قبيل انطلاق جلسة جديدة من المباحثات حول خروجها من الاتحاد الأوروبي لندن تدعو لعدم «التسويف» في مفاوضات «بريكست»

الحدث الاثنين ٢٨/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٢ ص
قبيل انطلاق جلسة جديدة من المباحثات حول خروجها من الاتحاد الأوروبي

لندن تدعو لعدم «التسويف» في مفاوضات «بريكست»

لندن – وكالات

دعا مصدر في الحكومة البريطانية الاتحاد الأوروبي إلى عدم «التسويف» في مفاوضات بريكست، وذلك قبيل انطلاق جلسة جديدة من المباحثات بين الطرفين في العاصمة بروكسل حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حسبما أفادت وكالة فرانس برس للأنباء.

وقال المصدر إنه «يجب على الطرفين أن يتمتعا بالليونة وبالرغبة في التوصل إلى تسويات عندما يتعلق الأمر بحل خلافات بشأن بعض المواضيع». مشيرًا إلى أن «الوقت يمر وبالتالي يجب على كلا الطرفين عدم التسويف».
ومن جانبها دعت وزارة «بريكست» في الحكومة البريطانية المفوضية الأوروبية إلى إبداء «مزيد من الليونة». وقالت الوزارة في بيان لها إن «المحادثات المتعلقة بخروج بريطانيا وبالشراكة الوثيقة والمميزة التي تريدها لندن في المستقبل مع الاتحاد الأوروبي هما موضوعان مرتبطان جوهريًا».
وكان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي قد أشاروا في وقت سابق إلى وجود خلافات كبيرة بين بروكسل ولندن بشأن قضايا رئيسية، ملقيين اللوم في ذلك على لندن.
ويصر الاتحاد الأوروبي على حدوث «تقدم كافٍ» في ثلاثة مجالات هي حقوق مواطن الاتحاد الأوروبي والحدود مع ايرلندا الشمالية وفاتورة الخروج من الاتحاد، قبل التفكير في طلب لندن الحديث عن علاقاتها المستقبلية التجارية مع الاتحاد.

مفاوضات الخروج

وتحث بريطانيا الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين على استخدام «مخيلته» في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي والمساعدة في أن تتركز المناقشات على العلاقات المستقبلية بدلًا من صفقة الخروج.
وسيدعو وزير الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس التكتل اليوم إلى أن يكون أكثر مرونة وذلك في بداية المفاوضات مع كبير مفاوضي الاتحاد ميشيل بارنييه في الجولة الثالثة من المحادثات والتي يتوقع أن تنصب على المسائل الفنية إلى حد كبير.
وقال مصدر حكومي إن بريطانيا ستشير إلى المذكرات التي أصدرتها على مدار الأسبوعين الفائتين فيما يتعلق بكل من العلاقات المستقبلية وصفقة الخروج لتظهر للأوروبيين أن المسؤولين البريطانيين يعملون «بدأب من أجل وضع أسس للمفاوضات».
وقال المصدر: «الآن على الجانبين أن يكونا أكثر مرونة وتقبلًا لتقديم تنازلات عندما يتعلق الأمر بحل موضوعات الخلاف بيننا». وأضاف: «وكما قال مسؤولو الاتحاد الأوربي أنفسهم الوقت ينفد لذا على الطرفين ألا يتقاعسا في عملهما».
ونشرت الحكومة البريطانية مذكرات حول جميع نقاط التفاوض من اتفاقات الجمارك المستقبلية إلى البيانات بعد أن طلب الاتحاد الأوروبي إحراز تقدم في ثلاثة مجالات أساسية هي حقوق المغتربين وحدود بريطانيا مع ايرلندا الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي والتسوية المالية.
ويقول المسؤولون البريطانيون إنهم لا يستطيعون تحقيق تقدم في المجالات الثلاثة دون النظر في أمر العلاقات المستقبلية إذ إن مشكلة الحدود مع ايرلندا الشمالية تعتمد بشكل كبير على نوعية الاتفاق الذي من الممكن التوصل إليه بشأن الجمارك.
ولكن الاتحاد الأوروبي يصر على موقفه من ضرورة إحراز «تقدم كافٍ» في المجالات الثلاثة قبل الانتقال إلى أي نقاش حول العلاقات المستقبلية.

بديل سلس

من جهة أخرى قال متحدث أمس الأول السبت إن حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا سيعلن عن تحول في السياسة يفتح المجال أمام إمكانية بقاء بريطانيا في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي لسنوات عدة في إطار خروج «سلس» من الاتحاد.
وقال المتحدث باسم الحزب إن الحزب سيطرح نفس «البنود الأساسية» مثل علاقة بريطانيا الحالية مع الاتحاد الأوروبي خلال فترة انتقالية في أعقاب الخروج في 2019 وبعد ذلك تكون جميع الخيارات مفتوحة.
وتؤكد التصريحات ما ذكره تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أيّد فيه الوزير المسؤول عن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حكومة الظل كير ستارمر «استمرار عضوية السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي إلى ما بعد مارس 2019 عندما تترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي» في محاولة لإيجاد خطة خروج بديلة أكثر وضوحًا من تلك التي تقترحها حكومة تيريزا ماي المحافظة.
وبعد أشهر شابتها الضبابية والانقسام في موقف حزب العمال يعتبر الهدف من هذا العرض الجديد إيجاد نقطة انطلاق لزعيم حزب العمال جيريمي كوربين من أجل هزيمة حزب المحافظين في الانتخابات المقبلة.
وقال ستارمر للجارديان: «سنضع الاقتصاد وفرص العمل دائمًا على رأس أولوياتنا».
ونقلت الجارديان عن ستارمر قوله: «هذا يعني أن الإبقاء على نوع من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالجمارك هو هدف محتمل لمفاوضات حزب العمال، ولكن لا بد لهذا الأمر أن يكون محل تفاوض. إنه يعني أيضًا أن حزب العمال يتخذ موقفًا مرنًا فيما إذا كان من الأفضل الوصول إلى فوائد السوق المشتركة من خلال التفاوض على شروط جديدة حول علاقة بريطانيا بالسوق المشتركة أو العمل انطلاقًا من اتفاق تجاري معد مسبقًا».
وأظهرت بيانات أن الاقتصاد البريطاني عانى من الضعف على جميع الجبهات في الربع الثاني من العام الجاري حيث عانى المستهلكون من ضعف الجنيه الإسترليني مقابل العملات الأجنبية الأخرى وفشل الصادرات في سد الثغرة الاقتصادية الناتجة عن ذلك وجمود حركة الاستثمار الاقتصادي بسبب ضبابية وضع البلاد بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة إن حزب كوربين «سيترك الخيار مفتوحًا كي تظل بريطانيا عضوًا في الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للسلع إلى ما بعد نهاية الفترة الانتقالية». لكن أي ترتيبات على المدى الأطول سيتم النظر فيها فقط إذا استطاعت حكومة لحزب العمال بحلول ذلك أن تقنع بقية دول الاتحاد الأوروبي بالموافقة على اتفاق خاص بشأن الهجرة وتغييرات على لوائح حرية التنقل.
وأعاقت صراعات داخلية في حزب ماي محاولاتها في الاستقرار على موقف معيّن يمكنها من بداية عملية التفاوض بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي وذلك بعد انتخابات مبكرة في يونيو خسرت خلالها ماي أغلبيتها البرلمانية.
وأصبح موقف ماي أضعف من السابق إذ يعتقد الكثيرون أنه من غير المرجح أن تقود ماي فترة برلمانية كاملة رغم أنه من غير الواضح من سيحل محلها في حال رحيلها.