ريادة الأعمال اقتصاد المستقبل

بلادنا الأربعاء ٣٠/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
ريادة الأعمال

اقتصاد المستقبل

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

لم يعدْ عالم اليوم يشبه الأمس، فالتغيرات البنيوية التي طرأت على أنظمة العمل والإنتاج، ونوعية الشركات القابضة على الأسواق العالمية، باتت تفرض شكلًا آخر من الاقتصاد يعتمد في جوهره على ريادة الأعمال.

ويؤكد مدير مركز الدراسات الإنسانية بجامعة السلطان قابوس د.ناصر بن راشد المعولي أن ريادة الأعمال هي أحد البدائل الرئيسية لتنويع مصادر الدخل، وإيجاد فرص عمل للشباب. مشيرًا إلى أن ندوة سيح الشامخات كانت تسعى إلى تعزيز مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قي الاقتصاد الكلي للسلطنة.
وأضاف المعولي في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن وجود مشاريع كبيرة في السلطنة كمشاريع منطقة الدقم الاقتصادية والمشاريع السياحية المتكاملة تتيح الفرصة للشباب العُماني لتقديم خدماتهم للمشاركة الفاعلة فيها.
وأوضح المعولي أن نجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يحتاج إلى أربعة عوامل رئيســية متمثلة في: التشريعات، وثقافة ريادة الأعمال، والتعليم والتدريب، وأخيرًا بيئة العمل نفسها، والتي يجب أن تكون مهيئة لنجاح هذه المؤسسات.
وأوضح المعولي أن ريادة الأعمال عملية تراكمية، والسلطنة تمضي في الطريق الصحيح، مشيرًا إلى أن عملية تعزيز وجود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد يحتاج وقتًا، ويحتاج إلى التفكير في مفهوم ريادة الأعمال من منظور تجاري قبل الجوانب الأخرى. مؤكداً أن العلاقة مباشرة بين تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الكلي وتنميته.
وشدد المعولي على ضرورة الاهتمام بالجانب المعرفي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والدخول في التنافس الرقمي خصوصًا مع الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، والتي تعتمد على الجانب المعرفي والمعلوماتي.
وبيَّن المعولي أن على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبدعم من الجهات المختصة بالسلطنة البحث عن الفرص على المستوى العالمي، والدخول في شراكة مع مؤسسات عالمية للقيام ببعض أعمالها، وصناعة بعض الاحتياجات لتلك المؤسسات في السلطنة. وأشار إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ما زالت محصورة في السوق المحلية، دون البحث عن الفرص على المستوى العالمي في الشركات الكبيرة العالمية.
جائزة «ريادة»وخلال السنوات الفائتة أولت السلطنة -وما زالت- اهتمامًا كبيرًا بريادة الأعمال، الأمر الذي تمثَّل في خطوات عدة من بينها إطلاق جائزة «ريادة» التي أعلنت لجنتها أمس عن إتمام مرحلة التسجيل في النسخة الثالثة منها، وذلك بعد تلقي الكثير من المشاركات من جميع أرجاء السلطنة. وتسعى الجائزة التي تستهدف رواد الأعمال والمؤسسات الداعمة إلى ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع.
وتؤكد المديرة العامة للجائزة بدرية الهنائية لـ«الشبيبة» أن من بين الفائزين في النسخ الفائتة من استطاع الحصول على عقود بمبالغ كبيرة ومع مؤسسات محلية مرموقة، وكذلك قام عدد منهم بتوسيع نشاطه من خلال افتتاح أفرع جديدة لمؤسسته، وبعضهم حصل على شهادات جودة عالمية اعترافًا بجودة خدمات المؤسسات الفائزة بجائزة «ريادة» في السنوات الفائتة.