«مقذوفات» كورية جديدة تربك واشنطن وحلفاءها

الحدث الأحد ٢٧/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
«مقذوفات» كورية جديدة تربك واشنطن وحلفاءها

ييي واشنطن - رويترز

قال الجيش الأمريكي إن ثلاثة صواريخ قصيرة المدى أطلقتها كوريا الشمالية فشلت أو سرعان ما انفجرت، مشيرًا إلى أنها لم تشكّل تهديدًا على جوام أو أمريكا الشمالية.

وقالت كوريا الجنوبية والجيش الأمريكي إن كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي أمس السبت في الوقت الذي تجري فيه واشنطن وسول مناورات عسكرية سنوية مشتركة تراها بيونج يانج إعدادًا للحرب.
وقالت قيادة الجيش الأمريكي في المحيط الهادي إنها رصدت ثلاثة صواريخ متوسطة المدى أطلقت على مدى 20 دقيقة. وأضافت أن الصواريخ كلها فشلت وانفجر أحدها تقريبًا بعد إطلاقه مباشرة وفشل الاثنان الآخران بعد إطلاقهما.
وقال مكتب رئاسة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن الصواريخ أطلقت من إقليم كانجوون باتجاه الشمال الشرقي وقطعت نحو 250 كيلومترًا وسقطت في البحر.
وقالت قيادة الجيش الأمريكي في المحيط الهادي إن الصواريخ لم تشكّل تهديدًا على البر الرئيسي الأمريكي أو جوام في المحيط الهادي التي هددت كوريا الشمالية هذا الشهر بإحاطتها ببحر من النار.
وكان آخر اختبار صاروخي تجريه كوريا الشمالية في 28 يوليو الفائت عندما أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات ومصممًا ليقطع مسافة عشرة آلاف كيلومتر ويعني ذلك أنه قد يصل إلى بعض مناطق البر الرئيسي الأمريكي مما أثار مخاوف من نشوب صراع جديد على شبه الجزيرة الكورية.
وقال يوشيهيد سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن الصواريخ لم تصل إلى اليابان أو منطقتها الاقتصادية الخالصة ولم تشكّل أي تهديد على سلامة الأراضي اليابانية.
وقال كيم دونج-يوب الخبير العسكري بمعهد دراسات الشرق الأقصى في سول إن المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ وهي كيتايريونج موقع اختبارات عسكرية معروف كثيرًا ما استخدمته كوريا الشمالية لإجراء تدريبات على إطلاق الصواريخ قصيرة المدى.
وما تزال الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في حالة حرب من الناحية الفنية مع كوريا الشمالية منذ انتهار الحرب 1950-1953 بهدنة دون التوصل لمعاهدة سلام. وعادة ما يقول الشمال إنه لن يتخلى أبدًا عن برامجه للأسلحة، مشيرًا إلى أنها ضرورية للتصدي للعداء الأمريكي المتصور.
وطالما حثت واشنطن الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية وشريكها التجاري، للقيام بالمزيد لكبح بيونج يانج.
ويجري الجيشان الأمريكي والكوري الجنوبي مناورات عسكرية دأبت كوريا الشمالية على وصفها بالاستعداد لغزوها. وتشمل المناورات محاكاة للحرب بأجهزة الكمبيوتر لاختبار الاستعداد وتستمر تلك المناورات حتى 31 أغسطس.
وفي 24 أغسطس الفائت كشفت كوريا الشمالية، عن طريق الخطأ على ما يبدو، تفاصيل ومخططات لاثنين من أنظمتها الصاروخية التي لم يتم تجريبها بعد، وذلك خلال تغطية صحفية لزيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون إلى منشأة عسكرية.
ووزعت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية صورًا للنشر مع تقرير عن زيارة كيم إلى منشأة في كلية العلوم الدفاعية تُظهر مخططات على الحائط تصف صاروخين هما هواسونج- 13 وبوكجوكسونج- 3.
ويظهر المخطط أن هواسونج- 13 هو صاروخ باليستي عابر للقارات مؤلف من ثلاث مراحل. كما يظهر المخطط صاروخ بوكجوكسونج- 3 الذي رغم وقوف بعض المسؤولين في الصورة يمنع ظهوره كاملًا، لكنه بدا أنه من نوع الصواريخ الباليستية الذي يمكن إطلاقه من غواصة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها «عن طريق الخطأ» عن تفاصيل تطورات مهمة في خلفية الصور الملتقطة في كوريا الشمالية، الأمر الذي يرى محللون أن بيونج يانج تتعمد عبره إظهار قوتها العسكرية أو إرسال رسائل معينة إلى أعدائها.
ويبدو أن بث تقرير الزيارة كان ذا توقيت مقصود، إذ يأتي في اليوم الثالث للمناورات العسكرية الأمريكية - الكورية الجنوبية المشتركة، التي تعارضها بيونج يانج بشدة.
وقال شين جونج-وو من المنتدى الدفاعي والأمني الكوري، متحدثًا لصحيفة «جونج أنج إلبو» الكورية الجنوبية، إن توقيت التقرير ومضمونه خطيران، فكوريا الشمالية «لديها تاريخ في عرض أسلحة فعلية أو مخططات تصميمية لها، عبر وسائل الإعلام الرسمية للتباهي بقوتها العسكرية أمام العالم».
وأُفيد أن كيم جونج-أون قد أمر العلماء في المنشأة بإنتاج المزيد من وقود الصواريخ الصلب والرؤوس الحربية التي تحملها الصواريخ، ويتطابق ذلك مع التفاصيل التي قدمتها المخططات على الجدران. ولا يشبه صاروخ هواسونج- 13 صاروخ هواسونج- 14 المسير بالوقود السائل الذي اختبرته كوريا الشمالية في يوليو. إذ يبدو أنه صاروخ مكوّن من ثلاث مراحل ويعتمد على الوقود الصلب.
أما صاروخ بوكجوكسونج- 3 المعتمد على الوقود الصلب فهو نسخة ذات مدى أبعد من صاروخي بوكجوكسونج- 1 و2 اللذين اختبرا في العام 2016.
وحظرت وزارة التجارة الصينية الجمعة الفائت قيام الأفراد والشركات من كوريا الشمالية بأعمال جديدة في الصين تماشيًا مع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي هذا الشهر.
وقالت الوزارة في إشعار على موقعها الإلكتروني إن الصين حظرت الشركات الجديدة المشتركة وتوسع الكيانات القائمة التي تشمل أفرادًا أو شركات من كوريا الشمالية. وأضافت الوزارة أنها لن توافق على طلبات شركات صينية لاستثمارات جديدة أو توسعات في كوريا الشمالية.