باب العمود يتحول إلى منطقة تنكيل للمقدسيين

الحدث الاثنين ٢٢/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
باب العمود يتحول إلى منطقة تنكيل للمقدسيين

القدس المحتلة - زكي خليل

باب العمود، معلم عريق من معالم القدس، تحول خلال الأشهر الأخيرة إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية بعد سلسلة عمليات الطعن واطلاق النار ضد جنود الاحتلال.
عشرات جنود الاحتلال ينتشرون على جانبي الشارع الرئيسي وعند مدخله وفي محيطه، عددهم يفوق المارة، الحيطة والحذر والفزع والرعب تعبر عنها عيونهم المتحركة بكل الاتجاهات وأسلحتهم الموجهة إلى كل الأشخاص من الرجال والأطفال والنساء، فجأة يوقفون طفلة عمرها أربعة عشر عاما يحمر وجهها خوفا ترفع يدها تبرز شهادة ميلادها يقترب المدججون بالأسلحة بخوف منها حتى يتأكدون من أنها ليس بحوزتها أسلحة أو سكين أو مفك أو مقص.
"محاولة طعن" أحيانا تنتهي بالاغتيال والقتل والبطش تحت ذريعة كلمة جديدة أدخلها جنود الاحتلال إلى قاموس القهر والغطرسة" تصفية". الكراهية، الحقد، اليأس، عدم الحيلة، الانتقام...كلها كلمات هي سيدة الموقف.
ويقول مصطفى الحرباوي أحد تجار البلدة القديمة ما أن تضع قدمك اليوم عند باب العمود ومحيطه حتى ترصدك كاميرات الشرطة وترصدك بنادقهم وتتعرض للتفتيش المهين وشبه العاري أمام أعين المارة، بالأمس فقط أرغموا شابا على خلع معظم ملابسه أمام النساء والأطفال.

ويضيف لـ "الشبيبة": "أصبح هذا الباب يرعبهم بعد 12 عملية طعن وإطلاق نار نفذت فيه، حولوه إلى مصيدة، الحراك الشبابي الفلسطيني في القدس سماه بدل باب العمود "باب الشهداء" وهو من أجمل أبواب القدس من حيث البناء والزخرفة.
ويقول عيسى الترهي أحد شباب الحراك الشبابي المقدسي "هذا الباب تحول إلى رمز، جزء كبير من اخواننا، شباب الضفة الغربية لا يعرفون إلا هذا الباب، يدخلون إلى البلدة القديمة والى المسجد الاقصى من هذا الباب، وقسم منهم استشهد هنا لانه كان ينوي عمل شئ أو لانه تعرض لاستفزاز الجنود فقتلوه".
ويضيف " قوات الاحتلال لا تترك هذا الباب في النهار من الفجر حتى بعد منتصف الليل ولا تفوت صغيرا ولا كبيرا ولا شابا ولا حتى فتاة تعبر باب العمود إلا وتعمل على تفتيشهم بدقة واصفا المشهد بالاستفزازي والمهين"
ويقول حجازي الرشق رئيس لجنة تجار شارع صلاح الدين في القدس، ان عمليات التفتيش والتنكيل التي تقوم بها سلطات الاحتلال عند باب العامود أثرت بشكل كبير على دخول عنصر الشباب إلى البلدة القديمة للتسوق.
وأشار إلى الممارسات الصهيونية بحق النساء المحجبات اللواتي يتعرضن لتفتيش مهين خارج اطار قواعد الأخلاق والشرع وحقوق الإنسان مشيرا إلى الإجراء الصهيوني الجديد في استخدام الكلاب البوليسية في عمليات التفتيش.
ويقول ان سلطات الاحتلال لجأت إلى أسلوب جديد خلال اليومين الماضيين من خلال إجراء تحقيق ميداني مع الشبان وهو إجراء يخالف كل القوانين الدولية مؤكدا ان الإجراءات الاحتلالية أدت إلى شل الحركة التجارية في القدس بشكل عام والبلدة القديمة بشكل خاص.
ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية مؤخرا تقريرا عن الاحداث التي شهدتها منطقة باب العامود في القدس، فيما اطلقت الصحيفة مصطلح "بوابة الارهاب" على المكان. ومن ضمن المعطيات التي طرحتها الصحيفة ان المكان شهد 12 عملية، من بينها اثنتان استخدم فيهما السلاح الناري، و10 عمليات طعن.

*-*

هدم مدارس القدس يهدف لتجهيل المقدسيين واضعافهم
القدس المحتلة – ش
اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات يوم أمس الأحد أن هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "أبو النوار الأساسية"، في تجمع النوار شرق القدس المحتلة، جزء من مخطط إسرائيلي لتجهيل المقدسيين واضعافهم للسيطرة على المدينة المقدسة.
وأشارت الهيئة في بيانها إلى أن أوامر الهدم تبررها سلطات الاحتلال بحجة عدم حصول أصحابها على التراخيص اللازمة من السلطات الإسرائيلية المختصة، وذلك خلافاً للمادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب.
وأضاف الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى بأن سلطات الاحتلال تواصل هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس الشرقية بأعداد كبيرة تحت مبررات غير قانونية وزائفة لخدمة خططها المستقبلية الهادفة إلى اقتلاع وطرد اكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين من ديارهم واراضيهم لبناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، والبؤر الاستيطانية العشوائية، والطرق الالتفافية، والقواعد العسكرية الإسرائيلية".
وأكدت الهيئة ان الحملة المسعورة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد المقدسين وبيوتهم ومتتلكاتهم تتفاقم كل يوم، محذرةً من ان سياسة المحتل الإسرائيلي تستهدف كل ما هو عربي داعيةً إلى وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة.. مطالبةً العمل على توفير الحماية اللازمة لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس، والضغط على سلطات الاحتلال من اجل أن توقف سياسة الهدم وإجبارها على الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين زمن الحرب.