السلطنة تتجه لتكون مركزاً لوجستياً إقليمياً

مؤشر الأربعاء ٣٠/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
السلطنة تتجه لتكون مركزاً لوجستياً إقليمياً

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي

أكد وزير النقل والاتصالات معالي د. أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي أن المرحلة الحالية تعتبر نقطة تحول مهمة نحو جعل السلطنة مركزاً لوجيستياً إقليمياً وبيئة جاذبة للاستثمار، فالجهود التي يبذلها القائمون على ميناء صحار تصب في هذا الاتجاه، ونعمل على تكامل ربط المرافق والخدمات اللوجيستية المختلفة، وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لرفع التنافسية، كما أن ميناء صحار قدم أداءً حيوياً ومحورياً خلال الفترة الفائتة منسجماً مع مستجدات أسواق المنطقة ومقابلة لمتطلبات خطوط الملاحة الجديدة، مع تسارع وتيرة التطور في خدماته اللوجستية.

كما أشاد معالي الدكتور بمشروع خدمة التخليص الجمركي المسبق الجاري تطبيقه تجريبياً وأشار إلى أنه يعمل على تمكين جميع المتعاملين بالشحن والمشغلين بالموانئ في سرعة تبادل المعلومات التفصيلية للبضائع قبل وصولها مما يتيح التخطيط لحركتها ويرفع كفاءة التخليص من خلال تخفيض الوقت والتكلفة.

تسهيل الإجراءات

وأضاف أن تلك التطورات تأتي ضمن تسهيل الإجراءات التجارية وتطبيقات أخرى قادمة ستنطلق من ميناء صحار ليتم تعميم نجاحها على الموانئ والمنافذ الحدودية بإذن الله منها اتفاقية تقديم الخدمة بين الجهات الحكومية المختصة والإدارة العامة للجمارك للتمكين من إنهاء إجراءات التخليص على مدار الساعة وربطها بفترة إنجاز محددة لضمان جودة الأداء، ونسعى إلى تحقيق الكثير من التسهيلات لتعزيز الأداء والقدرة التنافسية والكفاءة في الموانئ والمطارات والمنافذ البرية من خلال مؤشرات أداء رئيسية وبالعمل جنباً إلى جنب مع ممثلي القطاع الخاص، متلمسين احتياجات الشركات كأحد أعمدة القطاع اللوجيستي.

جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها معاليه لميناء صحار، والتي شملت جولة في محطة الحاويات التي تديرها الشركة العمانية لمحطة الحاويات العالمية والمعروفة بعلامتها الترويجية «هاتشيسون صحار» المنبثقة من المشغل العالمي للمحطة شركة موانئ هاتشيسون العالمية في هونج كونج، والتي تقوم بمناولة قرابة 100 مليون حاوية نمطية في مختلف الموانئ حول العالم. وقد اطلع معالي الدكتور على سير العمل في المحطة من حيث مناولة السفن والحاويات والشاحنات ومنصات التفتيش، معرباً عن ارتياحه لسير العمليات بشكل جيد وسلس مثمناً جهود إدارة المحطة في ضخ الموارد اللازمة وإدخال التقنيات العالية وتجهيز المحطة بالرافعات الرصيفية العملاقة والمعدات الأخرى لتسهيل العمليات بالشكل الذي ينال رضا المصدرين والمستوردين.
كما قام معالي د. أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات بزيارة محطة البضائع العامة التابعة لشركة سي ستاينويخ عمان التي تقوم بتشغيلها شركة ستاينويخ الهولندية، والتي هي أيضاً تدير عددا من محطات البضائع العامة في أكثر من 40 دولة حول العالم، حيث تخللت الزيارة الميدانية الوقوف على مناولة شتى البضائع ومنها مناولة مواد الكسارات، والذي قامت إدارة الميناء بتخصيص أراض إضافية داخل الميناء لتجميع هذه المواد بالقرب من أرصفة الشحن، مبدياً معاليه ارتياحه للتجهيزات التي تم توفيرها لمناولة هذه المواد ومختلف البضائع الأخرى والمركبات.
الاطلاع على الجاهزية ومن جانب آخر التقى معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات بعدد من المسؤولين في إدارة ميناء صحار والإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية والمفتشين التابعين لوزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة الصحة، واطلع على جاهزية الجهات لتلبية حاجات التخليص والإفراج الجمركي لجميع البضائع بمختلف أنواعها في مختلف الأوقات شاملة العطل والإجازات لتواكب عمل محطات المناولة خلال ذات الفترات. الجدير بالذكر أن الميناء باعتباره أحد المراكز اللوجيستية الرئيسية بالمنطقة قد عمل على تعزيز قدراته من البنية الأساسية للأرصفة والتقنيات، حيث تم تنفيذ محطة جديدة للحاويات بمعدات مناولة وخدمات أرضية تستوعب أضخم سفن الشحن، ومنطقة مخصصة للتخزين المبرد والتصنيع الغذائي بتكلفة بلغت 170 مليون دولار أمريكي استجابة لمؤشرات نمو السكان وقطاعات السياحة وتجارة التجزئة بدول المنطقة التي تستخدم الموانئ البحرية لاستيراد 70 % من مواد الأغذية، والتخطيط لإجراء توسعة لتشغيل محطة مناولة المواد السائبة لاستيعاب 10 ملايين طن ليبلغ إجمالي الاستثمارات بالميناء والمنطقة الحرة حتى الآن 26 بليون دولار أمريكي.
تجاوز التحدياتوقد عمل الميناء على تجاوز التحديات الناتجة عن انخفاض أسعار النفط بفتح خطوط ملاحة عالمية جديدة واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية في مختلف القطاعات كالصناعات الخفيفة والثقيلة والخدمات اللوجيستية المساندة، وتعزيز خدمات الربط التقني وتسهيلات الحركة بين كل من المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة ومطار صحار القادر على استيعاب 50 طنا من الشحن الجوي.
وتشير نتائج النصف الأول من عام 2017 لميناء صحار إلى زيادة مطردة في الحركة الملاحية والشحن، وقد حقق حجم حركة الحاويات خلال الربع الثاني من 2017 نموًا بنسبة 11 % عن نفس الربع من العام الفائت، وفي ذات الفترة ارتفعت أيضاً حركة مناولة الحاويات المبردة التي تحمل واردات المنتجات الزراعية والحيوانية بنسبة 10 % تقريباً مقارنة بالربع الثاني من عام 2016. ويقدر حجم مناولة الحاويات الحالي بحوالي ثلاثة أضعاف عما كان عليه قبل خمس سنوات فقط، وذلك بفضل الخطوط الملاحية الجديدة والرحلات المباشرة إلى أسواق العالم، إضافة إلى الاستثمارات المتواصلة في الميناء والمنطقة الحرة والتي شملت مؤخراً إنشاء محطة جديدة للحاويات بميناء صحار (المحطة ج) التي أدخلت عليها أحدث التقنيات في بنيتها التحتية والعلوية، فقد تم تزويد المحطة الحديثة برافعات رصيفية عملاقة يتم التحكم فيها عن بعد ولها القدرة على مناولة أضخم سفن الحاويات على الإطلاق، هذا إلى جانب النظام الآلي الجديد في تحديد مواعيد استقبال الشاحنات للتحميل والتنزيل الذي من شأنه خفض زمن انتظارها داخل الميناء، فضلاً عن البوابات الآلية الجديدة التي أغنت عن الإجراءات الورقية وبالتالي تسريع عملية الخروج والدخول وإنهاء المعاملات.
نمو ملحوظأ ما البضائع الجافة السائبة بصحار فقد شهدت أيضًا نموًا كبيرًا في النصف الأول من عام 2017، مرتفعةً بنسبة 24 % مقارنة بالنصف الأول من العام الفائت، في حين شهدت حركة البضائع السائلة والعامة تراجعًا طفيفًا مقارنةً بعام 2016، ولكن يتوقع إجمالاً أن يتعدى حجم مناولة البضائع بمختلف أنواعها في ميناء صحار مستوى المليون طن أسبوعيًا في نهاية هذا العام، والذي كان رقماً قياسياً تم تحقيقه في عام 2016 للمرة الأولى، أما بالنسبة لحركة السفن فقد حققت زيادة طفيفة في الربع الثاني من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الفائت، ومن المتوقع أن تستمر الزيادة في الحركة الملاحية خلال الأشهر المقبلة.