هـدر المياه يثير استياء أهالي الهمبار بصحار

بلادنا الثلاثاء ٢٣/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٢٠ ص
هـدر المياه يثير استياء أهالي الهمبار بصحار

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي

انتقد عدد من المواطنين بمنطقة الهمبار في ولاية صحار استمرار هدر المياه الجوفية العذبة في الأودية دون الاستفادة منها.

وقد قامت بلدية صحار بطرح مناقصة لتنفيذ شبكة الصرف الصحي بولاية صحار “المرحلة 3” في مجرى وادي الحلتي المعروف ببطحاء الغيل، وهو الوادي المار بين منطقتي غيل الشبول والهمبار في الولاية. وعند قيام الشركة المنفذة للمشروع بالحفر وجدت كمية كبيرة من المياه العذبة لا تنقطع كونها منبعا في مجرى الوادي شاقة طريقها إلى البحر.
ويتساءل مواطنون: لماذا لا يتم نقل المشروع إلى موقع آخر بعيدا عن مجــــرى الــــوادي، متسائلين كذلك: في حالة وضع الخرســـانات الأســـمنتية في مجـــرى الوادي ألا يؤثــر ذلك على المــزارع الواقعــة أسـفل المشــروع؟
ويؤكد المواطنون مرور أكثر من شهر منذ قيام الشركة المنفذة للمشروع بضخ تلك المياه في الوادي دون الاستفادة منها.

مخاطر

المواطن سالم بن حمدان بن سالم الحوسني يقول: إن هدر المياه الجوفية مستمر منذ أسابيع طويلة، والمضخات المخصصة لضخ المياه إلى مجرى الوادي لا تتوقف عن العمل ليل نهار، وتذهب هذه المياه إلى البحر، وحتى عندما اقترحت إدارة موارد المياه بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة حفر عدة حفر بديلة لحقن المياه الجوفية بها لم تستوعب تلك الحفر كميات المياه الكبيرة، وعاد ضخ المياه من جديد للبحر. كما أن الحفر البديلة لم يتم تسويرها بشكل آمن وشكلت مخاطر على مرتادي المنطقة لا سيما الأطفال منهم.
أما المواطن سالم بن خلفان الروشدي فيقول: هدر المياه الجوفية بهذه الطريقة لا يمكن أن يمر دون مســــاءلة، ويجــب أن تتم محاسبة من أمر بتصريف المياه الجوفية العذبة للبحر، فهذه الثروة المائية لا تقدر بثمن، وأن يتم هدرها بهذه الطريقة أمر يثير الاستغراب والاستهجان لا سيما مع وجود شُح واضح للميــاه في المنطقة، وتملح العديد من الآبار في المنطقة خلال السنوات الفائتة. وأضاف قائلاً: يجب تدخل المسؤولين لوضع حد لهدر هذه المياه ونناشد كافة صناع القرار التدخل في الموضوع، للحيلولة دون هدر كميات إضافية منها.

موقع غير مناسب

وقال حسين بن درويش الجحافي: هذه المنطقة التي يقام فيها المشروع عبارة عن مجرى واد، وأمر يثير الدهشة أن يتم بناء مشروع رئيسي في مجرى واد معروف عنه أنه يجري باستمرار، وقد شاهدنا بأنفسنا جريانه خلال السنوات الفائتة، كما أن المياه التي تم هدرها كان الأجدر أن يتم استغلالها لحاجات المواطنين، حيث تمنع وزارة البلديات حفر آبار جديدة في المنطقة للحفاظ على منسوب المياه الجوفية، ورغم هذا المنع فإن الجهات المنفذة للمشروع أهدرت المياه الجوفية، وصرفتها نحو البحر ولم يستفد منها المواطن في شيء.
المواطن علي بن خلفان بن حمد الروشدي يقول: كان ينبغي على الجهات المنفذة للمشروع أن تتوقف عن التنفيذ فور تدفق المياه الجوفية، ولكن هذا لم يحصل فاستمرت في العمل وتصريف المياه نحو البحر، وعند ملاحظة سكان المنطقة لجريان الوادي اعتقدوا أن الجريان سببه أمطار هطلت على المناطق الجبلية، ولكن عند توجههم لمنطقة المشروع تفاجأوا من تدفق المياه الجوفية من الموقع وتصريفها بواسطة مضخات مياه كبيرة نحو مجرى الوادي لتذهب ألى البحر، واستمر تصريف المياه حتى توجه عدد من المواطنين وخاطبوا بلدية صحار، والمديرية العامة للبلديات الإقليمية التي اقترحت حقن المياه المتدفقة في حفر بديلة قريبة من الموقع لكن ذلك لم يستمر طويلاً وعاد تصريف المياه نحو البحر.
وأشار حسن بن محمد المقبالي إلى أن هناك خططا بديلة كان ينبغي القيام بها للحيلولة دون هدر المياه الجوفية، إلا أن الجهات المنفذة اختارت الحل الأسهل وهو تصريفها نحو البحر، بحسب قوله. ويضيف: كان ينبغي على الجهات المعنية التعامل مع الموضوع بجدية تامة، وتشكيل فريق عمل من مختلف الأطراف يكون من ضمنهم سكان المنطقة لضمان إيجاد طريقة مناسبة للتعامل مع الموضوع، لأنه يتعلق بثروة وطنية حالها كحال النفط، وينبغي الحفاظ عليها، والتعامل معها بمسؤولية عالية.

المجلس البلدي

من جهته ذكر عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية صحار سالم بن مبارك البلـــوشي أن بلـــدية صحــار اخــتارت ثلاثة مواقع للمشروع إلا أن تلك المـواقع لم تتم الموافقة عليها من قبل الأهالي. وقال: بالنسبة لمنطقة غيل الشبول فيها مخطط منذ فترة إلا أن الاتفاق حول مواقع وعدم رضى بعض المواطنين على وجود محطة الصرف قريبة من منازلهم أدى إلى تأخر المشروع إلى هذا اليوم، وكانت لدى البلدية ثلاثة مواقع، إلا أن جميع المواقع تمت معارضتها من قبل الأهالي. وأضاف أن الشركة المنفذة لا بد لها من القيام بالحفر لتنفيذ حوض المشروع وعند ذلك تبين وجود مياه كثيرة يجب التخلص منها. وأكد: نقف مع الأهالي حيث إن هذه المياه غير مستغلة، ونطالب الشركة المنفذة بالإسراع في تنفيذ المشروع حتى لا تهدر مياه أكثر مما أهدرت.
وأشار سالم البلوشي إلى صعوبة تغيير مكان المشروع كونه من المشاريع الضرورية والمواطن بحاجة إليه، مع عدم توفر الموقع البديل، مطالبا بلدية صحار أثناء القيام بالمخططات بأن توفر محطات للصرف الصحي في كافة أنحاء الولاية.