باريس تضيء بأطياف من الفنون والثقافات الفلسطينية

مزاج الاثنين ٢٢/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
باريس تضيء بأطياف من الفنون والثقافات الفلسطينية

باريس - هدى الزين

تظاهرات ثقافية فلسطينية احتفت بها العاصمة الفرنسية في اليونسكو ومعهد العالم العربي في باريس حيث افتتح المعرض الفني "فلسطين في معهد العالم العربي" السفير الفلسطيني في باريس سلمان الهرفي وإلياس صنبر سفير فلسطين لدى منظمة اليونسكو، وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس، وعدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين في فرنسا، وعدد من السياسيين الفرنسيين والعرب والأجانب وحشد من الفنانين إضافة إلى المئات من الزوار.
اليوم الأول من الأيام الفلسطينية خصص لافتتاح أربعة معارض لفنانين فلسطينيين توزعت على قاعات المعارض في معهد العالم العربي بباريس.
كما أقيمت على هامش المعارض حفلات موسيقية فلسطينية بالإضافة إلى عدد من الندوات وحلقات النقاش مع الفنانين المدعوين.
أضافه لعرض أفلام فلسطينية على مدار ثلاثة أيام بالاشتراك مع مؤسسة مهرجان فلسطين للسينما في باريس وبحضور المخرجين السينمائيين الفلسطينيين ومنهم رائد انضوني، مهند يعقوبي وعامر الشوملي.

معارض تحمل مضامين الهوية الفلسطينية

تقدم هذه التظاهرة الفلسطينية للجمهور الباريسي لمحة عن مشهد الفن المعاصر الفلسطيني، وعن أعمال تهتم بالهوية وبالارتباط مع الوطن البعيد والانتماء إلى الأرض.، كما تطرح موضوع السيطرة والملكية للأرض وللمجال الخاص والعام ومفهوم الإقليم، من خلال أعمال فنية لأهم الفنانين المعاصرين الفلسطينيين، منهم لاريسا صنصور، وبشير مخول، وشادي زقزوق، ونداء بدون.
تقول المشرفة على المعرض شيرين سليمان إن هذا العرض الذي تستضيفه باريس على مدى شهر في معهد العالم العربي تحت عنوان (فلسطين في معهد العالم) يتحدث عن فلسطين منذ النكبة حتى اليوم.
وتضيف قائلة: اردنا تقديم إبداع الفنانين الفلسطينيين الذين حلقوا بإبداعهم وخيالهم ليتجاوزوا الجدار العنصري الإسرائيلي، ، ليقدموا أعمالا فنية لخمسة من الفنانين الفلسطينيين الشباب الذين حلقوا بإبداعهم وخيالهم خارج الجدران والعزلة وقسوة الاحتلال والاستيطان ليقدموا أعمالا حديثة خلاقة أبهرت زوار المعرض. وتضيف أن الفنان الفلسطيني المبدع (خالد جرار) اشتغل على فكرة الجدار العنصري بتقديم نسخة مصغرة عن "جدار الفصل" أو "جدار العار" الإسمنتي الذي يعزل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن إسرائيل وقد "كسرته" فتحة كبرى على شكل خارطة فلسطين ليقدم فكرة عن الشعب الفلسطيني كيف يتعامل ويتواصل مع الآخرين في الحياة اليومية رغم الحصار والجدار العالي.

خمسة معارض

على خمس قاعات في معهد العالم العربي بباريس توزعت الأعمال المعروضة وكل منها يحكي حكاية أو فكرة:
فالمعرض الأول للفنانة (نداء بدون) بعنوان (مئة يوم من العزلة) قدمت فيه صورا ضوئية تقص حكاية عزلتها في منزلها لمدة 100 يوم، لتروي حكاية الحصار الذي تتعرض له غزة والمعاناة التي تحيط بأبناء شعبنا هناك، والتي عاشتها بنفسها وعكست وحدتها، مجسدة حالة توق لحرية جماعية ينشدها الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.
وجاء المعرض الثاني ليحمل عنوان (فجوة داخل الجدار) للفنان الفلسطيني خالد جرار، فهذا الجدار الفني يحاكي جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل. وقد جعل الفنان جرار في منتصفه فجوة على شكل خارطة فلسطين وعلى من يريد المرور من جانب لآخر أن يجتاز هذه الفجوة.
جدار تفاعلي يوحي بمدى المعاناة التي يتكبدها المواطنون الفلسطينيون، أبدع فيه خالد جرار بعينه التي تلتقط التفاصيل الصغيرة، تفاصيل تشكل فارقاً أساسياً في الحياة اليومية للفلسطينيين الذين اصبحوا يعيشون وراء جدار أزاد به الاحتلال عزلهم لكنه كان بهذا يعزل نفسه عن العالم.
أما المعرض الثالث: الذي حمل عنوان (فلسطين خيال علمي) فهو للفنانة لاريسا صنصور، وفيه تحمل الزائر إلى المستقبل مع اختطاف نظراته على الحاضر، وما يود الفلسطيني أن يكونه وما هو عليه، آلامه وآماله ورغبته بإنهاء احتلال دام طويلاً، ومسيرة عطاء وعناء للوصول إلى دولة فلسطين.

ويصمم الفنان شادي زقزوق في المعرض الرابع أعمالا مبدعة أبهرت الفرنسيين بفكرتها وحداثتها وقوتها التعبيرية..
لتحمل فكرة تجسد تجذر الفلسطيني بأرضه حيث نجد شخصا ينغرس جسده في التراب لا يظهر منه سوى قدميه البارزتين.
أما المساحة الثانية للفنان زقزوق فقد كانت لوحة رائعة للحرم القدسي حيث تنتصب قبة الصخرة وأمامها الأرض التي تنشق ليخرج منها أشخاص محملون بعزيمة جامحة.
يخترق الفلسطيني الأرض في أي مكان لكنه لا يخرج إلا في القدس رغماً عن انف المستحيل.
المعرض الخامس: جاء بعنوان احتلال مختلف للفنان بشير مخول، وفيه يقترح الفنان على الزوار احتلال المساحة المملوءة بآلاف الوحدات التكعيبية والمفتوحة على احتمالات كثيرة.
منها إعادة تعريف الاحتلال عبر تركيب يشابه المستوطنات الإسرائيلية المقامة على ارض فلسطين.
ويستمر معرض فلسطين حتى 20 من شهر مارس المقبل، ويختتم مع تنظيم "يوم لغزة" ستقدم فيه أعمال فنية من قطاع غزة.
إضافة إلى عدد من المحاضرات، وأمسيات موسيقية وعروض الأفلام الفلسطينية المهمة في السنوات الأخيرة.
ونوهت سفارة فلسطين في فرنسا إلى أن هذه الفعالية، والتي تعتبر الأضخم في العمل الفلسطيني في باريس منذ 2008، حيث شهدت تضافر جهود عدد من الشركاء اضافة إلى بعثتي فلسطين في فرنسا واليونسكو، كوزارة الخارجية الفرنسية، والقنصلية الفرنسية العامة في القدس، ووزارة الثقافة الفرنسية ومجلس السفراء العرب، ومنظمة اليونسكو، والشريك الأكبر في هذه الفعالية وهو معهد العالم العربي.
كما ستشهد قاعة المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” في باريس أيضاً أنشطة أخرى كجزء من الفعالية كمعرض صور تحت عنوان: فلسطين عام 1950، وحفل موسيقي ستتخلله قراءات شعرية للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش.