كلينتون وترامب يعززان فرصهما الانتخابية

الحدث الاثنين ٢٢/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
كلينتون وترامب يعززان فرصهما الانتخابية

واشنطن – ش – وكالات

عزز دونالد ترامب موقعه كمرشح مفضل للحزب الجمهوري بفوزه بالانتخابات التمهيدية لحزبه في كارولاينا الجنوبية في حين فازت هيلاري كلينتون في انتخابات الديمقراطيين في نيفادا منعشة حملتها قبل المحطة المهمة في الاول من مارس.
واكد الملياردير ترامب هيمنته على الانتخابات داخل حزبه. ولم تمض اكثر من نصف ساعة بعد غلق مكاتب التصويت حتى اعلنت وسائل الاعلام فوزه بلا منازع بالانتخابات التمهيدية في كارولينا الجنوبية.
وهذا ثاني فوز له بعد محطة ولاية نيو هامشير في بداية الشهر.
وحصد ترامب بالخصوص اصوات الجمهوريين المعتدلين والمحافظين، بحسب استطلاعات اجريت عند الخروج من التصويت. في حين فضل "المحافظون جدا" سيناتور تكساس تيد كروز الذي كان فاز في ولاية ايوا في الاول من فبراير.

ساندرز ثابت
اما في معسكر الديمقراطيين فان درس هذا اليوم الانتخابي هو تعاظم الحركة المؤيدة لبيرني ساندرز في البلاد. فقد تاكدت شعبيته بين الشباب وايضا بين باقي فئات الديمقراطيين.
وبعد فوز ضئيل في ايوا وهزيمة كبيرة في نيو هامشير ، فازت هيلاري كلينتون بالانتخابات التمهيدية في نيفادا بعد ان نالت نحو 52,5 بالمئة من الاصوات مقابل 47,5 بالمئة لساندرز وذلك بعد فرز 85 بالمئة من مكاتب التصويت.
وقالت كلينتون "البعض شكك ربما فينا لكننا لم نشك ابدا في انفسنا".
وتبنت كلينتون خطابا هجوميا اقرب لليسار ومنتقدا استغلال اصحاب العمل وركز على الاقليات التي تعول عليها في المحطات التالية في الجنوب حيث يمثل السود اكثر من نصف الناخبين الديمقراطيين.
واقر ساندرز بهزيمته في اتصال هاتفي بكلينتون، لكنه اشار الى ان فوزها نسبي. وكان بدا السباق متخلفا ب 30 نقطة عن كلينتون في استطلاعات صيف 2015.
وبقي العاملون من اصول اسبانية في فنادق وكازينوهات لاس فيغاس موالين لهيلاري التي كثفت زياراتها لهم في الايام الاخيرة.
لكن اصوات الناخبين من اصول اسبانية توزعت على ما يبدو بين كلينتون وساندرز.
وتاكد تنامي شعبية ساندرز بين الشباب حيث ايد 72 بالمئة ممن تقل اعمارهم عن 45 عاما ساندرز (74 عاما) في حين بقي ثلثا من تفوق اعمارهم 45 عاما مؤيدين لكلينتون (68 عاما)، بحسب استطلاعات. وحصلت كلينتون ايضا على ثلاثة ارباع اصوات الناخبين السود.
وقال ساندرز "ان الريح موات لنا ولدينا فرصة ممتازة للفوز في ولايات +الثلاثاء الكبير+" في الاول من اذار/مارس، حيث تصوت 11 ولاية لمنح 18% و23% من المندوبين للمرشحين الديموقراطيين والجمهوريين على التوالي.

