أدت أعمال العنف في الآونة الأخيرة إلى فرار قرابة 90 ألفًا الاضطهاد يتزايد ضد مسلمي الروهينجا

الحدث الأربعاء ٠٦/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٨ ص
أدت أعمال العنف في الآونة الأخيرة إلى فرار قرابة 90 ألفًا 

الاضطهاد يتزايد ضد مسلمي الروهينجا

بانكوك - وكالات

قالت منظمة حقوقية في ميانمار أمس الثلاثاء إن الاضطهاد المنهجي للأقلية المسلمة يشهد تصاعدًا في أنحاء البلاد ولا يقتصر على ولاية راخين الشمالية الغربية حيث أدت أعمال العنف في الآونة الأخيرة إلى فرار قرابة 90 ألفًا من الروهينجا المسلمين.

وقالت شبكة بورما المستقلة لحقوق الإنسان إن الاضطهاد تدعمه الحكومة وعناصر بين الرهبان البوذيين بالبلاد وجماعات مدنية من غلاة القوميين.

وأضافت المنظمة في تقرير: «أتاح الانتقال إلى الديمقراطية لتحيزات شعبية التأثير على الكيفية التي تحكم بها الحكومة الجديدة وضخّم الروايات الخطيرة التي تصف المسلمين باعتبارهم أجانب في بورما ذات الأغلبية البوذية».
ويستند التقرير إلى أكثر من 350 مقابلة مع أشخاص في أكثر من 46 بلدة وقرية خلال فترة مدتها ثمانية أشهر منذ مارس 2016.
ولم يصدر أي رد فوري من حكومة ميانمار على التقرير.
وتنفي السلطات أي تمييز وتقول إن قوات الأمن في ولاية راخين تشن حملة مشروعة ضد «إرهابيين».

أشكال الاضطهاد

ويقول التقرير إن الكثير من المسلمين من كل العرقيات حُرموا من بطاقات الهوية الوطنية في حين تم منع الوصول إلى أماكن الصلاة للمسلمين في بعض الأماكن.

وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 21 قرية في أنحاء ميانمار أعلنت نفسها «مناطق الدخول فيها ممنوع « للمسلمين وذلك بدعم من السلطات.
وفي ولاية راخين سلّط التقرير الضوء على الفصل المتزايد بين الطائفتين البوذية والمسلمة وقيود التنقل الصارمة على مسلمي الروهينجا والتي اقتصرت على إتاحة استفادتهم من الرعاية الصحية والتعليم.
وفر عشرات الآلاف من الروهينجا إلى بنجلاديش المجاورة منذ 25 أغسطس عندما هاجم مسلحون من الروهينجا العشرات من مواقع الشرطة وقاعدة للجيش. وأدت الاشتباكات التي أعقبت ذلك وهجوم مضاد للجيش إلى مقتل ما لا يقل عن 400 شخص.

ضغوط متزايدة

من جانبها تعرّضت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي لضغوط من دول إسلامية من بينها بنجلاديش وإندونيسيا وباكستان لوقف أعمال العنف التي تستهدف مسلمي الروهينجا بعد فرار ما يقرب من 125 ألفًا منهم إلى بنجلاديش.

فقد اجتمعت وزيرة خارجية إندونيسيا مع سو كي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وقائد جيش ميانمار مين أونج هلاينج يوم أمس الأول الاثنين لمطالبتهما بوقف إراقة الدماء. ومن المقرر أن تصل الوزيرة ريتنو مرسودي إلى داكا عاصمة بنجلاديش أمس الثلاثاء.
وقالت ريتنو بعد الاجتماعات التي عقدتها في عاصمة ميانمار «على السلطات الأمنية أن تتوقف على الفور عن كل أشكال العنف هناك وتوفر مساعدات إنسانية ومساعدات تنمية في الأجلين القصير والطويل».

موجة العنف

بدأت موجة العنف الأخيرة في ولاية راخين بشمال غرب ميانمار بعد هجوم نفّذه متمرّدون من الروهينجا يوم 25 أغسطس على عشرات من النقاط الأمنية وقاعدة عسكرية. وأدّت الاشتباكات التي أعقبت ذلك والهجوم العسكري المضاد إلى مقتل ما لا يقل عن 400 شخص وإلى نزوح سكان القرى إلى بنجلاديش.

وتمثّل معاملة الأغلبية البوذية في ميانمار للروهينجا المسلمين الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون نسمة، التحدي الأكبر أمام سو كي التي يتهمها منتقدون غربيون بأنها لا تتطرّق في أحاديثها العلنية لأزمة الأقلية التي تشتكي من الاضطهاد.
وتقول ميانمار إن قوات الأمن تنفّذ حملة مشروعة ضد «إرهابيين» مسؤولين عن سلسلة هجمات على مراكز للشرطة والجيش منذ أكتوبر الفائت.
وحمّل مسؤولون من ميانمار متمرّدي الروهينجا المسؤولية عن إحراق منازل ووفاة مدنيين، لكن جماعات حقوقية والروهينجا الفارين إلى بنجلاديش المجاورة قالوا إن جيش ميانمار يحاول إجبار الروهينجا على الفرار بحملة إحراق وقتل.وقال ت. إمام المستشار السياسي للشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش لرويترز: «إندونيسيا تتصدر هذا (الجهد) ومن المحتمل أن تنضم دول آسيان إليها في النهاية»، مشيرًا إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تضم ميانمار وإندونيسيا في عضويتها.
وأضاف: «إذا استطعنا مواصلة الضغط على ميانمار من آسيان ومن الهند أيضًا فهذا أمر طيب».
وبدأ رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي زيارة لميانمار أمس الثلاثاء يلتقي خلالها بكبار المسؤولين ومنهم سو كي.
وقال إمام: «إذا صحا الضمير الدولي فسيفرض ذلك ضغطًا على ميانمار».
وبلغ أحدث التقديرات لعدد من عبروا الحدود إلى بنجلاديش منذ 25 أغسطس بناءً على حسابات مسؤولي الأمم المتحدة في بنجلاديش 123600 نازح.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد مسلمي الروهينجا الذين لجأوا إلى بنجلاديش إلى 210 آلاف منذ أكتوبر عندما نفّذ متمرّدو الروهينجا هجمات أصغر حجمًا على مواقع أمنية الأمر الذي دفع جيش ميانمار إلى شن هجوم مضاد أدى إلى فرار نحو 87 ألفًا إلى بنجلاديش.
وشكّل الوافدون الجدد، ومنهم مرضى وجرحى كثيرون مصابون بحروق أو بطلقات نارية، عبئًا على وكالات المساعدات والتجمعات السكانية التي تساعد بالفعل مئات الآلاف من اللاجئين من موجات عنف سابقة في ميانمار.
وأبدى وزير خارجية باكستان خواجة محمد آصف «شديد الألم للعنف المتواصل ضد مسلمي الروهينجا» وحث منظمة التعاون الإسلامي على اتخاذ «إجراءات فورية وفعالة لوضع نهاية لكل انتهاكات حقوق السكان الأبرياء العزّل من مسلمي الروهينجا».
ويوم الاثنين حثت ملاله يوسفزي -أصغر حائزة على جائزة نوبل للسلام- سو كي على إدانة المعاملة «المشينة» للروهينجا وقالت إن العالم ينتظر منها أن ترفع صوتها.