أشتمُّ منتخبًا في الطريق!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٧/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠١ ص
أشتمُّ منتخبًا في الطريق!

سالم الحبسي
Ssa.alhabsi@gmail.com

السبت..

العنوان العريض هو “منتخبنا يفوز بالخمسة على المالديف” وهذا عنوان من الطبيعي كتابته بعد الانتصار الذي حققه لاعبو منتخبنا في ثالث مبارياتهم بتصفيات كأس آسيا المؤهلة إلى نهائياتها في الإمارات 2019.
من ثلاث مباريات حقق المنتخب “6 نقاط” من فوزين على بوتان والمالديف بإجمالي “19 هدفا”، وخسارة واحدة أمام المنتخب الفلسطيني في الملعب البيتي “2/‏1”، وبالتالي أصبح منتخبنا صاحب الترتيب والتصنيف المتأخر يزحف رويدًا رويدًا للعودة إلى الواجهة.

الأحد..

لا يختلف اثنان بأننا كنا نملك منتخبًا نزهوا به، والذي أطلقنا عليه “سامبا الخليج” وكان لا يشق له غبار وانتهى أو بالأحرى تم القضاء عليه، وفِي العموم أصبح المنتخب الذهبي من الماضي ولا يمكن التباكي عليه بعد فوات الأوان.
ومن الطبيعي أن تبقى المقارنات قائمة ما بين أي منتخب كروي جديد تحت التكوين وما بين أفضل منتخباتنا الكروية وهذا أمر مشروع ومتاح؛ فكلنا نتطلع إلى منتخب مشرِّف قادر على أن يقدّم صولات وجولات كروية على المستوى الخليجي والآسيوي على أقـــــل تقدير كطموح تطالب به الجماهير الكروية؛ بسبب شغفها وحبها لمنتخبها الذي ذاب مع الزمن.

الاثنين..

“منتخبنا الكروي الجديد”.. الذي بدأت تظهر عليه ملامح التجديد ببصمات فيربك والذي نجح في تحقيق خماسية في مرمى منتخب المالديف، هو منتخب يحمل ملامح جديدة غابت عنّا منذ فترة التجارب الطويلة مع المدرّب السابق الذي حوّل منتخبنا إلى مختبر للتجارب دون الوصول إلى نتيجة واضحة لمدة خمس سنوات.
فيربك المدرّب الجديد الذي أكمل تقريبًا “6 أشهر” أو يزيد بقليل، هناك مَن يحاول خنقه بحبل المشنقة مبكرًا رغم تفاؤل المدرّب الذي قـــــال قبل مباراة المالديف بأنه مقتنع بأداء وتـــــحسّن المنتخب بنسبة “80 %‏” بعد معسكر النمسا الذي حوّله البعض إلى معلقات وقالوا فيه ما قيل في الخمر.

الثلاثاء..

عندما تقرر أن تهدم عملًا من السهل عليك القضاء عليه في فترة وجيزة، وفِي المقابل تحتاج إلى وقــــــت أطول لكي تعيد البناء من جديد. لذلك فإن عودة المنتخب إلى الواجــــــهة من جديد يحتاج لها عمل مضنٍ وكبير مع صبر طويل مثل صبر أيوب.
ورغم أنني لم أكن متفائلًا بشكل كبير بعد خسارتنا أمام منتخب فلسطين بأن أرى بسرعة منتخبنا يحقق نتائج إيجابية على أرض الواقع. مع ذلك أعتقد أن “الصورة المتحسنة” التي ظهر بها منتخبنا أمام المالديف جعلتني أعيد حساباتي بأنه هناك أملًا في بناء منتخب جميل قريبًا.

الأربعاء

شاهدت منتخبًا مغايرًا أمام المالديف فإذا كان المنتخب سابقًا أستطيع أن أصفه بجثة هامدة، إلا أن المنتخب أمام المالديف كان مختلفًا كليًا خاصة في الشوط الثاني، ينبض بالحماس والروح والمحاولات والبحث عن الذات وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي نحو تغيير في شكل المنتخب. كما أن الفوز الذي سجله المنتخب وإن كان ينظر له البعض بأنه فوز طبيعي بسبب فارق التصنيف والمستوى، إلا أن المقارنة وإن كانت صحيحة إلى حد بعيد ولكن يبقى الفوز الخماسي العريض هو فوز معنوي يضفي على عناصر المنتخب ثقة أكبر في البحث عن الانتصارات.

الخميس..

تأهل المنتخب السعودي لمونديال روسيا للمرة الخامسة في تاريخه بعد ملحمة كروية أمام منتخب اليابان عنوانها “نكون أو لا نكون”، وهو المنتخب الخليجي الوحيد الذي تأهل إلى مونديال 2018، وهو تتويج لجهود الجيل الكروي الحالي، وتحية للمولد وزملائه على الدرس الكروي الذي قدّموه في الجوهرة بأنه لا مستحيل مع الرغبة. ويأتي منتخب سوريا ليقدّم درسًا كرويًا بليغًا بتأهله للملحق المونديالي بعد أن اخترق شباك منتخب إيران وواجه أول منتخب آسيوي يتأهل إلى المونديال من القارة الآسيوية، ويحقق أمله في التأهل رغم الحروب والظروف وعدم الاستقرار، وليؤكد بأن المعجزات تصنع من رحم المعاناة.