سول – وكالات:
قالت كوريا الجنوبية أمس الاثنين إنها ستنشر مؤقتا أربع منصات إطلاق الصواريخ المتبقية من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي ثاد بعد استكمال تقييم بيئي تجريه الحكومة.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إنه سيتم القيام ببعض أعمال البناء لنشر منصات الإطلاق الأربع في موقع سيونججو جنوبي سول. ويوجد حاليا منصتا إطلاق في هذا الموقع الذي كان ملعبا للجولف. ولم تحدد الوزارة موعد نقل منصات الإطلاق للموقع.
واتخذ الرئيس مون جيه-إن قرار نشر منصات الإطلاق في مواجهة التوتر المتنامي الذي أشعلته كوريا الشمالية التي أجرت سادس وأقوى اختبار نووي على الإطلاق أمس الأول الأحد. وتعارض الصين بقوة نظام ثاد وتقول إنه يقوض أمنها بسبب راداره القوي.
في السياق نفسه أعلنت القوات المسلحة الكورية الجنوبية أن القوات الجوية وقوات الجيش أجرت تدريبا بالصواريخ في ساعة مبكرة من يوم أمس ردا على سادس تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية يوم الأحد.
وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الكورية الجنوبية في بيان إن التدريب العسكري شمل صواريخ جو أرض بعيدة المدى وصواريخ باليستية.
وأضاف البيان أن هذا التدريب أجراه الجيش الكوري فقط ولكنه أوضح أنه يجري الترتيب لإجراء مزيد من التدريبات مع القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
وأجرت كوريا الشمالية سادس وأقوى تجاربها النووية أمس الأول الأحد والتي قالت إنها كانت قنبلة هيدروجينية متطورة سيتم وضعها على صاروخ بعيد المدى مما يمثل تصعيدا كبيرا لمواجهة بيونجيانج مع الولايات المتحدة وحلفائها.
مؤشرات سلبية
من جهتها قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في جلسة للبرلمان أمس الاثنين إنها ما زالت ترى مؤشرات على أن كوريا الشمالية تعتزم إجراء المزيد من تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية وإن هذا قد يشمل صاروخا باليستيا عابرا للقارات.
وقال تشانج كيونج سو المسؤول بوزارة الدفاع: «ما زلنا نرى مؤشرات على المزيد من عمليات إطلاق الصواريخ المحتملة. نتوقع أيضا أن تطلق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات».
واستدعى البرلمان وزارة الدفاع اليوم الاثنين للإجابة عن أسئلة بشأن سادس وأكبر تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية والتي وقعت أمس الأحد.
في الوقت نفسه قالت إدارة السلامة النووية في الصين أمس الاثنين إنها لم ترصد أي مواد مشعة على طول حدودها مع كوريا الشمالية بعد أن أجرت بيونجيانج تجربة نووية أمس الأول الأحد.
وأضافت في بيان على موقعها على الإنترنت إن محطات المراقبة في 14 مكانا بأربعة أقاليم لم تظهر أي إشارات على تأثر البيئة أو الشعب الصيني.
اجتماع دولي
اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين لبحث التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية وذلك بناء على طلب من الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية. وتفرض الأمم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية منذ عام 2006 بسبب برامجها للصواريخ الباليستية والنووية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم الأحد إن أعضاء مجلس الأمن «مازالوا مجمعين في التزامهم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية».
وأضاف أن أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها أو حلفائها سيُقابل «برد عسكري قوي».
ووافق المجلس الشهر الفائت بالإجماع على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية لإطلاقها صاروخين باليستيين بعيدي المدى في يوليو. واستهدف القرار خفض عائدات التصدير السنوية لكوريا الشمالية والتي تبلغ ثلاثة بلايين دولار بواقع الثلث من خلال حظر صادرات الفحم والحديد والرصاص والأطعمة البحرية. وقال دبلوماسيون إن المجلس قد يدرس الآن حظر صادرات بيونجيانج من المنسوجات والخطوط الجوية الوطنية الكورية ووقف إمدادات النفط للحكومة والجيش ومنع الكوريين الشماليين من العمل في الخارج وإضافة كبار المسؤولين إلى قائمة سوداء من أجل تجميد أصولهم وحظر سفرهم.
وحثت اليابان واشنطن الأسبوع الفائت على اقتراح عقوبات جديدة بعد أن أطلقت بيونجيانج صاروخا متوسط المدى فوق شمال اليابان يوم الثلاثاء.
وعادة ما تعد الولايات المتحدة مسودات قرارات فرض العقوبات على كوريا الشمالية وتتفاوض في البداية مع الصين قبل مشاركة أعضاء مجلس الأمن المتبقين بشكل رسمي.
وبعد التجربة النووية التي أجريت يوم الأحد حثت بريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية على فرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة في حين قالت الصين وروسيا إنهما «ستتعاملان بشكل ملائم» مع كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية قد أجرت أمس الأول الأحد سادس وأقوى تجاربها النووية حتى الآن وقالت إنها لقنبلة هيدروجينية متقدمة ومصممة لحملها على صاروخ بعيد المدى مما دفع الولايات المتحدة للتحذير من رد عسكري «هائل» إذا تعرضت هي أو أي من حلفائها لتهديد.
الخيارات الأمريكية
وفي تصريحات أمام البيت الأبيض بعد اجتماعه بالرئيس دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن ترامب طلب إطلاعه على كل الخيارات العسكرية المتاحة.
وقال «أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها بما في ذلك جوام أو لحلفائنا سيواجه برد عسكري هائل.. رد سيكون فعالا وساحقا».
وأضاف ماتيس وإلى جواره جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة أن واشنطن لا تتطلع «لإبادة كاملة لأي بلد لا سيما كوريا الشمالية. ولكن كما قلت لدينا الكثير من الخيارات للقيام بذلك».
ورفض ترامب في وقت سابق أيضا استبعاد الخيار العسكري وهدد بقطع التبادل التجاري مع أي بلد يقيم علاقات تجارية مع كوريا الشمالية.وعندما سُئل ترامب وهو يهم بمغادرة كنيسة هل ستهاجم واشنطن كوريا الشمالية رد قائلا «سوف نرى».
وفي سلسلة تغريدات بدا ترامب وكأنه يوبخ كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة التي تواجه تهديدا وجوديا بسبب البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وقال على تويتر «حديثهم عن التهدئة مع كوريا الشمالية لن يجدي لأنهم (كوريا الشمالية) لا يفهمون سوى أمرا واحدا».
لكن تغريدات ترامب تشير إلى أنه يفضل حلا غير دبلوماسي. والسؤال الكبير الآن هو عما إذا كان كبار مستشاري وأعلنت كوريا الشمالية، التي تمضي قدما في برامجها النووية والصاروخية في تحد لعقوبات مجلس الأمن الدولي، عبر التلفزيون إجراء تجربة بقنبلة هيدروجينية بأمر من الزعيم كيم جونج أون مضيفة أن التجربة حققت نجاحا كاملا وكانت خطوة «مهمة» لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد. وقالت كوريا الشمالية في الإعلان إن القنبلة مصممة لحملها على صاروخها الباليستي العابر للقارات الذي طورته في الآونة الأخيرة.
وجاء إعلان كوريا الشمالية بعد ساعات من رصد الوكالات الدولية لزلازل من صنع الإنسان قرب الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربتها التي قال مسؤولون يابانيون وكوريون جنوبيون إن قوته تزيد نحو عشر مرات عن الزلزال الذي تم تسجيله بعد آخر تجربة نووية أجرتها بيونجيانج قبل عام.