم العالمي لمحو الأمية

بلادنا الجمعة ٠٨/سبتمبر/٢٠١٧ ١٧:٤٠ م

مسقط في 8 سبتمبر / العمانية/ تشارك السلطنة دول العالم اليوم الاحتفال باليوم العالمي
لمحو الأمية في وقت تبذل فيه جهودا كبيرة ومتواصلة في هذا الصدد وتحرص على
تشجيع الأميين على الالتحاق بصفوف ومراكز محو الأمية بمختلف المحافظات مما أدى
إلى انخفاض نسبة الأمية في السلطنة في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.

وقالت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "ان الاحتفال باليوم العالمي لمحو
الأمية الذي يركز هذا العام على موضوع ’’محو الأمية في عالم رقمي‘‘ يعد فرصة
للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت
على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام
العالم حيث ان قضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية
المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة".

وقد حظيت جهود محو الأميّة في السلطنة باهتمام بارز منذ فجر النهضة المباركة بناء
على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أعزه
الله - الهادفة إلى نشر التعليم في كافة محافظات السلطنة بحيث تتنوع البرامج التعليميّة
والوسائل المصاحبة لتعليم الأفراد من جميع الفئات لأجل أن يكون متاحًا لكل أفراد
المجتمع، كما سعت وزارة التربية والتعليم جاهدة لمواكبة المستجدات العالمية الخاصة
ببرامج محو الأمية حيث شمل التجديد والتغيير في مجالات محو الأميّة المناهج الدراسية
وطرائق التدريس والوسائل التعليمية ومختلف الأنشطة التعليمية المصاحبة لهذا النشاط
بما يحقق الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة في خطتها لأجل نشر التعليم
للجميع بما يحقق الفائدة المرجوة لبناء المجتمع.

ونظرًا للجهود المستمرة التي بذلتها السلطنة في تخفيض نسبة الأمية تنفيذا لالتزاماتها
الدولية التي وقعت عليها في مؤتمرات دولية تبنتها منظمة اليونسكو ومنها مؤتمر "التعليم
للجميع" الذي عقد بداكار عام 2000م والذي أوصى بتخفيض نسبة الأمية إلى 50% من
معدلاتها الحالية بحلول عام 2015 ، استطاعت السلطنة أن تصل إلى هذه النسبة قبل
حلول ذلك العام، فقد بينت نتائج التعداد العام للسكان والذي أجري في عام 2003م أنّ
نسبة الأمية في الفئة العمرية من 15- 44 سنة هي 9.1%، بينما بينت نتائج التعداد
والذي أجري في عام 2010 أنّ نسبة الأميّة في هذه الفئة ذاتها هي 3.5% كما تشير
آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الأمية بالسلطنة في العام 2015 بلغت 2.2 %
في الفئة العمرية نفسها وهذا إنجاز كبير غير مسبوق يبين حجم الجهد والنشاط الذي تبذله
وزارة التربية والتعليم في محو الأمية.

وتوسعت وزارة التربية والتعليم في البرامج الداعمة لمحو الأمية كمشروع القرية
المتعلمة والمدرسة المتعاونة ومشروع محو أمية العاملين في بعض المؤسسات الحكومية،
ومشروع محو أميّة ذوي الإعاقة ومشروع الحي المتعلم فضلا عن تنفيذ العديد من
الدورات والحلقات التدريبية للعاملين في هذا المجال بمختلف فئاتهم في ديوان عام
الوزارة أو المحافظات التعليميّة والقيام بحملات توعوية في جميع محافظات السلطنة
تهدف إلى استقطاب الأميين من الجنسين لمقاعد الدراسة.

ووضحت منظمة اليونسكو في بيان لها انه ستقام بهذه المناسبة فعالية يومي 7 و 8
سبتمبر الجاري بمقر المنظمة في باريس تتضمن مؤتمرا دوليا حول محو الأمية وسيتوج
بتقديم جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأميّة لعام 2017 وستمنح لعدد من الفائزين من
الأردن وكندا وكولومبيا وباكستان وجنوب أفريقيا ، ويراد من الفعالية "النظر في مسألة
المهارات القرائية التي يحتاجها الناس للاستفادة من المجتمعات التي تزداد رقمنة في كل
يوم ولاستكشاف السياسات والبرامج القرائية الفاعلة التي تتيح تحصيل المنافع التي يتيحها
العالم الرقمي وأهميّة ذلك في التعلّم والتعليم بشأن محو الأميّة، وتبادل وتحليل الممارسات
الواعدة في ما يتعلّق بالسياسات والبرامج التي ترصد وتقيّم وتموّل محو الأميّة في عالم
رقميّ، والبحث في قدرة التكنولوجيّات الرقميّة على دعم التقدّم نحو بلوغ الهدف التنموي
الرابع لا سيما المقصد السادس المعني بالشباب ومحو الأميّة".

ووفقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء هناك 750 مليون شخص أمي حول العالم ما زالوا
يفتقرون لمهارات القراءة والكتابة الأساسية، وتشكل النساء نسبة 63% منهم، كما تضم
هذه الفئة 102 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما منهم 57% من الإناث.

وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالتها بمناسبة هذا اليوم "انتشرت
التكنولوجيات الرقمية في كافة مجالات حياتنا وتؤثر بصورة أساسية على طريقة حياتنا
وعملنا وتعايشنا مع الآخرين، وتقدّم هذه التكنولوجيات الجديدة كما هائلا من الفرص
الجديدة لتحسين حياتنا والتواصل مع العالم أجمع ولكن بإمكانها أيضا تهميش الأشخاص
الذين لا يلمون بالمهارات الأساسية اللازمة لاستخدامها مثل القراءة والكتابة".

وتعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي اعتمدتها المنظمة في سبتمبر 2015
هدف الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم في أي المراحل العمرية، كما أن غاية من
غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة هي ضمان تعلم الشباب المهارات
اللازمة في القراءة والكتابة والحساب وإتاحة فرصة اكتسابها أمام البالغين ممن يفتقدون
إليها.

ويعدّ اليوم العالمي لمحو الأميّة احتفالا سنويّا بارزا ينادي بأهمية محو الأميّة حيث يتم
الاحتفال به بتاريخ 8 سبتمبر منذ عام 1946 .

/ العمانية/
س ش