للحيلولة دون عودة الروهينجا الذين فروا من العنف ميانمار تضع ألغامًا قرب الحدود مع بنجلاديش

الحدث الخميس ٠٧/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
للحيلولة دون عودة الروهينجا الذين فروا من العنف 
ميانمار تضع ألغامًا قرب الحدود مع بنجلاديش

داكا – ش - وكالات
قال مصدران بحكومة بنجلاديش إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية في قطاع من حدودها مع بنجلاديش، وأضافا أن الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينجا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار.
وقال المصدران اللذان على معرفة مباشرة بالموقف لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتيهما بسبب حساسية الأمر إن بنجلاديش تقدمت أمس الأربعاء باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدًا من الحدود.
قام جيش ميانمار بحملة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص وفرار قرابة 125 ألفا من الروهينجا إلى بنجلاديش المجاورة مما أدى إلى حدوث أزمة إنسانية كبيرة.
وقال أحد المصدرين: "إنهم يضعون الألغام الأرضية في أراضيهم على امتداد سياج الأسلاك الشائكة" بين سلسلة من الأعمدة الحدودية. وقال المصدران إن بنجلاديش علمت بأمر الألغام في الأساس من خلال أدلة تصويرية وأفراد مراقبة.
وقال أحد المصدرين: "رأت قواتنا أيضا ثلاث أو أربع مجموعات تعمل بالقرب من سياج الأسلاك الشائكة وتضع شيئا في الأرض.. تأكدنا بعد ذلك من خلال مراقبينا بأنهم كانوا يضعون ألغامًا أرضية".
ولم يوضح المصدران ما إذا كانت المجموعات ترتدي زيا رسميا لكنهما أضافا أنهما واثقان بأنهم ليسوا من مسلحي الروهينجا.
وقال منذر الحسن خان الضابط بقوات حرس الحدود في بنجلاديش لـ"رويترز" في وقت سابق إنه تم سماع انفجارين يوم الثلاثاء على الجانب الخاص بميانمار بعد أن أثار انفجاران يوم الاثنين تكهنات بأن قوات ميانمار زرعت ألغاما أرضية.
وقال خان: "إن صبيا فقد ساقه اليسرى يوم الثلاثاء قرب معبر حدودي ثم نقل إلى بنجلاديش للعلاج في حين تعرض صبي آخر لإصابات طفيفة مضيفا أن الانفجار ربما ناجم عن لغم".
وقال لاجئان لرويترز إنهما شاهدا أعضاء من جيش ميانمار حول الموقع في الفترة التي سبقت مباشرة الانفجارين اللذين وقعا في حوالي الساعة 2.25 مساء.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من مصدر مستقل من أن العبوات المزروعة هي ألغام أرضية أو وجود أي صلة لها بجيش ميانمار.
ولم يعلق جيش ميانمار على الانفجارين اللذين وقعا قرب الحدود.
وقال زاو تاي المتحدث باسم زعيمة ميانمار أونج سان سو كي لـ"رويترز" يوم الاثنين: "إن الوضع يحتاج إلى توضيح بشأن "مكان الانفجار ومن يمكنه الوصول إلى تلك المنطقة ومن زرع هذه الألغام الأرضية". متسائلا: "من يمكنه التأكيد أن هذه الألغام الأرضية لم يزرعها الإرهابيون".
وقال مصدر عسكري في ميانمار: "إن الألغام الأرضية زرعت على طول الحدود في التسعينيات من القرن الماضي لمنع التسلل مشيرا إلى أن الجيش سعى منذ ذلك الحين لإزالتها لكن لم يزرع أي ألغام في الآونة الأخيرة".
وقال أحد المصدرين: "إنهم لا يقومون بأي (نشاط) على أراضي بنجلاديش لكننا لم نشهد زرعا للألغام على الحدود من قبل".

موقف هندي
قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس الأربعاء: "إن الهند تشارك ميانمار القلق بشأن العنف في ولاية راخين داعيا كل الأطراف إلى احترام وحدة ميانمار كدولة".
جاءت تصريحات مودي بعد محادثات أجراها مع زعيمة ميانمار أونج سان سو كي خلال زيارة استهدفت تعزيز الروابط التجارية في إطار سياسة "التوجه شرقا" والتصدي للنفوذ الصيني.
وتتعرض ميانمار لضغوط دولية إثر فرار قرابة 125 ألفًا من مسلمي الروهينجا من ولاية راخين بعد أن هاجم مسلحون من الروهينجا العشرات من مواقع الشرطة وقاعدة للجيش.

مناشدة دولية
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش السلطات في ميانمار إنهاء العنف ضد الروهينجا المسلمين في ولاية راخين محذرًا من مخاطر حدوث تطهير عرقي أو اضطرابات إقليمية.
كما دعا مجلس الأمن إلى الضغط من أجل ضبط النفس والهدوء وبعث برسالة نادرة للمجلس المؤلف من 15 عضوًا أعرب فيها عن قلقه من احتمال تحول العنف إلى "كارثة إنسانية لها تداعيات على السلام والأمن وتمتد خارج حدود ميانمار".
وفر نحو 125 ألف من الروهينجا المسلمين من ولاية راخين في شمال غرب ميانمار إلى بنجلاديش منذ نشوب أعمال العنف الأخيرة في 25 أغسطس وتسببت الاشتباكات في مقتل 400 شخص على الأقل وفي نزوح جماعي للقرويين الروهينجا إلى بنجلاديش.
وعندما سئل بشأن احتمال وجود تطهير عرقي قال جوتيريش: "نحن نواجه خطرًا وأتمنى ألا نصل إلى ذلك".
وقال جوتيريش: "أناشد الجميع. كل السلطات في ميانمار.. السلطات المدنية والسلطات العسكرية وضع نهاية فعلية لهذا العنف الذي أرى أنه يوجد موقفا يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة".
وتقول ميانمار إن قواتها الأمنية تشن حملة مشروعة ضد "إرهابيين" مسؤولين عن سلسلة من الهجمات على مواقع للشرطة والجيش منذ أكتوبر الفائت.
وتمثل معاملة الأغلبية البوذية في ميانمار للروهينجا المسلمين الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون نسمة التحدي الأكبر الذي يواجه الزعيمة أونج سان سو كي التي يتهمها منتقدون غربيون بأنها لا تتحدث علنا بالنيابة عن الأقلية التي لطالما اشتكت من الاضطهاد.
وينص البند رقم 99 الذي يندر استخدامه من ميثاق الأمم المتحدة على أن بوسع جوتيريش "لفت انتباه مجلس الأمن لأي قضية يراها تهدد الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
وعلى الرغم من عدم تطرق الرسالة إلى البند 99 إلا أن جوتيريش قال فيها: "يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية القيام بجهود منسقة لمنع أي تصعيد للأزمة".