حمد الهادي
ذات مرة سمعت من أحد الأصدقاء أن فلانا ابتكر اختراعاً مدهشاً يمكن أن يُسوق تجارياً إن تم تصنيعه، ويريد هذا الشاب الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره أن يعرض مشروعه على من يتبنّاه، ولما حان موعد العرض اندهشت واندهش الجميع من ذلك الاختراع المفيد، والذي كان محل إشادة وإعجاب من شاهد أهميته وفائدته من الحضور.
ومرت الأيام وبعد فترة من الزمن التقيت بهذا الشاب في مكان ما وسألته سؤالاً سريعاً.. هل لديك مشروع جديد تقدمه لنا في الوقت الحاضر؟ فنظر إليّ بنظرة يملؤها الحزن وقال: لقد توقفت عن التفكير في الاختراعات كلياً منذ فترة بعدما كنت متأملاً أن تكون هناك حاضنة تهتم بما أنعم عليّ الله عز وجل من موهبة الابتكار، ولكن لم تكن هناك بيئة محفزة لإكمالها، فقررت بعدها الابتعاد عن هذا المجال فطلبت منه أن يعدل عن هذا القرار وأخبرته أن لديه الإمكانيات الكبيرة لكي يستمر وربما في المستقبل القريب فيه خير قادم له ولأمثاله من المبدعين الذين ينتظرون المساندة في هذا الجانب، فقال لي: لعل وعسى ولكنني قررت بعدم رجوعي إلى المواصلة كلياً، وبعدها انتهى الحديث وقرر هذا الشاب الانصراف.
فوقفت وقفة المتسائل وقلت: كيف لا نستثمر مثل هذه العقول التي تهمل ولا تجد من يحتضنها ويشجعها فنخسرها؟ ألم يخلق الله العلي القدير العقول الموهوبة التي أعطت البشرية كل الإنجازات العظيمة؟!.
خلاصة القول إن استثمار عقول الشباب والأخذ بيدهم ودفعهم إلى الإبداع هي الوسيلة الوحيدة للمرحلة المقبلة، التي قد تكون مرحلة صعبة جداً اقتصادياً خاصة مع تقلب أسعار النفط في العالم، والاعتماد على اقتصاد قائم على الصناعات والاختراعات التي تكون مصدر دخل كبيراً لبلدنا العزيز.