بوش ينسحب
من جانبه اعلن جيب بوش انسحابه من السباق الى الرئاسة الاميركية وذلك بعد النتيجة المخيبة التي حققها في المحطة الثالثة للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مع انه بدأ كان في بداية الحملة من المرشحين الاوفر حظا للفوز فيها.
وقال جيب بوش (63 عاما) الحاكم السابق لفلوريدا (1999-2007) ونجل الرئيس الاسبق جورج بوش وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، بتأثر واضح وهو يمسح دموعه "هذا المساء اعلق حملتي".
وكان جيب بوش يبدو في بداية الحملة التي حصل فيها على دعم مالي هائل وبمباركة الحزب الجمهوري، افضل مرشحي الحزب للوصول الى البيت الابيض. لكنه لم يحقق اي تقدم خصوصا بسبب ادائه السيء في المناظرات التلفزيونية وحملة لا حماس فيها.
وكان جيب بوش جاء في ايوا اول ولاية جرت فيها انتخابات التمهيدية في الاول من شباط/فبراير، في المرتبة السادسة بحصوله على اقل من ثلاثة بالمئة من الاصوات. وفي نيوهامشير في التاسع من شباط/فبراير جاء رابعا بحصوله على 11 بالمئة من الاصوات، بفارق كبير عن المرشحين الآخرين دونالد ترامب وتيد كروز وحتى جون كاسيك.
وواجه هزيمة ساحقة مساء السبت في كارولاينا الجنوبية حيث لم يحصل سوى على ثمانية بالمئة من الاصوات، حسب تقديرات محطات التلفزيون الاميركية.
ومع ذلك قال جيب بوش امام انصاره مساء السبت "اعتز بانني قمت بحملة لتوحيد البلاد"، مؤكدا انه بقي وفيا لافكاره المحافظة ومبادئه. واضاف "على الرغم مما سمعتموه ربما، الافكار مهمة والسياسات مهمة"، في انتقادات موجهة الى ترامب على ما يبدو.

- انتقادات وشتائم
وكان دونالد ترامب انتقد مرات عدة جيب بوش وحتى شتمه في المناظرات التلفزيونية للجمهوريين، مشيرا الى افتقاده الى الحيوية والى الطبقة السياسية التي يمثلها. ودافع جيب بوش عن نفسه بالدعوة الى افكار اكثر اعتدالا وبوصف بعض مقترحات خصمه وخصوصا حول هجرة المسلمين "بالسخيفة".
وفي آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الجمهوريين مثلا، قال ترامب ان "جيب مخطىء"، بينما كان بوش يدعو الى رحيل الاسد. واضاف ترامب "بالاصغاء اليه والى آخرين وجدنا انفسنا في الشرق الاوسط بعد 15 عاما بدون ان نربح اي شىء".
ورد جيب بوش "هذا رأي شخص يستوحي سياسته الخارجية من برامج تلفزيونية".
لكن لا هذا التبدل في المناظرات ولا عائلته التي هبت لنجدته كان كافيا لاطلاقه مجددا.
فقد جاء بوالدته بربارا (90 عاما) التي تتمتع بشعبية هائلة بين الجمهوريين بينما ساهم شقيقه جورج دبليو بوش في حملته في كارولاينا الجنوبية.
وكانت بربارا بوش تعارض ترشح ثالث فرد في عائلتها الى الانتخابات الرئاسية بعد زوجها جورج هربرت بوش (1989-1993) وابنها جورج ووكر بوش (2001-2009).
لكنها قالت "احب ابني واعرف ان اميركا تحتاج اليه (...) انه يحمل القيم نفسها التي فقدتها اميركا على ما يبدو. انه شبه مفرط في تهذيبه (...) ولا يتبجح كما يفعل الآخرون".
وفي الوقت نفسه اصبح شعور الحزب الجمهوري بنفاد الصبر حيال النتائج الضعيفة التي يحققها واضحا. وتراجعت ايضا التبرعات لحملته.
وكانت مجلة ناشيونال ريفيو المتأثرة بالجمهوريين نشرت "رسالة مفتوحة الى جيب بوش" تقترح فيها تخليه عن السباق.
وكتبت الصحيفة مطلع فبراير "كنت مرشحا مملا جدا (...) انفق حتى الآن 89,1 مليون دولار على دعايات" الحملة. ويبدو ان جيب بوش ادرك الواقع ورأى انه يفتقد الى الدعم اللازم للاستمرار في الانتخابات التمهيدية المقبلة بما فيها "الثلاثاء الكبير" في الاول من مارس حيث ستشهد حوالى عشر ولايات عمليات تصويت.