فاتورة الأحزان..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٣٠/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
فاتورة الأحزان..

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

«عندمـــا تتصارع الفيلة.. يُدهس العشب».. طاغور

عقود مرت والشعوب العربية تدفع فواتير لم تكتبها بإرادتها. تدفع فواتير تهور قادة؛ وعمالة قادة آخرين، تدفع فاتورة عنجهية وصلافة هذا وجنون ذاك. وما زال القادة يكتبون والعامة يدفعون ولا توجد بوادر تُوحي بأن الوضع سيتغير في هذه البقعة المنحوسة من العالم.. حتى قيام الساعة!
عقود مرت. ونحن نستورد كل شيء من الخارج، التقنية والدواء والتكنولوجيا والغذاء وحتى قناني الماء. أما أهم صادراتنا لهذا العالم فهم اللاجئون! نعم؛ ورحلة اللجوء تلك بدأت منذ السبعينيات وكان اللبنانيون وقتها هم أول من ذاق ويلات الشتات، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد اللبنانيين الموزعين حول العالم يفوق 15 مليون لبناني تركوا الوطن من أجل فرصة لحياة أفضل هربا من طاحونة صراعات لا تهدأ؛ حتى إنه لم يبق في لبنان إلا حوالي 6 ملايين مواطن يتقاسمون الزاد مع 400 ألف لاجئ فلسطيني يتناثرون هم أيضا في مخيمات بيروت الموحشة!
وبسبب حربي الخليج الأولى منهما والثانية؛ تناثر العراقيون هم أيضا حول العالم. وجاء الحصار الخانق ليجرد العراق من علمائها ومبدعيها ومهندسيها ومن كل من سنحت له الفرصة للفرار من جحيم الحرب والقهر والحصار. وقتها؛ قال مفوض شؤون اللاجئين إن نسبة النزوح العراقية هي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط منذ فترة النزوح الفلسطينية التي حدثت بعد النكبة عام 1948م. وها هم السوريون يتسلمون راية الظلم والخذلان ويحتلون الرقم الأول في قائمة مشردي العالم متفوقين بذلك حتى على الصومال وأفغانستان. خمسة ملايين منهم تناثروا في الوطن العربي. ودفع الباقون الغالي والنفيس لتتكسر بهم الأمواج على شواطئ أوروبا.
ولن نتكلم عن البنى الأساسية التي انهارت في عدة دول فعادت عجلة الحياة بقاطنيها لعصر قد مضى. ولن نتحدث عن شمعة الأدب والفنون التي انطفأت ولا عن المجد الذي أفل. وكل هذا لإشباع غرور ونرجسية نفر قليل من الناس. يرون أنهم قدر؛ وكثير من الشعوب صدقتهم وتعاملت معهم على هذا الأساس.