الإرهاب يتجاوز بتهديداته المنطقة العربية

الحدث الاثنين ٢٢/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
الإرهاب يتجاوز بتهديداته المنطقة العربية

القاهرة- خالد البحيري

قال رئيس أركان الجيش البريطاني سابقا الجنرال مايك جاكسون إن المنطقة العربية بمرحلة تاريخية دقيقة، وتمدد قوى الإرهاب لا يقف خطره عند حدود الدول الحاضنة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة بل يمتد إلى العديد من بقاع العالم، وبالتالي أصبحت معظم دول العالم غير بعيدة عن أيدي قوى الشر والتطرف، وأصبح لزاما على العالم كله التكاتف والاتحاد لمواجهة التحديات التي تهدد استقرار الكثير من دول المنطقة العربية والشرق الأوسط ويصل خطرها إلى دول كانت تظن أنها في مأمن من التفجيرات والأحداث الإرهابية.

دعوة للاتحاد
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الشبيبة" على هامش زيارته إلى القاهرة مؤخرا: الأحداث المتسارعة التي تشهدها الدول العربية منذ عدة أعوام، وظهور العديد من التنظيمات الإرهابية وتهديداتها المستمرة، والحروب التي تعصف باليمن وسوريا ومحاولات تفتيت وحدة تلك الدول، من أجل تحقيق مكاسب للمتطرفين والإرهابيين، تدفع إلى الاتحاد بين قوى العالم لمواجهة الخطر الإرهابي والقضاء على البؤر التي تتمركز فيها التنظيمات المتطرفة، مشيدا بالجهود المصرية في مواجهة الإرهاب والسعي نحو تجفيف منابعه.
وأكد جاكسون الذي سبق له تولي قيادة سلاح البر البريطاني، إن العالم كله يمر بفترة تاريخية عصيبة، وأن هناك العديد من الدول حول العالم تعاني من مشاكل كبيرة بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب، واتساع رقعة البلدان التي تتمدد فيها التنظيمات المتطرفة، وهو ما يتطلب تكاتف الجميع من أجل التصدي لخطر الإرهابيين المنتمين للتنظيمات المتطرفة أمثال تنظيم "داعش" الذي أصبح يمثل خطورة كبيرة على العديد من الدول، والتهديدات التي أطلقها "داعش"، وحجم العمليات الإرهابية التي أعلن عن تبنيها وأعلن مسئوليته عنها تؤكد أنه التنظيم الأخطر على مستوى العالم، والمرحلة التي يعيشها العالم حاليا نتيجة حتمية لتسارع وتيرة الأحداث بعد سقوط حائط برلين وهجوم العراق في زمن حكم البعث على الكويت، ثم الأحداث التي تلاحقت في المنطقة العربية فجعلتها تصل إلى حالة أشبه بأن تكون بؤرة للصراع العالمي، وتشتعل بالأحداث والتوترات التي تتطلب مزيداً من التكاتف من أجل إحداث الاستقرار المطلوب.

جوانب متعددة
وقال إن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على الجوانب العسكرية فقد؛ بل تشمل أيضا الجوانب السياسية والفكرية والاجتماعية، إذ إن البيئات التي تعاني من مشاكل اجتماعية وسياسية تكون أكثر عرضة لخروج متطرفين بها، كما أن التطرف الفكري إذا تمت معالجته بالفكر قد يؤدي ذلك إلى القضاء على فكرة تحوله إلى إرهاب يهدد أمن وسلامة الأشخاص والدول، لافتاً إلى أن مصر بها مدينة مثل الإسكندرية كانت منارة للفكر في العالم القديم، وكانت مدينة للفكر والفلسفة والعلم ومكتبتها واحدة من أضخم المكتبات في العالم، وأن الدولة المصرية صديقة للعديد من الدول حول العالم ومن الدول الصديقة لها بريطانيا.
وأضاف جاكسون، المتقاعد منذ عام 2006، أن عام 1990 كان عاماً فارقاً في تاريخ العالم، وأنه منذ هذا التاريخ وعلى مدى عقدين ونصف من الزمان مر العالم بالعديد من الأحداث الكبرى التي غيرت وجه العالم، بدءا من محاولة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين غزو الكويت، وحتى تفجيرات 11 سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الحرب الأمريكية على العراق وعلى تنظيم القاعدة في أفغانستان، وظهور العديد من التنظيمات الإرهابية التي خرج بعضها عن عباءة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ومساعي إيران لكي تصبح دولة نووية، والأحداث التي شهدتها الدول العربية منذ نهايات عام 2010، وانقسام السودان، وثورات الربيع العربي، وما تبعها من أحدث، كل هذه الأحداث تسببت في معاناة العديد من الدول حول العالم، وتلك المعاناة تصل عند البعض إلى حد الكارثة، ما يجعل الجميع مطالب بمواجهة تلك التحديات.
وأردف أن الحرب الأمريكية في العراق بدعوى مواجهة الإرهاب، وما حدث في اليمن وسوريا، والانقسامات داخل ليبيا جعلت منطقة الشرق الأوسط منطقة تحتدم فيها الصراعات، جعلت المنطقة تواجه تهديدات كبيرة من قوى التطرف والإرهاب، وهذه الأخطار لن تقف عند حدود الشرق الأوسط فقط؛ بل ستمتد إلى العالم الغربي وتهدد العالم كله، إذا لم يكن هناك وحدة وتكاتف لمواجهتها، وهذا لا يعني أن تلك الدول تتدخل في شأن دول المنطقة العربية.

الوضع السوري
وعبر جاكسون عن قلق الجانب البريطاني من عودة حركة طالبان خلال تلك المرحلة، لوجود أموال يتم ضخها لتستعيد الحركة نشاطها القديم، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على العالم إذا ما عادت طالبان إلى سابق عهدها في أفغانستان، كما أن الصراع القائم في أفغانستان ليس صراعاً عسكرياً بقدر ما هو صراع سياسي يمكن حله بالطرق السياسية إلا أن الأموال التي تتدفق على طالبان تجعلها قوية بما يكفي لشن هجمات، وأن بلاده تأمل في الوصول إلى تسوية سياسية للأوضاع في أفغانستان، إضافة إلى خطورة تنظيم " داعش" الذي أصبح خطره كبيراً على مستوى العالم، موضحا أن التنظيم ليس موجها ضد إسرائيل بذاتها، وإنما خطره يمتد إلى العديد من دول العالم، وأكثر المتضررين من الخطر الداعشي هي دول المنطقة العربية.
وفيما يتعلق بالملف السوري، شدد الجنرال البريطاني على صعوبة استقرار الأوضاع في الداخل السوري خلال المرحلة الراهنة، وأن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عدم استقرار سوريا، فقضية اللاجئين السوريين واحدة من أخطر الملفات وأكثرها تعقيدا، لأن هناك الآلاف من السوريين عالقين على حدود العديد من دول الجوار، ولابد من إيجاد حلول سريعة لتلك القضية، وإنهاء أزمة اللاجئين.
ويقول الجنرال مايك جاكسون إن مصر تعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتقود حرباَ ضد التنظيمات المتطرفة التي تهدد المنطقة، وأن القوة العسكرية التي تملكها مصر وموقعها الاستراتيجي المتميز جعلها قادرة على إنجاز هذه المهمة الصعبة، كما أنها تمتلك مقومات كبيرة تجعلها دولة محورية في المنطقة، فالناحية الجغرافية تعطي لمصر ميزات عدة، كما أنها ذات قوة اقتصادية كبيرة، وكثافتها السكانية تمنحها ثقلا بين جيرانها، والتاريخ الممتد لمصر يزيد من قدرتها على أن تكون قوة فاعلة في المنطقة العربية، وهي قادرة على إنجاز هذه المهمة، باعتبارها دولة ذات تاريخ عريق وثقل إقليمي، إلا أنها واجهت العديد من المواقف السيئة خلال الفترة الماضية، والمعالجة الإعلامية للأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً كانت غير جيدة خاصة فيما يتعلق بأحداث مثل حادث سقوط الطائرة الروسية.
وحول القضية الفلسطينية، أكد جاكسون أن بلاده تسعى جاهدة لتسوية تلك القضية المثارة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، ولكن رغم كل ما يبذل إلا أنه لا يوجد أي تطور على أرض الواقع، وهو ما يؤكد صعوبة إيجاد حلول جذرية لها.

*-*

الجزائر ترفع درجة التأهب الأمني لمنع تسلل داعش من ليبيا
الجزائر – ش – وكالات
رفع الجيش الجزائري درجة التأهب في البلاد بعد حادث "صبراتة"، كما توجه فريق من المحققين بالفرقة الخاصة لمكافحة الإرهاب إلى تونس لمتابعة مجريات التحقيق مع الجرحى في الحادث الذين سلمتهم الجهات الليبية للسلطات التونسية عبر منفذ "رأس جدير" الحدودي، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية في عددها الصادر يوم أمس الأحد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر متطابقة قولها إن "ذلك يأتي في إطار التنسيق الأمني في مجال مكافحة الإرهاب بين الجزائر وتونس الذي تم الاتفاق على تعزيزه إلى أعلى مستوى بعد تزايد التهديدات الإرهابية انطلاقا من ليبيا، ومع اقتراب العمليات العسكرية الغربية ضد معاقل المتشددين، كما أن المشاركة في التحقيق من شأنها أن تضمن توفر كم من المعطيات والمعلومات عن شبكات التجنيد التي تنشط بين الدول الثلاث ليبيا تونس والجزائر".
وأضافت المصادر أنه بعد العملية التي نفذتها القوات الأمريكية في صبراتة قام عدد من قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي بتغيير مواقعهم وتسلل البعض إلى المدن الداخلية والحدودية، مشيرا إلى أنه لتفادي تسللات هؤلاء وغيرهم من الإرهابيين هروبا من العمليات العسكرية، رفعت قوات الجيش من درجة التأهب حيث لوحظ تحليق مكثف لسلاح الجو على امتداد الحدود الليبية والتونسية بإقليم ولايتي إليزي والوادي، كما تم نقل تجهيزات كبيرة لأقصى الحدود الجنوبية بولاية اليزي ومتابعة دقيقة للأوضاع في المدن الحدودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار غلق الحدود الليبية لا يزال مستمرا إلا في الحالات الإنسانية أو التصريحات الأسرية لتسهيل التنقل بين أفراد العائلات المترابطة بين البلدين، فيما استبعدت غلق الحدود البرية مع تونس وتم الاكتفاء بتشديد الإجراءات المتعلقة بتشديد المراقبة على العابرين برا نحو تونس أو القادمين للجزائر لعدم استغلال "داعش" المعابر البرية بعد تجميد الرحلات الجوية مع طرابلس.